تدخين القنب في أثناء فترة الحمل مرتبط بالتغيرات الجينية في أدمغة الأجنة
كتبه ديفيد نيلد
يرتبط التعرض للقنب في أثناء الحمل بعدد من التغيرات الجينية التي تحدث في أدمغة حديثي الولادة، وهذا يدعم التكهنات التي تفيد بأن تعاطي الأم لذلك المخدر يؤثر سلبًا على تطور الجهاز العصبي لصغيرها.
وقد أوضح الفريق الدولي للباحثين في دراسة لهم أن التعرض للقنب قبل الولادة (PCE) يرتبط بحدوث تغيرات في التعبير الجيني لحديثي الولادة والتي تظهر في حياتهم عند البلوغ. هذه التغيرات اللاجينية تؤثر على أكثر من نصف مجموعة الجينات المرتبطة بنمو المسارات العصبية في مراحل مختلفة من التطور.
وذكرت إيمي أوسبورن وهي اختصاصية بعلم الوراثيات من جامعة كانتربري بنيوزيلاندا أنه: «في العالم الأول، حددنا عددًا كبيرًا من التغيرات الجزيئية التي تطرأ على الجينات المسؤولة عن النمو العصبي والأمراض ذات الصلة به على مدار الحياة»، وجرى التوصل إلى إحدى النتائج الرئيسية التي تشير وجود رابط جزيئي بين تدخين القنب في فترة الحمل والآثار المترتبة عليه في الجينات المسؤولة عن النمو العصبي».
استعان الباحثون باثنتين من قواعد البيانات والأفراد من لحظة الولادة حتى سن السابعة والعشرين في بعض الحالات، كما استخدم الإبلاغ الذاتي لتقييم عادات الأمهات لتعاطي المخدرات، وأخذت عينات دم من الحبل السري لحديثي الولادة وأخذت أيضًا العينات مباشرة من الحمض النووي للأطفال الأكبر سنًّا.
وثمة عملية تنظم النشاط الجيني تعرف ب “مثيلة الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين” أو مثيلة الDNA التي تختلف بصورة ملحوظة عند الأطفال الذين تعرضوا للقنب وغيرهم من الذين لم يتعرضوا إليه، لاسيما في الجينات السبعة المعروف أنها ترتبط بنمو الدماغ، والقلق، والتوحد.
وتؤكد أوسبورن على النتيجة الرئيسية التي تشير إلى وجود الرابط الجزيئي بين تعرض الأجنة للقنب في فترة الحمل وآثاره على الجينات المسؤولة عن النمو العصبي؛ إلا أنه يجب إجراء المزيد من الدراسات لفهم تداعيات هذه النتائج.
إن عدد الأفراد المعرضين للقنب قبل الولادة قليل نسبيًّا مع توافر إحدى قواعد البيانات الاثنتين التي تقدم عينة كبيرة بدرجة كافية للتحكم في التعرض للتبغ قبل الولادة. ووجد أنه من بين 858 طفلًا حديث الولادة، يوجد منهم عشرة فقط من الأطفال الذين تعرضوا للقنب في فترة ما قبل الولادة، وعشرون آخرون تعرضوا للقنب والتبغ في فترة ما قبل الولادة. وبالمثل، تعرض أحد عشر طفلًا من واقع 922 طفلًا في عمر السابعة وقت جمع البيانات للقنب فقط، بينما تعرض واحد وعشرون آخرون لكلا المخدرين. ومع أن تلك الوسيلة لا تستعرض علاقة سبب ونتيجة، فإن النتائج مقلقة ما يدفع للنظر بصورة أعمق.
ومع إجراء البحث الأخير الذي يبين أن أكثر من 8% من النساء بالولايات المتحدة الأمريكية يدخنّ القنب باستمرار ومن بينهن الحوامل اللواتي تبلغ نسبتهن 3,4% في 2002، وعادةً يدخنّه لتخفيف التوتر والقلق، فإنه من المهم رفع الوعي بآثاره الصحية المحتملة، فالأدلة تشهد بذلك.
وفي وقت سابق من هذا العام أوضحت دراسة أجريت على الفئران العلاقة بين مكونات القنب والمشكلات التي تؤثر في نمو الدماغ، فيما أوضح بحث آخر العلاقة بين تعاطي القنب في فترة الحمل والتغيرات السلوكية التي تحدث في الطفولة.
وأفادت أوسبورن أن: «القنب هو المخدر الذي أصبح أكثر استخدامًا باستثناء الكحول والتبغ بين السيدات الحوامل في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد ازداد انتشاره منذ تفشي جائحة كورونا. لذا، نأمل أن يفضي بحثنا إلى إجراء المزيد من التحقيقات مع مجموعات أكبر حتى يتسنى إسداء نصح أكثر دقة ووضوحًا للسيدات الحوامل حول آثار تعاطي القنب، وإلا بات خطرًا محتملًا على صحة الأطفال ومن الممكن أن يتفاقم».
نشر هذا البحث في مجلة الطب النفسي الجزيئي Molecular Psychiatry.
- ترجمة: Basil Albayati
- تدقيق علمي ولغوي: فريال حنا
- المصادر: 1