اليوم الأكثر حرارةً على وجه الأرض
قالت هيئة مراقبة المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء إن الأرض قد فقدت حيويتها لليوم الثاني على التوالي بسبب درجات الحرارة القياسية في 22 تموز/يوليو 2024، في حين تعاني أجزاء من العالم من موجات حر مُهلِكة وحرائق غابات.
وقد أظهرت البيانات الأولية من خدمة كوبرنيكوس Copernicus لتغير المناخ (C3 S) أن متوسط درجة الحرارة العالمية اليومية كان 17.15 درجة مئوية (62.9 درجة فهرنهايت) يوم الإثنين، وهو اليوم الأكثر حرارةً في تاريخ الأيام الحارة المسجّلة حتى يومنا هذا.
وكان ذلك أكثر حرارةً بمقدار 0.06 درجة مئوية من اليوم السابق في 21 تموز/يوليو، والذي تجاوز بشكل بسيط أعلى درجة حرارة سُجّلت على الإطلاق قبل عام واحد فقط.
قالت جويس كيموتاي Joyce Kimutai، عالمة المناخ من Imperial College London، يوم الأربعاء: «هذا بالضبط ما أخبرنا به علم المناخ أنه سيحدث إذا استمر العالم في حرق الفحم والنفط والغاز، وسيستمر ارتفاع درجات الحرارة حتى نتوقف عن حرق الوقود الأحفوري ونصل إلى صافي انبعاثات يبلغ الصفر».
لقد أخبرت كوبرنيكوس Copernicus، التي تستخدم بيانات الأقمار الاصطناعية لتحديث درجات حرارة الهواء والبحر العالمية بالقرب من الوقت الفعلي، إن أرقامها مؤقتة وقد تختلف القيم النهائية قليلًا جدًا.
وقد توقعت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن تستمر الأرقام القياسية اليومية في الهبوط مع وصول الصيف إلى ذروته في نصف الكرة الشمالي، وأن يتحمّل الكوكب فترة غير عادية من الحرارة غير المسبوقة على خلفية العام الأكثر سخونةً على الإطلاق.
قال مراقب يوم الثلاثاء: «من المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة العالمية قريبًا على الرغم من احتمال حدوث تقلبات أخرى».
يتسبّب الاحتباس الحراري العالمي في حدوث أحداث مناخية شديدة أطول وأقوى وأكثر ترددًا، وقد تميّز هذا العام بكوارث طبيعية كبرى في جميع أنحاء العالم.
وقد شعرت العديد من القارات بهذه الحرارة التاريخية بما في ذلك آسيا وأمريكا الشمالية وأوروبا، حيث تسبّبت موجات الحر وحرائق الغابات في إحداث دمار في الأسابيع الأخيرة.
كما اجتاحت الحرائق القطب الشمالي، الذي ترتفع درجة حرارته بشكل أسرع بكثير من أي مكان آخر على الكوكب، بينما كانت درجات الحرارة في فصل الشتاء أعلى بكثير من المعدل الطبيعي في القارة القطبية الجنوبية.
درجات حرارة هائلة
لقد صرّح كوبرنيكوس Copernicus إن الأمر لم يكن إعادة كتابة لسجّلات درجات الحرارة اليومية بقدر ما كان أمرًا يُقلق علماء المناخ بشدة نتيجة النمط المتوسّع من الحرارة غير المسبوقة.
إن كل شهر مضى منذ حزيران/يونيو 2023 تجاوز سجلّ درجات الحرارة الخاص به مقارنةً بالشهر نفسه في السنوات السابقة، وهو أمر لم يُلاحظ سابقًا.
إذ تجاوزت الحرارة التي شوهدت يومي الأحد والإثنين الرقم القياسي المسجّل في تموز/يوليو 2023 قليلًا، لكنها كانت أعلى بكثير من أعلى مستوى سابق سُجّل في آب/أغسطس 2016 والذي بلغ 16.8 درجة مئوية.
قال كوبرنيكوس Copernicus إن الرقم القياسي البالغ 16.8 درجة مئوية قد تحطّم 57 مرة منذ تموز/يوليو 2023، في الوقت الذي بدأت فيه درجات الحرارة العالمية في الارتفاع المستمر إلى ما أطلق عليه العلماء المنطقة المجهولة.
قالت كريستيانا فيغيريس Christiana Figueres، الرئيسة السابقة لهيئة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ، يوم الأربعاء: «لم يعد المصطلح المستخدم (غير المتوقع) يصف كثيرًا درجات الحرارة الهائلة التي نشهدها».
تعود سجلات كوبرنيكوس Copernicus إلى عام 1940، لكن مصادر أخرى لبيانات المناخ مثل نوى الجليد وحلقات الأشجار والهياكل المرجانية تسمح للعلماء بتوسيع استنتاجاتهم باستخدام أدلة من أعماق الماضي.
يقول علماء المناخ إن الفترة التي نعيشها الآن هي على الأرجح الأكثر دفئًا على الأرض خلال المائة ألف عام الماضية، وذلك منذ بداية العصر الجليدي الأخير.
يعدّ حرق الوقود الأحفوري المحرك الرئيسي لتغير المناخ، وتستمر انبعاثات الغازات الدفيئة المسبّبة للاحتباس الحراري في الارتفاع على الرغم من الجهود العالمية لإبطاء ارتفاع درجات الحرارة.
وقال كوبرنيكوس Copernicus يوم الثلاثاء إن عام 2024 قد يتجاوز عام 2023 باعتباره العام الأكثر حرارةً على الإطلاق، لكن «من السابق لأوانه التنبؤ بذلك بثقة».
- ترجمة: حلا عمران
- تدقيق علمي ولغوي: عبير ياسين
- المصادر: 1