لماذا يجب أن نتوقف عن شراء الملابس؟

بينما يطالب نشطاء الموضة ب “التراجع” عن الصناعة المسؤولة عن 10% من التلوث العالمي، تتحدث هيلين كوفي إلى مصممين رائدين وناشطين وأكاديميين حول ما إذا كنا قد تسوقنا رسميًا حتى سقطنا.

في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، تصدرت كوني حق، المقدمة السابقة لبرنامج Blue Peter ومؤلفة كتب للأطفال، عناوين الأخبار عندما كشفت أنها لم تشتر أي ملابس منذ 20 عامًا.

إذ قالت أثناء الترويج لكتاب جديد عن العمل المناخي للأطفال: «كلما تقدمت في العمر، كلما شعرت براحة نفسية أكبر»، مضيفةً: «أنا أكثر سعادةً لاختياري الانسحاب».

يعود السبب وراء استحواذ هذه القضية على قدر كبير من الاهتمام إلى اعتبار خيار “الانسحاب” فكرةً لم يسمع بها أغلبنا على الإطلاق. ففي الثقافة الحالية التي تتسم بالإفراط في الاستهلاك، لا يبدو عدم شراء الملابس وكأنه مجرد اختيار لأسلوب حياة، بل إنه بمثابة عمل جذري مضاد للثقافة السائدة.

عندما يتعلق الأمر بالموضة السريعة، وقد وصلنا الآن إلى نقطة أصبحت معها كل الموضة تقريبًا سريعة وذلك بفضل التحول من المجموعات الموسمية إلى “إسقاطات” مستمرة من العناصر الجديدة، فإن الأرقام كافية لإثارة الإرباك. إذ تشير التقديرات إلى أن إتش آند إم H& M تنتج 25 ألف تصميم جديد سنويًا، وتنتج زارا Zara 36 ألف تصميم، أما شي إن Shein الرائدة في الصناعة فإنها تنتج 1.3 مليون تصميم جديد، مضيفةً، وفقًا لأحد التحقيقات، ما بين 2000 و10 آلاف تصميم جديد إلى موقعها على الإنترنت يوميًا. (للتوضيح فقط، تعد هذه الأرقام عدد التصاميم فقط، وليس إجمالي السلع).

يعتبر الآن حجم إنتاج الملابس ضخمًا. ففي جميع أنحاء العالم، تُصنّع نحو 100 مليار قطعة ملابس كل عام. ولنضع هذا في سياقه، لا يوجد سوى 8 مليارات فرد على وجه الأرض. يقول توم كريسب، رئيس برنامج الماجستير في الأزياء المستدامة في جامعة فالماوث، إنه في السنوات العشر إلى الخمس عشرة الماضية، مرت صناعة الأزياء، وبالتالي عاداتنا الشرائية وعلاقتنا بالملابس، بتحول سريع.

مضيفًا: «بما أن العلامات التجارية والمجموعات العالمية مدفوعة بمنطق النمو في الرأسمالية، فإنها مضطرة إلى بيع المزيد باستمرار لضمان حصول مساهميها على عائد على استثماراتهم. وهذا يعني أن كمية الملابس المنتجة نمت بشكل كبير، وأعتقد أننا نستطيع أن نرى ذلك بوضوح تام في الطريقة التي انفجرت بها شركتا Shein وTemu في السوق».

لقد أشعل هذا النمو المستمر شرارة الحاجة الشرهة إلى “الجديد”. فقد ظهرت أزياء شائعة صغيرة تدوم أيامًا وليس شهورًا، وأصبحت الملابس في الوقت نفسه رخيصة إلى الحد الذي جعل المستهلكين لا يشترون قطعة واحدة ويتوقعون الاحتفاظ بها لمدة عشر سنوات، بل يشترون خمس قطع للتخلص منها بعد ارتدائها مرتين أو ثلاث. وتشير تقديرات برنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى أن الناس بدأوا بين عامي 2000 و2014 بشراء 60% من الملابس وارتدائها لمدة أقصر بنحو النصف.

يقول كريسب: «لقد وصلنا إلى نقطة لم يعد لأحد علاقة حقيقية بملابسه. إنها مجرد زي نرتديه ثم نتخلص منه دون التفكير بالضرورة في مصدره وماذا سيحدث له عندما نتخلص منه».

تقول رائدة الأعمال الاجتماعية صفية ميني، مؤسسة ومديرة تنفيذية عالمية سابقة لشركة إنتاج الأزياء التجارية العادلة People Tree، إن الجزء من المعادلة المتعلق ب “من أين يأتي” غالبًا ما يكون غامضًا بالنسبة للمستهلك. لكن هذا هو المفتاح لفهم مدى خلل النظام. وتضيف: «يجب أن يكون هناك اعتراف بأن النظام الاقتصادي الحالي معطّل. لقد فشلنا تمامًا في دفع أي شيء قريب من الأجر الذي يساعد على العيش بكرامة. فلدينا الآن الكثير من الناس الذين يعملون في ظروف العبودية الحديثة».

إن الطريقة الوحيدة المنطقية لكي يكلفك قميص تي شيرت 2 جنيه إسترليني، هي إذا كان عامل الملابس الذي صنعه يتقاضى بنسات (لن تتجاوز أجور الإنتاج 3% من السعر الذي تدفعه في المتجر). لقد حاولت حملة “من صَنَعَ ملابسي” التي أطلقتها شركة Fashion Revolution تسليط الضوء على ذلك، من خلال إظهار قاطعي النماذج والخياطين وعمال مراقبة الجودة في الحياة الواقعية حتى يتمكن المستهلك من التعرف على وجوه البشر وراء ملابسهم. ولكن حتى مع نمو الوعي بالطبيعة الإشكالية للأزياء السريعة، تسارعت وتيرة الشراء لدى الناس.

تقول ليزي ريفيرا، مؤسسة دليل أسلوب الحياة المستدام “لايف فرانكلي”: «إن ارتفاع مستوى الوعي لا يغير السلوكيات. وأعتقد أن الكوكب أصبح محور الجدل، ولكن الناس ما زالوا يتعرضون للاستغلال في سلاسل التوريد وتظل الرؤية محجوبة إلى حد كبير عن أنظارهم».

ولكن لماذا لم تتغير أفعالنا بما يتماشى مع معرفتنا بالضرر الذي يسببه هذا الحجم الهائل من الإنتاج الضخم؟ وفقًا لكريسب، ليس من قبيل المصادفة أن يتزامن نهوض وسائل التواصل الاجتماعي مع نهوض عقلية التسوق غير الصحية لدى الناس.

إذ يقول: «لقد انخفض مدى انتباهنا. فنحن نعطي ثانيتين لوسيلة تفاعلية لمعرفة ما إذا كنا سنتفاعل معها أم لا، بينما كانت سبع ثوانٍ في السابق. لقد أدت بعض وسائل التواصل الاجتماعي مثل TikTok إلى تسريع فكرة الحداثة والتحديث المستمر لما نراه. وأصبحت الموضة الآن جزءًا من هذا التحفيز المستمر، إذ نشعر بتلك الاندفاعة الصغيرة لشراء شيء جديد، وبعد ذلك، في الواقع، لا تدوم. ونقول: “لا أعرف لماذا اشتريت هذا”، ثم نتخلص منه».

ولكن أين نتخلص منه؟ في هذه الأيام، أصبح تصنيع الملابس من الألياف الاصطناعية أرخص بكثير من تصنيعها من مواد طبيعية، الأمر الذي يزيد من أرباح العلامات التجارية ويحافظ على الملابس رخيصة الثمن بالنسبة للعملاء. ولكن البوليستر، الذي يشكل 60% من الملابس الجديدة، هو عبارة عن بلاستيك مصنوع من النفط. وبصرف النظر عن حقيقة أنه يُنتَج عن طريق استخراج الوقود الأحفوري، فإن إعادة تدويره أمر صعب للغاية. فهو لا يتحلّل بيولوجيًا. وسوف يظل موجودًا لمدة قد تصل إلى ما يقارب 200 عام. وفي غضون ذلك، فإنه يسبب أضرارًا لا حصر لها.

فبحسب تقرير صادر عن البرلمان الأوروبي حول التأثير البيئي لإنتاج المنسوجات، فإن غسلة واحدة من الملابس المصنوعة من البوليستر يمكن أن تطلق 700 ألف من الألياف البلاستيكية الدقيقة والتي تنتهي لتصبح جزءًا من السلسلة الغذائية (تنطلق غالبية المواد البلاستيكية الدقيقة من المنسوجات خلال الغسلات القليلة الأولى، وذلك يعني، عندما نتحدث عن الموضة السريعة، المزيد من “الغسلات الأولى” مع شراء الناس المزيد والمزيد من الأشياء الجديدة). وهذا قبل أن نصل إلى جزء التخلص من الملابس، أي رميها إلى تلك الأرض السحرية الأسطورية المسماة “بعيدًا”.

في 57% من تلك الحالات، يُلقى الفائض من الملابس في مكبات النفايات. ويُحرَق منها نحو 25% على مستوى العالم. وهنا تظهر مشكلة أخرى عندما نعتقد أننا نفعل الخير بالتبرع بالملابس غير المرغوب فيها للجمعيات الخيرية. فقد أصبحت تلك الجمعيات نفسها مثقلة بمثل هذه التبرعات، وغالبًا ما تُرسل الملابس الزائدة إلى جنوب العالم، حيث نما حجمها إلى أبعاد لا يمكن السيطرة عليها تمامًا.

تقول مصممة الأزياء الغانية كلوي أسام في الفيلم الوثائقي الجديد على Netflix بعنوان Buy Now! The Shopping Conspiracy: «توقف فقط. هناك الكثير من الملابس في العالم. فقط توقف». ويظهر الغضب واليأس في صوتها وكأنه لكمة للضمير.

لقد أصبحت غانا مكبًا للملابس المستعملة غير المرغوب فيها من شمال العالم، وهي الصناعة التي يشار إليها باسم “ملابس الرجل الأبيض الميت”. إذ تُشترى الحاويات المليئة بالملابس المتبرع بها، أو المخزون الفائض من العلامات التجارية، دون رؤيتها من قِبَل رواد الأعمال على أمل بيع ما بداخلها لتحقيق الأرباح. لكن ما يقدّر بنحو 40% مما يصل إلى غانا الآن يُعتبر عديم القيمة ويذهب على الفور إلى مكب النفايات. في Buy Now!، تُظهر اللقطات الشاملة شواطئ البلاد مليئة بأكوام هائلة من الملابس المهملة من H& Mو Zara وGeorge by Asda وGap. تقول أسام بصراحة: «يوجد 30 مليون فرد في غانا ولدينا 15 مليون قطعة تصل كل أسبوع».

يعد ذلك السبب الرئيسي للاعتقاد أن سوق الأزياء المستعملة المزدهر، والذي اكتسب شعبية هائلة على مدى العقد الماضي، ليس الحل السحري الذي سيجعل الإدمان على التسوق مستدامًا. بل ربما يكون الأمر العكس تمامًا.

إذ يوضح كريسب: «لقد أدى كل ما تمخض عن “إعادة التدوير” والاستخدامات المستعملة إلى فتح أسواق جديدة لمزيد من الاستهلاك. فالناس يشترون المزيد لأنها أرخص، ويرون أن ذلك أفضل للكوكب. إنها محاولة مضللة إلى حد كبير».

لقد أصبحت المواقع الإلكترونية مثل Vinted ومتاجر الأعمال الخيرية مليئة بالبضائع ذات الجودة الرديئة من العلامات التجارية للأزياء السريعة، والتي غالبًا ما تكون عليها شارات العلامات التجارية. فيشعر البائعون أو المتبرعون وكأنهم “يقومون بدورهم” عند إخلاء مساحة في خزانة الملابس لشراء المزيد من الملابس الجديدة، كما يشعر المشترون وكأنهم “يقومون بدورهم” من خلال شراء الملابس المستعملة بدلًا من الجديدة، في حين أن كلاهما يساهم عن غير قصد في استمرار اتساع القمع التجاري نفسه للأزياء السريعة.

تقول سارة أرنولد، الناشطة والمؤسسة المشاركة لمجموعة حملة النمو السلبي Fashion Act Now: «من الجيد شراء السلع المستعملة، ومن الجيد أن هذه السوق موجودة، لكننا بالتأكيد بحاجة إلى دراستها. وأخشى أن يكون هذا مجرد إيجاد سعة إضافية للنظام. ففي نظام قائم على النمو، إذا خلقت كفاءات فإنك تعمل بذلك على تنمية النظام. فهل نحن نشتري بالفعل أشياء جديدة أقل لأننا نشتري سلعًا مستعملة، أم نضيف فقط كل هذه الأشياء التي نعتقد أنها لا تؤثر؟ وهل نعتبر أننا نستطيع التخلص من الأشياء لأن تلك السوق موجودة؟».

تقول ميني إن العلامات التجارية الكبرى لا تبذل أي جهد يذكر لمعالجة هذه القضية. وعلى الرغم من أن صناعة الأزياء مسؤولة عن نحو 10% من انبعاثات الكربون العالمية وقرابة 20% من تلوث المياه النظيفة على مستوى العالم، فإن 3% فقط من العلامات التجارية للأزياء لديها خطة عمل مناسبة للمناخ. إن معظم العلامات التجارية مذنبة بارتكاب شكل من أشكال التضليل البيئي، سواءً كان ذلك من خلال إطلاق خط “مستدام” مع الاستمرار في تحقيق الغالبية العظمى من الأرباح من الممارسات غير المستدامة، أو عبر تقديم خدمة “إعادة تدوير” الملابس التي تمرر ببساطة تلك السلع إلى دول أقل ثراءً للتعامل معها.

ردًّا على ذلك، يدعو بعض الأعضاء داخل الصناعة إلى “النمو السلبي”، ويضعون رؤية تعمل على خفض الإنتاج والاستهلاك بشكل كبير. إذ تشير إحدى الشخصيات التي كثيرًا ما يُستَشهد بها مثل كيت فليتشر وماتيلدا ثام، اللتين توصلتا إلى نموذج لتغيير النظام لصناعة الأزياء يسمى “منطق الأرض”، إلى أننا بحاجة إلى خفض مخطط له بنسبة تتراوح بين 60% إلى 95% إذا أردنا للأزياء أن تصبح مستدامة.

ولكن كيف يمكن للمصممين والعلامات التجارية التي تصنع سلعًا جديدة أن تندرج في نموذج النمو السلبي؟ تقول أرنولد إن ذلك يحصل من خلال الإبداع بطريقة بطيئة ومتعمدة، وهو ما يعني بالضرورة معاملة العمال ودفع أجورهم على النحو اللائق، والتفكير بعناية في مصادر المواد، والسيطرة الكاملة على سلسلة التوريد، والتفكير في كل خطوة من خطوات عملية الإنتاج بشكل شامل. ويعتبر تحقيق ذلك سهلًا حقًا فقط عند الإنتاج على نطاق صغير إلى حد ما وبطريقة أكثر محلية.

لورا جين هي واحدة من هذه العلامات التجارية، وهي مصممة بلغارية تنتج ملابسًا عالية الجودة في مصانع بلغارية، حيث تُحتَرم مهارات وحرفية عمال النسيج ويُعوّض عليهم بشكل مناسب، وتُصنّع جميع الملابس من الألياف الطبيعية مثل الصوف والحرير لضمان تحلّلها بيولوجيًا. فالنتينا كاريلاس هي مصممة أخرى ملتزمة بالإبداع دون استغلال. فهي تصنع جميع منتجات الصوف الخاصة بها يدويًا باستخدام خيوط كانت ستذهب إلى النفايات لولا ذلك، مع التحكم في العملية بأكملها.

كما أنها تدير خدمة إصلاح مرئية لإضفاء الحياة والشخصية على الملابس عندما تتمزق أو تصبح تالفة. وتعتبر هذه الفكرة أيضًا (حب الملابس وإصلاحها لإطالة عمرها، بدلًا من التعامل معها على أنها أصبحت رثة ويمكن التخلص منها) المفتاح لتنمية موقف أكثر استدامةً تجاه الموضة.

اكتشفت ليزا ماتزي متعة الإصلاح لأول مرة عندما أصلحت ثقبًا في سترة صوفية عزيزة عليها. فأطلقت مشروعها الخاص، Rebel Patch، لبيع الرقع المصممة خصيصًا والتي تُكوى لإصلاح الثقوب في الملابس، وبدأت في تعليم الآخرين كيفية الإصلاح. وفي النهاية، أدارت ورش عمل خلقت مجموعات اجتماعية، كان الناس يتحادثون ويتواصلون فيها أثناء الخياطة.

تقول ماتزي: «قد يبدو الأمر مبتذلًا بعض الشيء، ولكن إذا أصلحت شيئًا ما بنفسك، فإن علاقتك به ستتغير على الفور. فقد أمضيت بعض الوقت في إصلاحه، وبذلت قصارى جهدك، ثم أضفت طابعك الشخصي عليه. وهكذا أصبح لديك تلقائيًا ارتباطًا أعمق بهذه القطعة من الملابس».

أما بالنسبة للمستهلكين، فإن الخيار الوحيد “المستدام” الحقيقي للأزياء هو إعادة صياغة العقلية غير الصحية التي طورناها حول ما نرتديه. فنحن بحاجة إلى حب ملابسنا والعناية بها وإصلاحها والاحتفاظ بها لأطول فترة ممكنة. نحن بحاجة إلى الشراء عن قصد، والبحث عن صناع أصغر حجمًا يركزون حقًا على صنع الملابس بالطريقة الصحيحة. نحن بحاجة إلى إعادة توطين المسؤولين حيثما أمكن، والمشاركة في أحداث مثل تبادل الملابس المجتمعية.

ولكن لا مفر من ذلك: ففي نهاية المطاف، ينبغي لنا جميعًا أن نصبح أكثر تمسكًا بتعاليم كوني حق، لأن الهدف الأكثر إلحاحًا يتلخص في خفض استهلاكنا بشكل كبير. تقول صفية ميني: «نحن في وضع حرج للغاية، ويتعين علينا أن نبطئ من وتيرة الاستهلاك». واقترح أحد التقارير التي أعدتها أن نقتصر على شراء ثلاثة سلع في العام؛ كما ينصح كريسب بتحدي النفس والبقاء ستة أشهر دون شراء أي ملابس لتطوير عادات مستدامة.

وتتفق ريفيرا مع هذا الرأي قائلةً: «نحن بحاجة إلى التوقف عن التركيز على كل ما هو جديد. كما يتعين علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا: إذا كان ما نقوم به يضر بالكوكب أو بالآخرين، فلماذا نفعله؟».

  • ترجمة: عبير ياسين
  • المصادر: 1