الدلافين التي تهاجم السباحين باستمرار قد تكون مدفوعة بالجنس، بحسب الخبراء

“بالنسبة لي، هو يبحث عن نوع من التفاعل مع الناس”.

الجانب المحزن للحيتان

لقد سمعت عن الحيتان القاتلة التي تغرق اليخوت، وبالمناسبة فهي لا تزال تفعل ذلك. إلا أن هناك تهديد آخر يرهب البشر في البحر: الدلفين الوحيد والمرح وربما الشهواني.

ويُلقى اللوم على هذا الحوت، وهو ذكر من نوع الحيتان ذات الأنف الزجاجي يعيش في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، في سلسلة من الهجمات التي تجاوزت اثنتي عشرة مرة على السباحين في بلدة ساحلية في اليابان، ما أدى إلى إصابات تتراوح بين العض وكسور العظام.

وتستمر الهجمات منذ ثلاث سنوات حتى الآن، وتتكرر كل صيف في المياه قبالة سواحل تسوروغا، والكثير من المدن الأخرى في محافظة فوكوي.

ووفقًا لشبكة NBC News، شهدت هذه الفترة الأخيرة 18 ضحية لهجوم الدلافين منذ 21 تموز/يوليو، بإجمالي ما يقرب من 50 ضحية منذ عام 2022.

الذكور يصبحون رجالًا

توصل باحثون إلى أن الجاني هو الذكر ذاته بناءً على علامات الزعانف التي ظهرت في لقطات الهجمات.

ويقول تاداميتشي موريساكا من مركز أبحاث الحيتان بجامعة مي: “إن العض اللطيف” شائع بين ذكور الدلافين ذات الأنف الزجاجي كطريقة للحفاظ على الصداقات.

وقال موريساكا لمجلة نيتشر: “بالنسبة لي، إنه يبحث عن نوع من التفاعل مع الناس. إذا كان يريد الهجوم حقًا، فكان بإمكانه التدخل بكل قوته وعضه. إلا أنه يحافظ على العض لطيفًا وفقًا لمعايير الدلافين، لذا فمن المحتمل أن تكون لفتة ودية وليست محاولة كاملة للهجوم”.

وتتسكع هذه الدلافين الذكور ضمن أزواج ويمكن أن تصبح حميمة للغاية لإظهار عاطفتها لبعضها البعض أثناء اللعب.

وقال موريساكا: “يشمل هذا سلوكيات مثل مطاردة بعضهم البعض وفرك الدلافين الأخرى بزعانفهم الصدرية – ويُعتقد أنها تشير إلى المودة – وحتى السلوكيات الجنسية، مثل الضغط بقضبانهم ضد بعضهم البعض”.

صرح سيمون ألين من مشروع أبحاث الدلافين في خليج شارك لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): “إن التقلبات الهرمونية أو الإحباط الجنسي أو الرغبة في الهيمنة قد تدفع الدلفين إلى إيذاء الأشخاص الذين يتفاعل معهم”، لذلك فمن الممكن أن يكون هناك ميل جسدي لتصرفاته أيضًا.

من أصدقاء لأعداء

إلا أنه من الصعب تفسير عزلة الدلافين. ويقول موريساكا إن السبب وراء مغادرة الدلافين لمجموعاتها عامةً وما إذا كان يمكن عد هذا السلوك “غير عادي” يظل لغزًا.

ورغم أن هذا الدلفين قد يحاول أن يكون ودودًا في الوقت الحالي، إلا أن هناك احتمالًا أيضًا لأن تتحول الأمور إلى عدائية حقيقية. وكما يوضح موريساكا، فإن التفاعلات بين البشر والدلافين تتطور على مراحل، بدءًا من “مجرد مشاركة نفس المساحة”، وهو ما تجاوزناه بالفعل.

وقال لمجلة نيتشر: “إذا تقدم التفاعل إلى مراحل متقدمة، يمكن أن تبدأ الدلافين في تأكيد هيمنتها من خلال السلوكيات العدوانية مثل التعامل مع الأشخاص أو ركوبهم. ولقد رأينا القليل من هذا في الصيف الماضي، لذلك كنت قلقًا للغاية”.

ووفقًا لشبكة NBC وقع الهجوم الأخير في 20 آب /أغسطس، عندما تعرض رجل يبلغ من العمر 50 عامًا لعضة في كلتا يديه أثناء محاولته إبعاد الدلفين. ومما يبدو، ربما لن يكون هذا آخر ما نسمعه عن هذا المخلوق البحري العنيد.

  • ترجمة: كارول قبه
  • تدقيق علمي ولغوي: رنا حسن السوقي
  • المصادر: 1