ناسا تُطلق مَهمّة لدراسة “الكون غير المرئي” للأرض

لقطة مصغَّرة

بعد تسع سنواتٍ من الانتظار، أخيراً أطلقت وكالة NASA مهمَّتها PACE (عوالق هوائية، ضباب، غيوم، نظام إيكولوجي للمحيطات)، التي ستأخذ رؤية لم يلاحظها أحدٌ من قبل على أشكال الحياة الصغيرة والجزيئات التي تعجُّ بالغلافِ الجويّ لكوكبنا. هذا ما يكشف القدرة على إحداثِ ثورةٍ في فهمنا للاحتباس الحراري، ومحيطات كوكبنا، والنُّظم البيئيّة المهدّدة لتلك المحيطات.

أخبر Jeremy Werdell لشبكة CNN وهو عالم مشروع PACE: “ما نقوم به هنا حقيقةً هو البحث عن جزيئاتٍ مجهريّة، غالباً تكون كائنات مرئية في البحر والسماء، وإلى حدٍّ ما على اليابسة أيضاً”.

انطلق صاروخ SpaceX Falcon 9 حاملاً معه القمر الصناعي PACE الذي يبلغ قيمته واحد بليون دولار باكراً صباح الخميس من Cape Canaveral في ولاية Florida.

حالما تمّ إطلاقه، من المتوقع أن يؤدي القمر الصناعي مهمته لثلاثِ سنواتٍ على الأقل، لكنّ امتلاكه فيول كافٍ يُبيقه في مساره لمدّة عشرِ سنواتٍ على الأقل.

الممثل الثانوي

إنّ الأعمال الداخليّة ل PACE ساحرة، مزوَّد بثلاث حسّاسات: كاميرا تُسمّى Ocean Color Instrument التي ترصد توزّع الجغرافيا النباتيّة، وجهازين لقياس قطبيّة الضوء لتراقب الرذاذ في الغلافِ الجويِ عبر ضوء الشمس المنعكس على الأرض.

بوصف عوامل الخَلق أو التمثيل الضوئي، أنتجت العوالق النباتية – التي تشمل طحالب ونباتات – حوالي 50% من أكسجين الأرض. ومن الشيء الأكثر أهمية أنها تمتص كمية كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي سيبقى في الغلاف الجوي ويزيد من حرارة الكوكب. من الواضح أنها ضروريّة، لكن بعض الأنواع تكون مصحوبة بتنبيهٍ أساسيّ: تنتج أزهاراً سامّة تهدد أشكالًا أخرى من الحياة البحريّة.

إنّ مفهوم إزالة الكربون وكيفيّة إنتاج هذه الأزهار هو المفتاح لتقييم حالة نظام البيئة البحريّة مع تقدّم الوقت.

تلعب الأهباء الجويّة (الرذاذ) دوراً مهمّاً مشابه. في حين الغازات الدفيئة مثل الكربون تحصل على كامل الانتباه والتركيز لتسبُبه في الاحتباسِ الحراري، فإن الأهباء الجوية أيضاً تؤثر على مناخنا— حتى في بعض الأحيان تسبب في جعله بارداً — لكن من الصعب شرحه.

أخبرت Karen St. Germain وهي مديرة علوم الأرض في NASA لشبكة CNN: إنها تأتي من مصادر مثل الغبار المندفع من حرائق الغابات في الصحراء وحتى من الأنشطة البشرية، هي تبدو كسُحُب يمكن أن تتفاقم إلى عواصف تعبر خلال المحيط الأطلسي، لكنّها أيضاً تعكس الكثير من طاقة الشمس “.

هي أضافت: “لذلك، تلك الأهباء تلعب دوراً مهماً في استقرار مناخ الأرض على المدى الطويل”.

وكالة مزدوجة

ربما لا يمكن أن يأتي ظهور تهشّم الأرض في الوقت الأكثر ضغطاً. مع استمرار ارتفاع انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون، أصبح من الأكثر أهمية فهم كيف يمكن للنظام البيئي للأرض— ومحيطاتها على وجه الخصوص— أن تتأثر بتغيّرات المناخ. وتوضّح وكالة NASA بما يخص جانبها، بأنّ هذه الدراسة تتصدّر جدول الأعمال الخاص بها.

أخبرَت Pam Melroy وهي نائبة مدير وكالة NASA لشبكة CNN: “نحن لا ننكر أننا في وسطِ أزمةٍ بيئية، يمرُّ كوكبنا بتغيّراتٍ تحويليّة من انطلاق أحداث طقسٍ حادّة وحرائقَ الغابات المدمّرة إلى ارتفاعِ مستويات البحر” وأضافت: “NASA ليست فقط وكالة للفضاء وطيران نحن أيضاً وكالة مناخ”.

  • ترجمة: حلا عمران
  • تدقيق لغوي: هنا نصري
  • المصادر: 1