العلم وراء المواعدة عبر الإنترنت

يمكن للأبحاث أن تساعد المتعارفين على معرفة ما ينشرونه، وما يبحثون عنه، ومن يختارون.

النقاط الرئيسية:

– يمكن أن تبدو المواعدة عبر الإنترنت مربكة ومرهقة، ولكن هناك طرق لجعلها أسهل وأكثر نجاحًا.

– يبدأ العثور على الشريك المناسب قبل أن يفتح الشخص أحد تطبيقات التعارف، إذ أن فهم الذات يساعد في تحديد الشركاء المناسبين بشكل أفضل.

– الصور الشخصية مهمة، ويمكن للصور الحديثة والأكثر دقة أن تساعد في تجنب خيبة الأمل.

– سيكون الملف الشخصي لشخص ما أكثر جاذبية إذا أبرز قدرته على أن يكون شريكًا رائعًا.

تغيرت طريقة المواعدة، وأصبحت تطبيقات مثل Tinder وBumble وHinge وZoosk وOkCupid وCoffeeMeetsBagel وMatch جزءًا لا يتجزأ من عملية المواعدة.

هناك العديد من الشركاء المحتملين والكثير من الأشياء لإدارتها.

إنه أمر مربك بعض الشيء، خاصة إذا لم تكن واعدت مؤخرًا. وفقًا لبحث أجراه مركز Pew فإن 79% من مستخدمي تطبيقات المواعدة الحديثة كانوا متحمسين للشركاء المحتملين الذين رأوهم على التطبيق. يبدو هذا واعدًا، ولكن نفس العينة وجدت أيضًا أن 88% كانوا محبطين من الخيارات المحتملة.

هناك الكثير للتنقل فيه ويمكن أن يؤدي ذلك إلى شعور ب ‘الاحتراق من تطبيقات المواعدة’.

ويوجد بعض الأبحاث الحديثة التي يمكن أن تجعل المواعدة أسهل وأكثر نجاحًا.

لماذا يستخدم الناس المواعدة عبر الإنترنت؟

كشفت سلسلة من المقابلات المعمقة أن السبب الرئيسي للمواعدة عبر الإنترنت هو الحصول على الكثير من خبرات المواعدة بسرعة.

وصفتها إحدى الأشخاص بأنها ‘عجلات تدريب’ لمساعدتها على الدفء تجاه المواعدة وتعلم ما تريده، ولكن هناك مخاطر.

بينما قال آخرون أنهم اعتمدوا بشكل كبير على الاستراتيجيات عبر الإنترنت، مما أدى إلى فقدانهم فرص الحياة الواقعية.

تغيرت الأهداف بمرور الوقت، على سبيل المثال: الرغبة في علاقات قصيرة المدى مقابل علاقات طويلة الأمد. وكان لدى العديد من المستخدمين تجربة ‘التنزيل والحذف’، إذ استخدموا التطبيقات (عادةً عدة تطبيقات في وقت واحد) لفترة، ثم حذفوها، وحاولوا مرة أخرى.

هناك العديد من الشركاء المحتملين على هذه التطبيقات. كيف يمكنني معرفة من أختار ومن أتجنب؟

يبدأ العثور على الشريك المناسب قبل أن تستخدم تطبيق المواعدة حتى، إذ تشير الأبحاث إلى أن المفتاح هو أن تكون واضحًا وواثقًا بشأن هويتك كشخص.

بعبارة أخرى: تحتاج إلى معرفة نفسك، فعندما يكون لديك وضوح عالِ في مفهوم الذات، سيكون لديك وقت أسهل في تحديد الشركاء المناسبين لك بناءً على صفاتهم الشخصية، وهواياتهم، واهتماماتهم، وقيمهم.

أريد أن أجعل ملفي الشخصي في المواعدة أكثر جاذبية. ما هي الصفة غير المعروفة التي يمكن أن تساعد؟

عادةً، يكتب الناس ملفات شخصية تركز على ما يبحثون عنه في الشريك. عندما نظر الباحثون إلى الملفات الشخصية من Match وCoffee Meets Bagel، وجدوا أن معظم الناس يقولون إنهم يبحثون عن شريك يستمع إليهم ويدعمهم، هذا منطقي ولكن هناك عنصر مفقود.

نادرًا ما يذكر الناس أنهم يمكنهم تلبية هذه الأدوار لشريكهم.

تشير الأبحاث إلى أن الشركاء المحتملين يقيّمون الملفات الشخصية التي تبرز الرغبة في اتصال عاطفي أعمق، وقدرات استماع قوية، وطبيعة داعمة على أنها أكثر جاذبية بشكل ملحوظ.

إليك بعض الصيغ المحددة لإبراز قدرتك على أن تكون شريكًا رائعًا:

1. “يقول جميع أصدقائي أنني مستمع رائع”.

2. “أنا فضولي بشأن تجارب حياتك وأريد أن أتعرف على اهتماماتك، قيمك، وطموحاتك”.

3. “سأكون داعمك الأقوى والمدافع عنك”.

هل يجب أن تنشر أفضل صورك أم صورك الحالية والواقعية؟

مرحلة هامة في المواعدة عبر الإنترنت هي اللقاء وجهًا لوجه لأول مرة، فهذا هو الوقت الذي ترى فيه كيف يبدو الشخص الآخر حقًا.

في عينة من أولئك الذين تزوجوا أو خُطبوا بعد المواعدة عبر الإنترنت، أفاد جميع المشاركين تقريبًا أن شريكهم إما حقق أو تجاوز ما كانوا يتصورونه.

هناك درس هنا: لم يشعر الأزواج الناجحون بخيبة أمل من لقاء شخص لا يمكن التعرف عليه، وقال أحد المشاركين: “كان أكثر وسامة مما تخيلت”.

وهذه تجربة أفضل بكثير من مشاهدة خيبة أمل الشخص الآخر عندما لا تتطابق مع صور ملفك الشخصي.

هذا لا يعني أن المشاركين كانوا متسامحين مع الاختلافات الطفيفة، مثل: اختلافات الوزن الطفيفة.

ولكن بشكل عام، من الأفضل لك مشاركة صورة حديثة تظهر حقيقتك، وليس نسخة غير واقعية منك من الماضي.

هل يمكن معرفة ما إذا كان الشاب يريد علاقة حقيقة من صور ملفه الشخصي فقط؟

وجدت دراسة أن الرجال عرضوا صورًا مختلفة بناءً على نوع العلاقة التي أرادوها. إذ عرض الرجال الذين يبحثون عن علاقات طويلة الأمد المعالين في صورهم بشكل أكثر تكرارًا من الرجال الذين يبحثون عن علاقات قصيرة الأمد. هذا النمط كان بفضل الرجال الذين نشروا صورًا مع كلابهم.

عن ماذا تبحث النساء فعليًا في الشريك؟

للإجابة على هذا السؤال، قامت دراسة استقصائية عالمية شملت 20,000 امرأة عزباء تتراوح أعمارهن بين 18 و67 عامًا في 150 دولة بتقييم مختلف الصفات، مثل: الجاذبية، التعليم، الأمان المالي، الذكاء، اللطف، النجاح، والدعم.

وكانت الصفة الأولى التي ترغب بها النساء هي اللطف، عبر جميع الأعمار أرادت النساء شريكًا لطيفًا، طيبًا، وداعمًا.

هل بدء علاقة عبر الإنترنت يؤدي إلى علاقات أسوأ أو أقل جودة لاحقًا؟

لا. في الواقع، تشير الأبحاث إلى أن المشاركين يعتقدون أن بدء الزواج عبر الإنترنت يشجع على الكشف الذاتي، مما يؤدي إلى بناء العلاقة على أساس الحميمية العاطفية، مقابل الحميمية الجسدية.

كما اعتقد المشاركون أن اللقاء عبر الإنترنت ساعدهم في اختيار الشريك بشكل أفضل لأنهم لم يعتمدوا على الظروف مثل الأشخاص الذين التقوا بهم في حياتهم اليومية، مما أعطاهم مجموعة أكبر للاختيار منها وسمح لهم بعدم خفض معاييرهم.

  • ترجمة: ساهر الشعبان
  • تدقيق علمي ولغوي: روان نيوف
  • المصادر: 1