للأشخاص الأكثر عرضةً للخطر: دواء جديد قد يوقف التهاب المفاصل الروماتويدي

إن الدواء المستخدم لتخفيف بعض الأعراض المؤلمة لالتهاب المفاصل الروماتويدي قد يكون فعّالًا أيضًا في منع تطوره من البداية، مما قد ينقذ ملايين الأشخاص من هذه الحالة المنهكة.

الدواء المعني هو abatacept، وهو جزء من تجربة أُعدّت لاختبار فعاليته وسلامته. وشملت التجربة 213 مريضًا معرضين لخطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي في المستقبل، بناءً على الأعراض المبكرة مثل آلام المفاصل.

بالنسبة للمرحلة B2 من التجربة السريرية، اختير 110 مشاركين عشوائيًا لإعطائهم دواء abatacept، وأُعطي 103 مشاركين آخرين علاجًا وهميًا لمدة عام، مع متابعة تقدم المتطوعين مدة 12 شهرًا أخرى.

وكانت النتائج مهمة: فبعد السنة الأولى، أصيب 29% من مجموعة العلاج الوهمي بالتهاب المفاصل الروماتويدي، مقارنةً ب 6% فقط من مجموعة abatacept. وبعد السنة الثانية، ارتفعت هذه الإحصائيات إلى 37% في مجموعة الدواء الوهمي و25% في مجموعة abatacept.

يقول أندرو كوب، طبيب الروماتيزم من جامعة كينغز كوليدج لندن في المملكة المتحدة، والذي قاد الدراسة: «تعد هذه أكبر تجربة للوقاية من التهاب المفاصل الروماتويدي حتى الآن، وهي الأولى التي توضح أن العلاج المرخص للاستخدام في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي فعّال أيضًا في منع ظهور المرض لدى الأشخاص المعرضين للخطر».

ويضيف: «قد تكون هذه النتائج الأولية بمثابة أخبار جيدة للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالتهاب المفاصل، إذ تُظهر أن الدواء لا يمنع ظهور المرض أثناء مرحلة العلاج فحسب، بل يمكنه أيضًا تخفيف الأعراض مثل الألم والتعب».

يحدث التهاب المفاصل الروماتويدي نتيجة مهاجمة جهاز الجسم المناعي لأنسجته، ويعمل abatacept عن طريق تثبيط استجابة الخلايا التائية، التي تلعب دورًا رئيسيًا في جهاز المناعة.

في حين أن النتائج واعدة وتُظهر بعض الأدلة على وجود تأثير دائم، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسة. إذ غطّت التجربة عامين فقط، لذلك من الممكن أن يؤدي عقار abatacept إلى تأخير التهاب المفاصل بدلًا من منعه.

وقد كتب الباحثون في ورقتهم العلمية المنشورة: «تشير البيانات إلى أن علاج abatacept بعد 12 شهرًا قد يكون مطلوبًا للحفاظ على الفعالية بمرور الوقت، إذ لا يزال يتعين تقييم إعطاء الدواء على فترات متقطعة».

عانت مجموعة abatacept من ألم والتهابات أقل، وسجلت درجات أعلى في قياسات جودة الحياة. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الدواء يمكن أن يكون له آثار جانبية خفيفة أيضًا، بما في ذلك الغثيان والإسهال.

يعد التهاب المفاصل الروماتويدي مرضًا مزمنًا ويمكن أن يكون مؤلمًا للغاية لأولئك الذين يعانون منه، وبينما لا نزال في المراحل الأولى من هذا البحث، فإن الأمل هو أن abatacept والأدوية المشابهة له يمكن أن تمنع في النهاية المزيد من المعاناة.

يقول كوب: «لا توجد حاليًا أدوية متاحة تمنع هذا المرض الذي قد يؤدي إلى الإصابة بالشلل».

ويضيف: «إن خطواتنا التالية هي فهم الأشخاص المعرضين للخطر بمزيد من التفصيل حتى نتمكن من التأكد تمامًا من أن الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي بينهم يتلقون الدواء».

  • ترجمة: سالي الدروبي
  • تدقيق علمي ولغوي: عبير ياسين
  • المصادر: 1