تقلل الفياجرا خطر الإصابة بالزهايمر بنسبة تزيد عن 50%
تؤكد دراسة واسعة أن الفياجرا تقلّل الإصابة بمرض الزهايمر بنسبة تزيد عن 50%. وقد يوصى قريبًا باستخدام دواء معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج ضعف الانتصاب كعلاج لتقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
أثبت الباحثون في الولايات المتحدة صحة إمكانيات دواء السيلدينافيل (وهو دواء يُباع عادةً تحت الاسم التجاري الفياجرا) في الحفاظ على البروتينات المهمة في الخلايا العصبية من التشابك المؤدي إلى فوضى مميتة، وذلك من خلال تحليل بيانات التأمين الطبي إلى جانب التحقيق المخبري حول تأثيراته الجينية والعصبية.
أثبتت الدراسات مرارًا وتكرارًا أن حاصرات الإنزيم التي تسمى مثبطات إنزيم الفوسفوديستراز (PDE) لديها القدرة على تعزيز تدفق الدم في القضيب، كما يمكن أن تمنع التنكّس العصبي المسؤول عن الخرف.
قد لا تكون هذه الإمكانية مفاجئة تمامًا، نظرًا لأن PDEs تشارك في مسارات الإشارات العصبية التي تؤثر على المرونة العصبية. وأظهرت التحقيقات السابقة على النماذج الحيوانية أن مثبط PDE sildenafil يقلّل من الفسفرة المفرطة لبروتينات ‘tau’ في الخلايا العصبية التي تسبب تكوين تشابكات سامة، مما يساعد على تحسين الصحة الإدراكية والذاكرة.
ومع ذلك، لم تكن جميع الأبحاث مشجّعة إلى هذا الحد، إذ فشلت بعض الدراسات في ملاحظة أي تأثير على المستوى السكاني على الإطلاق.
وعلى الرغم من أن الأدوية قد يكون لها تأثير على المستوى العصبي، إلا أن الآليات الكامنة وراء هذه العملية لا تزال غير مفهومة بالكامل.
استخدم الباحثون في الولايات المتحدة مستنبتات الخلايا العصبية التي أُنشئت من الخلايا الجذعية والتي تبرّع بها مرضى الزهايمر لرسم خريطة للنشاط الأيضي والجيني خلف التأثيرات العلاجية للسيلدينافيل.
وبعد خمسة أيام من العلاج، أنتجت تلك الخلايا العصبية المستنبتة في المختبر مستويات أقل بكثير من بروتينات tau مع إضافة تراكيز زائدة من الفوسفور، مما يؤكد قدرة السيلدينافيل على حماية خلايا الدماغ.
وجدت قراءة المعطيات التي ينتجها الحمض النووي للخلايا مئات التغييرات في التعبير عن الجينات، والعديد منها ينطوي على الالتهاب، وانهيار الاتصال بين الأعصاب، وتوجيه هياكل الخلايا العصبية.
وفي حين ستكون هناك حاجة لدراسات إضافية لتحديد كيفية مشاركة هذه التأثيرات الخفية في علم الأمراض بسبب مرض الزهايمر، إذ أن فهم سلالات الجينات الرئيسية المتأثرة بالسيلدينافيل يوفّر أساسًا متينًا لفهم سبب عمله وربما سبب إصابة بعض الأدمغة بمرض الزهايمر في المقام الأول.
الميزة الثانية للدراسة أنها استخدمت الذكاء الاصطناعي للبحث عن علامات عمل السيلدينافيل على المستوى السكاني، بينما استخدمت دراسات سابقة بيانات التأمين الطبي لتجد أن السيلدينافيل يمكن أن يقلّل خطر الإصابة بمرض الزهايمر بنسبة 60%.
ومع ذلك، اعتمدت هذه الدراسات على قاعدة بيانات تأمين واحدة فقط، مما يؤدي إلى إغفال المتغيرات التي قد تكشف عن نتيجة مختلفة.
وبالإضافة لذلك، تشير هذه الدراسات إلى أن المرضى الذين يعالجون من ارتفاع ضغط الدم في الرئتين، أو ارتفاع ضغط الدم الرئوي (PH)، لم يشهدوا نسبة انخفاض خطر الإصابة بالخرف نفسها.
ضمّن الباحثون أربعة علاجات توصف عادةً لارتفاع ضغط الدم في تحليل بياناتهم، ولم يؤكدوا فقط أن السيلدينافيل يقلّل من خطر الإصابة بمرض الزهايمر بنحو 60 %، إنما وجدوا أيضًا أنه يقلّل من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم الرئوي بشكل عام.
يقول فيكسيونج تشينج، اختصاصي المعلومات الطبية الحيوية في كليفلاند كلينيك والمؤلف الأول المشارك للدراسة: «بعد دمج هذه الكمية الكبيرة من البيانات حسابيًا، سيكون من المفيد رؤية تأثيرات السيلدينافيل في الخلايا العصبية البشرية ونتائج المرضى في العالم الحقيقي. نعتقد أن النتائج التي توصلنا إليها ستوفّر الأدلة اللازمة للتجارب السريرية والمزيد من الفحص للفعالية المحتملة للسيلدينافيل لدى المرضى الذين يعانون من مرض الزهايمر».
ومع حصول السيلدينافيل على موافقة مسبقة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج ضعف الانتصاب، فإن إثبات سلامته وفعاليته في الحد من مخاطر مرض الزهايمر يمكن أن يوفّر للسلطات الصحية وسيلة سريعة لمعالجة ما يبدو أنه موجة متصاعدة من الخرف.
ومن المتوقع أن يتضاعف عدد الأفراد المصابين بالخرف في جميع أنحاء العالم كل عشرين عامًا، من أقل قليلًا من 80 مليونًا في نهاية هذا العقد إلى ما يقرب من 140 مليونًا بحلول منتصف القرن.
إذا كان لدينا بالفعل دواء يمكنه أن يخفّض هذه الأرقام، فإن بحثًا كهذا سيكون حيويًا في إثبات قيمته.
نُشر هذا البحث في مجلة مرض الزهايمر.
- ترجمة: عبير ياسين
- تدقيق علمي ولغوي: روان نيوف
- المصادر: 1