
رؤساء أمريكا ممنوعون من قيادة السيارات، لهذا السبب
تكلّم نائب الرئيس جو بايدن Joe Biden عن حبّه للسيارات في مقابلته مع مجلة Car and Driver في عام 2011، ممّا دعاه إلى الاعتراف بالأمر الوحيد الذي لم يعجبه فعلًا في تولي المنصب، وهو أن تكون ممنوعًا من قيادة المركبات، قائلاً: إنه الشيء الوحيد الذي أبغضه حيال هذه الوظيفة!
فلا يُسمَح بقيادة السيارة على الطرق العامة لكلّ من يَشغل منصب الرئيس ونائبه، حاليين كانوا أو سابقين.
فُرَِضَت هذه السياسة من قبل جهاز الخدمة السرية، فعناصر جهاز الأمن الحكومي المسلح مسؤولون عن سلامة وأمان الأفراد الشاغلين أعلى المناصب العامة في البلاد.
عندما يرغب الرئيس بالتجول في السيارة، سيتوجّب عليه الجلوس في مقعد الركّاب، ويتولّى عنصر مدرّب على مناورات المراوغة القيادة، ويخصع بصورة عامة لهذه السياسة أيضًا كلٌّ من أعضاء مجلس النواب والشيوخ الأميركيين.
لكن ذلك لا يعني أن الرئيس ممنوع بتاتًا من القيادة، بل يتوجب عليه أن يقود على ملكية خاصة، الأمر الذي استفاد منه كل من رونالد ريغان Ronald Reagan وجورج بوش George W. Bush في فترة وجودهم في المنصب، إذ استعملوا السيارت في مزارعهم، بينما قاد الآخرون عربات الغولف، وهو أمر مسموح به في العموم.
في عام 2012، صرّح الرئيس السابق باراك أوباما Barack Obama أنه أثار قلق العناصر عندما تجول حول البيت الأبيض بسيارة تشيفي فولت، فأغلقوا البوابات لمنعه من قيادتها في شوارع العاصمة واشنطن.
وقال عن ذلك الأمر: “كانت أسعد جولة في حياتي، ثلاث دورات حول ممر الحديقة الجنوبية، كان الأمر جامحاً”.
قال المؤرخ الرئاسي والأستاذ في جامعة تكساس هنري ويليام براندز H. W. Brands في مقابلته مع صحيفة سياتل تايمز The Seattle Times: “أعتقد أن ليندون جانسون Lyndon Johnson كان آخر رئيس قاد السيارة على الممرات العامة. وأصبحت هذه القاعدة غير قابلة للتفاوض بعد اغتيال جون كينيدي John F. Kennedy عام 1963، الذي أُطلق عليه الرصاص أثناء قيادته سيارة ضمن موكب في مدينة دالاس”.
بطريقة ما، استطاع ليندون جانسون التملص من هذه القيود، إذ تفيد التقارير عام 1964، بركوبه السيارة بالقرب من منزله في تكساس بسرعة ما بين 75 و85 ميلًا في الساعة، وفي إحدى المرات أُجبرت سيارة مدنية على الخروج عن الطريق بسبب قيادته.
كان نأيه لنفسه من حماية جهاز الخدمة السرية أمرًا مثيرًا للغضب من وجهة نظر الصحافة، التي كانت تتعافى من وفاة الرئيس كينيدي حينها، وكذلك حال البلاد كلها.
ولكن ليندون لم يتفرّد بمثل هذا السجل الحافل بالإنجازات العظيمة على الطرقات، إذ أنّه ذات مرة تعرض دوايت أيزنهاور Dwight D. Eisenhower لانتقادات شديدة لسيره بسرعة 90 ميل في الساعة في طريقه إلى مزرعته الواقعة بغيتيسبرغ، ولاية بنسلفانيا.
والآخر، هيربرت هوفر Herbert Hoover انزعج من الصحافة لقولهم أنه كان يقود مسرعًا.
أما نائب الرئيس ريتشارد نيكسون Richard Nixon، ضلّ طريقه خلال لعبة غولف في نيو جيرسي عام 1953.
وفي أحيان أخرى، يجد الرؤساء هذه المسألة مهمة لمستوى الأمور الدبلوماسية الدولية.
بيل كلينتون Bill Clinton، الذي شغل المنصب منذ عام 1993 إلى عام 2001، كان في الأردن عندما دعاه الملك حسين لتجربة سيارة مرسيدس. ولحسن الحظ، لم يتوجب على الأول أن يبدو وقحًا برفضه لدعوة الثاني؛ إذ تبين أن السيارة مزوّدة بناقل حركة يدوي، هذه المهارة التي لم يعلمها بيل.
- ترجمة: حسن شاهين
- تدقيق علمي ولغوي: روان نيوف
- المصادر: 1