استراتيجية جديدة رائدة في الذبحة القلبية من المتوقع أن تنقذ الأرواح

اعتباراً من يناير في هذا العام، أصبحت “أوتياروا نيوزيلندا” ثاني دولة -بعد كندا- تتبنى إجراءً جديداً رائداً للمرضى الذينَ يعانونَ منَ السكتةِ القلبية.

يُعرف باسم: “إزالة الرجفان الخارجية المتسلسلة المزدوجة” (DSED)، وسيغيّرُ من استراتيجيات الأستجابة الأولية لحالاتِ الطوارئ، وربما يحسنُ معدلات البقاءِ على قيدِ الحياة لبعض المرضى.

حيثُ يعتمد للنجاةِ منَ السكتةِ القلبيةِ بشكلٍ حاسمٍ على الإنعاش الفعال، فعندما يعمل القلب بشكلٍ طبيعي، تنتقلُ النبضات الكهربائية عبرَ جدرانهِ العضلية مما يؤدي إلى تقلصاتٍ منتظمةٍ ومنسقة.

ولكن إذا تعطلت النظمُ الكهربائية العادية، يمكن أن تصبحَ دقاتُ القلبِ غير منتظمةٍ ولا فعالة أو تتوقفُ تماماً، ويؤدي ذلك إلى الذبحة القلبية.

إزالة الرجفان هي طريقة الإنعاش الأساسية، حيث يُعطى القلبُ صدمةً كهربائيةً قوية لإنهاءِ النشاط الكهربائي الغير مألوف، وذلك يسمح للقلب باستعادة إيقاعه المنتظم وتأسيسه، ويتوقفُ نجاحُها على:

  1. الطاقة الكامنة لضرباتِ القلب.
  2. الموضع المناسب لوسادات جهاز مزيل الرجفان التي توصل التنبيه.

سيوفر الإجراء الجديد خياراً ثانياً عندما تكونُ المواقع القياسيّة فعالة، حتى يُستخدم جهازي إزالة رجفان أثناء إزالة الرجفان القياسي:

  1. يتم وضع وسادة واحدة على الجانب الأيمن من الصدر أسفل عظمة الترقوة مباشرة.
  2. يتم وضع وسادة ثانية أسفل الإبط الأيسر، ويتم إعطاء الصدمات كل دقيقتين.

قد يؤدي الرجفان المبكر إلى تحسين احتمالية النجاة من السكتة القلبية بشكل كبير، ومع ذلك فإن حوالي 20% من المرضى الذين تحدث لديهم سكتة قلبية بسبب «الرجفان البطيني» أو «تسرع القلب البطيني بلا نبض» لا يستجيبون لإزالة الرجفان القياسية، حيث تتميز كلتا الحالتين بنشاط غير طبيعي في بطينين القلب.

هي طريقة جديدة توفر صدمات (DSED) متسلسلة سريعة للقلب باستخدام جهاز إزالة الرجفان، يتم فيها توصيل الوسادات في موقعين مختلفين: أحداهما في مقدمة الصدر والآخر في الأمام والخلف.

يقومُ مُشغل واحد بتنشيط أجهزة إزالة رجفان القلب بالتسلسل، مع انتقال يد واحدة من الأولى إلى الثانية، ووفقاً لتجربة عشوائية حديثة في كندا، قد يضاعف مثل هذا النهج فرص البقاء على قيد الحياة لمرضى الرجفان البطيني أو تسرع القلب البطيني الذي لا يستجيب للصدمات القياسية، حيث يُعتقد أن الصدمة الثانية تحسنُ فرص إنهاء النشاط الكهربائي غير الطبيعي المستمر، وتوفر المزيد من الطاقة الكلية للقلب المنتقلة على حساب مسار مختلف أقرب إلى البطين الأيسر.

مؤشرات النجاح:

حددت بيانات الإسعافات النيوزيلندية في الأعوام بين 2020 – 2023 حوالي 1390 شخصاً يمكن أن يستفيدوا من طُرق إزالةِ الرجفان الجديدة، وهذه المجموعة لديها معدل البقاء على قيد الحياة 14% فقط.

وإدراكاً لإمكانية (DSED) في تحسين معدلات الحياة المرضى بشكلٍ كبير، قامت مجموعةُ العملِ السريري لقطاعِ الإسعاف الوطني بتحديث الإجراءات والإرشادات السريرية لموظفي الخدمات الطبية في حالات الطوارئ، وتنص الإرشادات على:

  • إذا استمر الرجفان البطيني أو حدث تسرع قلب بطيني عديم النبض بعد صدمتين من إزالة الرجفان القياسية فيجب إعطاء فرصة إلى (DSED).
  • يجب توفير جهازي إزالة رجفان القلب، ويجب تدريب الموظفين على النهج الجديد.

على الرغم من أن الأدلة الحالية ل (DSED) مقنعة، إلا أنها كانت حتى وقت قريب تستند إلى النظرية وعدد صغير من الدراسات الملاحظة المنحازة المحتملة، وكانت التجربة الكندية أول تجربة تقارن (DSED) مباشرة بالعلاج المعياري.

من أصل 261 مريضاً، نجا 30.4% من العلاج بهذه الاستراتيجية، مقارنة ب 13.3% عند اتباع بروتوكولات الإنعاش القياسية، حيث قلل تصميم هذا النهج من مخاطر العوامل الأخرى المسيئة للنتائج، وهو ما يعزز الثقة في أن تحسينات البقاء على قيد الحياة كانت بسبب نهج إزالة الرجفان وليس الاختلافات الإقليمية في المصادر والتدريب.

وعززت الدراسة أيضاً الأدلة العلمية النظرية والسريرية الموجودة وأخذت بها. الباحثين وثقوا أقل من نصف الأرقام المخطط لها للدراسة؛ لتوقف التجربة مبكراً بسبب جائحة COVID-19، على الرغم من هذه القيود وغيرها، قامت مجموعة الخبراء الدولية التي تقدم المشورة بشأن أفضل الممارسات للإنعاش بتحديث توصياتها في عام 2023 استجابة لنتائج التجربة، واقترحت (بحذر) أن تأخذ الخدمات الطبية الطارئة في الاعتبار (DSED) للمرضى الذين يعانون من الرجفان البطيني أو تسرع القلب البطيني الذي لا يستجيب للعلاج القياسي.

التدريب والتنفيذ:

على الرغم من أن الأدلة لا تزال قيد الظهور، إلا أن تنفيذ (DSED) من قبل خدمات الطوارئ في نيوزيلندا له آثار تتجاوز رعاية المرضى على المستوى الوطني، بل أنه أيضاً خطوة رئيسية في تطوير المعرفة حول استراتيجيات الإنعاش المثلى على مستوى العالم.

هناك دائماً قلق عند إدخال شيء من بيئة البحث الخاضعة للرقابة لتدبير اضطراب متعلق في العالم الحقيقي، لكنه تم النظر في توازن الأدلة بعناية قبل اتخاذ قرار بتغيير الإجراءات المتبعة لمجموعة من المرضى الذين لديهم احتمالية منخفضة للبقاء على قيد الحياة مع العلاج الحالي.

قبل استخدام (DSED)، يخضع الموظفين الطبيين في حالات الطوارئ للتعليم الإلزامي والمحاكاة والتدريب، ويجري مراقبة التنفيذ عن كثب لتحديد فعاليته.

تم إبلاغ المستشفيات وأقسام الطوارئ بتغييرات البروتوكول، وتم منحها فرصة لطرح الأسئلة وتقديم التعليقات.

جزء من التنفيذ:

ستجري خدمة الإسعاف في سانت جون مراجعات للحالات بالإضافة إلى مراقبة أوسع لضمان إعطاء الأولوية لسلامة المرضى.

في النهاية يشعر المسؤولون بالتفاؤل بأن هذا التغيّر في إدارة السكتة القلبية في نيوزيلندا سيكون له تأثير إيجابي على معدل الحياة للمرضى المصابين.

  • ترجمة: طارق قاسم
  • المصادر: 1