تقنية علاج مناعي للسرطان قد تمنع مرض السكري

قد منعت خلايا مناعية معدلة هندسيًا مرض السكري النوع الأول بالتجارب على الفئران.

يعاني حوالي مليوني أميريكي من مرض السكري النوع الأول، والذي يسبب إرتفاع أو إنخفاض عنيف في مستوى السكر في الدم، وبالتالي الشعور بالدوار والغثيان والإرهاق.

يجب مراقبة هذه الحالة بشكل مستمر، وهذا مايجده الكثير من مرضى السكري مرهقًا عقليًا في بعض الأحيان.

قالت نعومي [إحدى مرضى السكري] لقناة بي بي سي: أنها لم تعد تحتمل “التغييرات الجسدية والذهنية التي تحدث بسبب مرض السكري بعد الآن”، وأنها تعاني من أجل “مراقبة مستوى السكر في الدم عدة مرات في اليوم”.

نعومي ليست الوحيدة التي لديها هذه المعاناة، . هذا ما يسمى بنضوب مرض السكري.

ليس هناك علاج لمرض السكري النوع الأول، ومع ذلك تبنى الباحثون في جامعة أريزونا تقنية علاج مناعي للسرطان والتي أظهرت نتائج مبشرة في علاج مرض السكري بالتجارب على الفئران.

عدل الباحثون هندسيًا الخلايا المناعية لمحاربة الخلايا الضارة التائية [وهي خلايا مناعية متمردة تهاجم الجسم] التي تهاجم البنكرياس وتسبب مرض السكري النوع الأول.

قد تمنع هذه التقنية ذلك، وإذا نجحت مع البشر ستكون خطوة أولى مثيرة لمرضى السكري مثل نعومي.

الخلايا التائية ومرض السكري

مرض السكري النوع الأول هو نوع من إضطراب المناعة الذاتية، والذي يفترض حدوثه عندما تهاجم الخلايا التائية المتمردة أنسولين البنكرياس والذي يفرز خلايا بيتا، وكنتيجة لذلك يكون مريض السكري النوع الأول غير قادر على تنظيم سكر الدم عنده بشكل جيد.

يجب على المرضى أخذ الأنسولين المصنع بشكل يومي ليتجنبوا كل هذا، وإذا لم يفعلوا ذلك سيواجهون عدة مخاطر كبتر الأطراف أو الغيبوبة أو حتى الموت.

ولإيقاف تطور هذا المرض خطط العلماء الذين كانوا وراء هذا البحث لمنع حدوث هجوم الخلايا التائية المتمردة المسببة للمرض من مصدره. وقد نشر هذا البحث في شهر تشرين الثاني من هذا العام في مجلة The proceedings of the National Academy of sciences.

قام فريق البحث بالهندسة الحيوية للخلايا التائية لتبدوا وتتصرف كالخلايا التائية المتمردة التي يحاولون القضاء عليها، وقد أطلقوا عليها إسم 5 MCAR.

هذه الخلايا التائية المهندسة حيويًا تستطيع مهاجمة وقتل الخلايا التائية المسببة للأمراض بنفسها، أو تعطي الأمر للخلايا التائية الطبيعية بفعل ذلك. وقد صممت كلتا الطريقتين لحماية خلايا البنكرياس السليمة من الهجوم عليها.

وقال ميشيل كونز [رئيس الدراسة وأستاذ مشارك في علم الأحياء المناعي]: “كان هذا التصميم طريقة للاستفادة من تقييم العملية الطبيعية عوضا عن البدء من الصفر”. وأضاف “صممنا 5 MCAR والتي ترشد الخلايا التائية القاتلة إلى الخلايا التائية لتهاجم الخلايا التائية المدمرة للمناعة الذاتية والتي بدورها تسبب مرض السكري النوع الأول. إذا الآن، سوف تتعرف الخلايا القاتلة على الخلايا التائية الأخرى، لقد قلبنا مناعة الخلية عليها”.

بشكل أساسي، الفكرة هي أن الخلايا التائية المهندسة حيويًا سوف تهاجم الخلايا التائية المتمردة وترشد النظام المناعي عليها أيضًا، وبالتالي إيقاف الضرر الذي يسبب مرض السكري النوع الأول.

النتيجة: لرؤية جودة هذه التجربة عمليًا قام الباحثون بإجراء التجربة على نموذج من القوارض وتبين أن الخلايا المهندسة حيويًا كانت فعالة بشكل مذهل بإيجاد الخلايا التائية المتمردة وقتلها.

وقال توماس سيرورلد [مشارك في تأليف الدراسة وأستاذ الطب المساعد في كلية الطب بجامعة هارفارد]: “لقد ذُهلنا عندما رأينا أن الخلايا التائية 5 MCAR تقضي تمامًا على الخلايا التائية الضارة التي غزت البنكرياس”.

  • ترجمة: ريم البوني
  • تدقيق علمي ولغوي: نوري الأديب
  • المصادر: 1