علاقة وثيقة تربط التدخين الإلكتروني بالصحة العقلية
يظهر التدخين الإلكتروني في موجز أخبارك بسبب تنظيمه وتأثيره على الصحة العامة وعلى الشباب.
لذلك، مع تزايد الوعي بتأثيرات التدخين الإلكتروني على الصحة، بالإضافة إلى الإصلاحات الأخيرة التي تهدف إلى حصر توفر السجائر الإلكترونية في الصيدليات في أستراليا، سيفكر العديد من الأفراد في الإقلاع عن التدخين الإلكتروني، كما سيحتاجون إلى الدعم للقيام بذلك.
ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن العديد من السجائر الإلكترونية تحتوي على النيكوتين. فقد ذكر أكثر من 73% من الأستراليين أن آخر سيجارة إلكترونية استخدموها كانت تحتوي على النيكوتين، وعادةً ما يكون هذا النيكوتين عالي التركيز.
تعدّ الصحة العقلية عاملًا آخرًا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتدخين الإلكتروني، سواءً من ناحية احتمال بدء الأفراد الذين يعانون من أعراض الصحة العقلية في التدخين الإلكتروني في المقام الأول، أو كيف يؤثر التدخين الإلكتروني عليهم، أو ما إذا كانوا يحتاجون إلى دعم إضافي عند محاولة الإقلاع.
إليك ما نعرفه عن كيفية ارتباط الصحة العقلية بالتدخين الإلكتروني، وأين يمكنك الحصول على الدعم للإقلاع.
كيف ترتبط الصحة العقلية بالتدخين الإلكتروني؟
أفاد نحو 4.3 مليون أسترالي بوجود مشاكل صحية عقلية خلال الأشهر 12 الماضية، ويشمل ذلك اضطرابات القلق والمزاج (مثل الاكتئاب)، التي تبدأ عادةً من مرحلة المراهقة إلى بداية البلوغ.
نحن نعلم أن التدخين الإلكتروني والصحة العقلية (بما في ذلك القلق والاكتئاب) مرتبطان. إذ إن الأفراد الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية بشكل متكرر هم أكثر عرضةً بمرتين للتشخيص بالاكتئاب مقارنةً بأولئك الذين لم يسبق لهم استخدام السجائر الإلكترونية.
كما يُظهر المسح الأسري لاستراتيجية المخدرات الوطنية في أستراليا أن الأفراد الذين يعانون من ضغوط نفسية مرتبطة بالقلق والاكتئاب كانوا أكثر عرضةً بأربع مرات لاستخدام السجائر الإلكترونية مقارنةً بأولئك الذين يعانون من ضغوط أقل.
أما بالنسبة لأولئك الذين يعانون فعلًا من مشكلة صحية عقلية، فإن التدخين الإلكتروني مرتبط بأعراض اكتئاب أسوأ وصحة بدنية أقل.
تعتبر العلاقة بين السجائر الإلكترونية التي تحتوي على النيكوتين والصحة العقلية معقدة. إذ يمكن للأفراد الذين يعانون من ضغوط نفسية أن يكونوا أكثر احتمالًا لبدء التدخين الإلكتروني، والأفراد الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية هم أكثر عرضةً للإصابة بمشاكل صحية عقلية. ما لا نستطيع الجزم به هو أيهما يأتي أولًا، لذا نحتاج إلى دراسات طويلة الأمد لاكتشاف المزيد.
ماذا عن العلاج الذاتي باستخدام السجائر الإلكترونية؟
يربط بعض الأفراد استخدام السجائر الإلكترونية التي تحتوي على النيكوتين بإدارة الصحة العقلية أو الضغط. على سبيل المثال، في مسح أسترالي يتضمن أسئلة حول الفوائد المتوقعة للتدخين الإلكتروني، شعر 61% من البالغين صغار السن الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية أنها تساعدهم على الاسترخاء عند تعرضهم للتوتر أو الضغط، وقال 57% إنها ترفع معنوياتهم عندما يكونون في مزاج سيئ، بينما قال 50% إنها تساعدهم على التحسّن عند شعورهم بالحزن.
وفي دراسات أخرى، قال الأفراد الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية إنها يمكن أن تكون وسيلة للتعامل مع القلق أو الاكتئاب أو التوتر. ولكن بدلًا من معالجة هذه الأعراض، يمكن أن يزيد التدخين الإلكتروني منها. على سبيل المثال، وجدت دراسة في الولايات المتحدة أن الاعتماد على التدخين الإلكتروني يرتبط بزيادة أعراض الاكتئاب. كما نعلم من أبحاث التدخين أن الإقلاع عنه يمكن أن يحسّن الصحة العقلية.
هل تؤثر الصحة العقلية على الإقلاع؟
إن الأدلة المتعلقة بتأثيرات التدخين الإلكتروني على الصحة العقلية ما زالت في مراحلها الأولى. وإذا كان لدى الأفراد حالة صحية عقلية، فإن ما يعنيه ذلك بالنسبة للإقلاع هو موضوع غير مدروس بما فيه الكفاية.
لكننا نعلم أن وصمة العار تلعب دورًا في كل من تجارب الصحة العقلية والإدمان، مما قد يجعل طلب المساعدة للإقلاع أكثر صعوبةً.
كما نعلم أن وجود حالة صحية عقلية يمكن أن يزيد من احتمالات الانتكاس بعد محاولة الإقلاع عن التدخين الإلكتروني.
لذا، ما الذي يفيد للإقلاع عن التدخين الإلكتروني؟
لدينا القليل من الأدلة والإرشادات حول الطريقة الأفضل لدعم الأفراد الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية للإقلاع عن التدخين بشكل عام. كما أن هناك أدلة أقل حول كيفية دعم الأفراد الذين يعانون من حالات الصحة العقلية للإقلاع عن التدخين.
كما توجد برامج للإقلاع عن التدخين الإلكتروني للأفراد الذين يعانون من حالات صحية عقلية. وبما أن الحصول على دعم الصحة العقلية يعزّز احتمالات النجاح في الإقلاع عن تدخين التبغ، فقد يكون هذا أيضًا واعدًا للإقلاع عن التدخين الإلكتروني.
وعلى الرغم من تزايد الأدلة، يوصي الخبراء بأن تأخذ خطط الإقلاع في اعتبارها شدة المرض العقلي، وتأثير النيكوتين والانسحاب منه، وما إذا كانت الأدوية المستخدمة لعلاج المرض العقلي تتفاعل مع تلك المستخدمة في المساعدة على الإقلاع عن التدخين الإلكتروني.
يعتبر العلاج السلوكي المعرفي نوعًا من العلاج النفسي الذي ينظر في كيفية ارتباط الأفكار والسلوكيات والمشاعر. وتعدّ هذه الطريقة فعّالة في دعم الأفراد للإقلاع عن التدخين، ويمكن دمج مبادئها مع أدوية الإقلاع لمساعدة هؤلاء الأفراد على الإقلاع عن التدخين الإلكتروني. ويمكن عرض العلاج السلوكي المعرفي على الأفراد الذين يعانون من حالة صحية عقلية لمساعدتهم على الإقلاع، رغم أن هناك حاجة إلى أدلة محددة لإظهار مدى فعالية ذلك.
كما يمكن لعلماء النفس والمستشارين استخدام المقابلات التحفيزية لتسليط الضوء على التباين بين أفعال الفرد وقيمه. على سبيل المثال، قد يُستخدم ذلك لتسليط الضوء على التباين بين فرد يريد أن يكون بصحة جيدة من أجل أسرته (قيمته) لكنه يستخدم السجائر الإلكترونية بانتظام (فعله). وهذا، جنبًا إلى جنب مع التعليم، قد يحفّز الأفراد على التصرف ورؤية المستقبل بدون تدخين إلكتروني.
يمكن لمقدمي الرعاية الصحية والمستشارين تقديم نصائح مختصرة حول كيفية الإقلاع، بناءً على ما ينجح في الإقلاع عن التدخين. ويمكن أن تساعد خدمات مثل Quitline مقدمي الرعاية الصحية النفسية في تقديم الدعم للإقلاع.
- ترجمة: مريم مجدي
- تدقيق علمي ولغوي: عبير ياسين
- المصادر: 1