ستة طرق للبقاء آمنًا في الخارج في ظل موجات الحر المرتفعة
تعتبر أيام الصيف الحارة وقت خطير للتواجد في الخارج.
إليك ما الذي يجب أن تفكّر فيه قبل التوجه الى الحر وكيف تبقي نفسك آمنًا.
عندما يبدأ الصيف مع موجات الحر المرتفعة، كما تشهد العديد من الأماكن في عام 2024، يمكن لأي فرد أن يتعرّض للمخاطر لكونه يقضي وقتًا في الخارج، سواءً كان من هواة الركض أو المشي أو ركوب الدراجة للذهاب للعمل، أو من العاملين في الهواء الطلق، أو أطفالًا يمارسون الرياضة.
تشرح الخبيرة في الأمراض المتعلقة بالحرارة سوزان ييرجين ماذا يجب على الجميع التفكير فيه قبل قضاء الوقت في الخارج متعرضًا لموجة الحر، وكيف يجب أن تحافظ على سلامة كلًّا من نفسك وأفراد عائلتك وأصدقائك المعرضين للخطر.
ماهي المخاطر التي تواجه الأفراد الذين يركضون أو يمشون أو يعملون في الخارج عندما يكون الجو حارًا؟
يعدّ اختيار الوقت من اليوم مهم جدًا ما إذا كنت ذاهبًا للجري أو للمشي أو لركوب الدراجة عند الذهاب للعمل أثناء موجة الحر. فالذين يستيقظون باكرًا أو العدائين في أوقات الليل يواجهون خطرًا أقل لأن حرارة الشمس لا تكون مرتفعة ودرجة حرارة الهواء أقل.
لكن إذا كان روتينك الاعتيادي هو الذهاب للركض في منتصف النهار أو أثناء فترة الغداء، فمن المحتمل أنك تريد إعادة التفكير في ممارسة الرياضة في الحر.
في كل مكان تقريبًا في الولايات المتحدة، يكون الجزء الأكثر حرارةً في اليوم بين الساعة العاشرة صباحًا والسادسة مساءً، إذ يكتسب الجسم الحرارة من درجة حرارة الهواء والإشعاع الشمسي. كما ترتفع حرارة الأرض أيضًا، لذا ستشعر بمزيد من الحرارة المتصاعدة من الأسفلت أو العشب.
أضف الرطوبة إلى المزيج وسيؤثر ذلك أيضًا على قدرة جسمك على تبديد الحرارة من خلال التعرّق.
لا تنسى أيضًا أن الجسم يولد حرارةً داخلية عندما تكون نَشِطًا وذلك إما عندما تركض أو حتى عند جزّ عشب حديقتك.
وعندما يكون الجو دافئًا إلى حارًا في الخارج، فإنك تزيد من اكتسابك للحرارة من خلال هذا المجهود. فكلما بذل الفرد مجهودًا أكبر في الركض أو ركوب الدراجة، كلما زادت الحرارة التي يولدها.
ويكون العاملين في الهواء الطلق في الحقول أو مواقع البناء أو حتى اللذين يأخذون كلابهم للمشي أكثر عرضةً للحرارة مع مرونة أقل لأخذ فترات راحة.
هل يمكن لأجسادنا التأقلم في النهاية مع حرارة الصيف؟
للتكيّف بشكل تام مع درجات الحرارة المرتفعة، يستغرق الأمر أسبوعين للإنسان العادي، وبمرور الوقت يمكن لجسدك فعل تكيّفات مذهلة للتعامل مع الحرارة.
إذ يتحسّن معدّل التعرّق لديك، مما يؤدي إلى تبديد الحرارة بشكل أكثر فعاليّة، ويتوسع حجم البلازما لضخّ المزيد من الدم في جسمك، وبالتالي لا يضطر القلب إلى العمل بجهد أكبر، ولأن نظام القلب والأوعية الدموية لديك أكثر كفاءة، فإن جسمك لا ترتفع حرارته بالقدر نفسه، كما أنك تحتفظ بالملح بشكل أفضل قليلًا، مما يساعدك على إبقاء الماء في جسمك.
ومع ذلك، هذا لا يعني أنك مستعد لدرجات الحرارة المرتفعة أو الحرارة الشديدة، فحتى لو كنت متأقلمًا مع طقس بدرجة حرارة تقرب من 26.5 درجةمئوية (ما يعادل 80 درجة فهرنهايت)، فقد لا تكون مستعدًا لموجة حر تقرب من 35 درجة مئوية (ما يعادل 95 درجةفهرنهايت). عندما نحصل على موجات حر في بداية الموسم ورطوبة عالية، يمكن أن يصل ذلك إلى مستوى لا يتأقلم الناس على التعامل معه بعد. كما قد يكون هناك مزيجًا من الحرارة والرطوبة التي لا يستطيع أي فرد قضاء الكثير من الوقت فيها بأمان.
هل الأطفال الصغار وكبار السن أكثر عرضةً لمخاطر الحرارة؟
لا يكون جهاز القلب والأوعية الدموية لدى كبار السن مرنًا وقويًا كما كان في السابق، لذلك لا يعمل بالكفاءة نفسها، وتقلّ آليات التعرّق، الأمر الذي يجعل كبار السن أكثر عرضةً لخطر الإصابة بأمراض مثل الإنهاك الحراري أو ضربة الشمس.
كما أن آلية العطش لديهم قد لا تعمل بشكل جيد، مما يجعلهم أكثر عرضةً للإصابة بالتجفاف. وبالمثل، فإن بعض كبار السن يكونون أقل رغبةً أو قدرةً من الشباب على البحث عن مراكز التبريد.
وقد يستغرق الأطفال بضعة أيام أكثر من البالغين للتأقلم. كما أنهم أكثر اعتمادًا على فقدان الجلد للحرارة من التعرّق، لهذا السبب تصبح بشرتهم محمرّة المظهر.
ومع ذلك، ربما يكون الأطفال أفضل من غيرهم في الشكوى من الشعور بالحر الشديد أو عدم الشعور بالارتياح، لذا استمع إليهم وساعدهم في البحث عن مناطق أكثر برودة. وهم قد لا يدركون أن بإمكانهم أخذ قسط من الراحة أثناء تمرين كرة القدم، أو أن عليهم الاستراحة في الظل من الشاطئ.
ما هي أفضل نصائح السلامة لمواجهة الحر؟
– كن فَطِنًا حول اختيار الوقت من اليوم لتكون نشيطًا: يحب الناس ممارسة الأنشطة الروتينية، ولكن عليك القيام بالتمارين الرياضية وأعمال الفناء وغيرها من الأنشطة الخارجية في وقت مبكر من النهار أو في وقت متأخر من المساء.
إن تَجنُّب الأجزاء الأكثر حرارةً من اليوم هو أذكى طريقة للوقاية من أمراض الحرارة. ابحث عن أماكن في الظل عندما تكون في الخارج والشمس ساطعة.
– مارس عادات جيدة من شأنها إبقاءك مرتويًا: لا تتجاهل العطش، فهذا ما يخبرك به جسمك. إذ يحافظ الترطيب على زيادة حجم البلازما لديك لمساعدة قلبك على العمل بشكل أقل، ويقلّل من خطر الإصابة بأمراض الحرارة بشكل عام. كما يتكوّن دماغك وعضلاتك من الماء، لذا إذا شعر جسمك بعدم وجود كمية كافية من الماء، فسيبدأ في التضحية بأشياء أخرى، بما في ذلك كمية التعرّق التي تفرزها.
– أنصت إلى جسدك: عندما تحتاج إلى التواجد في الخارج للعمل أو اللعب، سيعطيك جسمك إشارات بشأن كيفية تعامله مع الحرارة. إذا كنت لا تشعر بأنك على ما يرام، أو تشعر بالحرارة أو لا تستطيع أن تبذل جهدًا أكبر، فإن جسمك يخبرك بأن تبطئ من سرعتك أو تضيف فترات راحة إضافية أو الخروج من هذا الوضع.
– اجعل اختيارك للملابس ذكيًا: ارتدِ الملابس ذات الألوان الفاتحة التي تمتص حرارة أقل من الملابس الداكنة. كما يمكن أن تساعد القمصان ذات الأكمام القصيرة والسراويل القصيرة على تجنّب تراكم الحرارة أو إعاقة تبخّر العرق.
– تذكّر أن الخوذات والمعدّات الرياضية تصمد في الحرارة: غالبًا ما يضطر عمال البناء إلى ارتداء القبعات الصلبة، لكن لا يحتاج الرياضيين دائمًا إلى ارتداء وسادات الكتف والخوذ، خاصةً في درجات الحرارة المرتفعة. ولمساعدة العمال، هناك ضغط على الشركات لاتباع إرشادات السلامة الصحية، مثل توفير محطات تبريد واستراحات لترطيب الجسم.
– احصل على قسط جيد من النوم ليلًا: يمكن أن يؤثر التعرّض للحرارة في يوم ما على خطر إصابتك بالمرض في اليوم التالي. إذا كان بإمكانك النوم في تكييف الهواء والحصول على قسط جيد من النوم ليلًا، فقد يساعدك ذلك على تقليل خطر الإصابة بمرض الحرارة.
- ترجمة: شيلان ابنيه
- تدقيق علمي ولغوي: عبير ياسين
- المصادر: 1