الجلوس لفترات طويلة سيئ للغاية، حتى النوم أفضل منه!

لدينا بعض الأخبار السيئة لك، هل تجلس طويلًا؟ ربما لا يجب أن تمارس ذلك، فقد أجرى فريق دولي من الباحثين دراسة متعددة المراجع تصنف الحركات والوضعيات التي نشارك فيها يوميًا حسب فائدتها لقلبك.

الملخص هو أن أي شيء تفعله سيكون أفضل من الجلوس طوال اليوم. حتى إذا قررت الاستراحة والذهاب للنوم مبكرًا.

بعيدًا عن اقتراحنا بالتخلص من كرسي المكتب لصالة استرخاء مريحة، تؤكد الدراسة أن التغييرات الصغيرة في النشاط يمكن أن تؤدي إلى تحسين كبير في صحة القلب.

يحدث أن نمط النوم الجيد أفضل قليلًا من الجلوس طوال الليل ومشاهدة أحدث وثائقي جريمة على نيتفليكس.

يقول أحد مؤلفي الدراسة وعالم الأوبئة في جامعة كوليدج لندن جو بلودجيت Jo Blodgett: «أهم ما نستنتجه من بحوثنا هو أن التغييرات الصغيرة في طريقة حركتك يمكن أن تؤثر إيجابًا على صحة القلب، ولكن شدة الحركة مهمة».

ويضيف قائلًا: «أكثر التغييرات المفيدة التي لاحظناها هي استبدال الجلوس بالنشاط المعتدل إلى العنيف -والذي يمكن أن يكون جريًا أو سيرًا سريعًا أو تسلق الدرج- ببساطة أي نشاط يرفع معدل ضربات قلبك ويجعلك تتنفس أسرع حتى لمدة دقيقة أو دقيقتين».

الأمراض القلبية والوعائية هي حاليًا السبب الرئيسي للوفيات، إذ تودي بحياة ما يقارب 18 مليون شخص سنويًا، بسبب النوبات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض أخرى تتعلق بالقلب والأوعية الدموية.

تناول الطعام الصحيّ والتوقف عن التدخين وتقليل تناول الخمر ليلًا هي بداية جيدة، ولكن الانتقال إلى وظيفة مكتبية تتطلب تركيزًا عقليًا يعني أنه من السهل جدًا على العديد من الأشخاص قضاء معظم اليوم في وضعية الجلوس.

لفهم العلاقة بين أنواع الحركة المختلفة، دمج الباحثون بيانات من ست دراسات لأكثر من 15,000 مشارك، مما يوفر نظرة على تأثير السلوك الساكن والوقوف والنشاط الخفيف والمعتدل والنوم على مقاييس مختلفة لصحة القلب.

ومن الواضح الآن أن الجلوس طوال اليوم هو عملية تقريبًا أسوأ ما يمكن ممارسته، وخاصة لمقاييس صحتنا القلبية والوعائية، بما في ذلك مؤشر كتلة الجسم (BMI) ومحيط الخصر والكولسترول والهيموغلوبين المعقد (HbA1 c)، وهو علامة لمرض السكري من النوع 2.

ومع ذلك لا يتطلب تحسين هذه الإحصائيات تغييرات كبيرة. على سبيل المثال إذا كنت امرأة تبلغ من العمر 54 عامًا ولديك مؤشر كتلة الجسم 26.5، فإن استبدال كرسي المكتب بمكتب واقف بين الحين والآخر -حتى لو كانت نصف ساعة في اليوم- يمكن أن يقلل مؤشر كتلة الجسم بنسبة 2.4 بالمئة.

املأ تلك النصف ساعة بالمشي السريع الذي يزيد من نبضات القلب وقد ترى انخفاضًا في قياسات الخصر بحوالي 2.5 سنتيمترًا، وانخفاضًا في HbA1 c حوالي 3.6 بالمئة.

وتبيّن أن إعادة توزيع أي وقت يُنفق في النوم أو الوقوف أو الجلوس لممارسة النشاط البدني الخفيف أو المعتدل كانت فوزًا كبيرًا لصحة القلب والأوعية الدموية.

ومن ناحية أخرى إذا كان الاختيار مقتصرًا على الجلوس على الأريكة لمشاهدة حلقة أخرى من “Black Mirror” أو الحصول على نوم جيد، فيجب أن تكون الأولوية للنوم.

وتتماشى البيانات مع الدراسات السابقة التي ربطت صحة القلب بجدول نوم مناسب، إذ تظهر تحسنًا طفيفًا ولكن ملحوظًا في الليبوبروتينات عالية الكثافة (الكوليسترول الجيد) عند استبدال ساعة ونصف تقريبًا من الجلوس بالنوم.

في عالم مثالي سنتخلى جميعًا عن اجتماعات العمل من أجل رحلات مشي طويلة والسباحة وركوب الدراجات ثم العودة إلى المنزل لقضاء ليلة طويلة من النوم العميق.

ولكن حتى في عالم غير مثالي يمكننا اختيار الوقوف في القطار واستخدام السلالم وإيقاف الضوء مبكرًا قليلاً في الليل من أجل إعطاء قلوبنا فترة أطول بقليل في الحياة.

  • ترجمة: إلهام مخلوف
  • تدقيق لغوي: غفران التميمي
  • المصادر: 1