
لماذا يعتبر الأشخاص الجذابون أكثر نجاحاً في الحياة
تشير الأبحاث إلى أن الحياة تسير بشكل أفضل لصالح أصحاب المظهر الجذاب. فوفقاً للعلم يحصل الأشخاص الجذابون على رواتب أعلى وفرص عمل أكثر، كما يتمتعون بمهارات اجتماعية أقوى من غيرهم.
وفيما يلي أحد عشر سبباً علمياً يوضح لماذا ينجح الأشخاص الجذابون أكثر في الحياة.
رغم أننا نودّ أن نعتقد أن النجاح يتحقق من خلال مزيج سحري من الجهد والموهبة والعلاقات الاجتماعية، إلا أن الأبحاث تُظهر أن جزءاً من النجاح يكمن في المظهر الخارجي وأن الجمال يلعب دوراً أساسياً في النجاح.
حيث تُبيّن الدراسات أن فرصتك في الحصول على وظيفة تزداد إذا كنت تبدو مرتباً وحسن المظهر، وأن الأشخاص الوسيمين يكسبون حوالي 12% من المال أكثر من غيرهم، وأن وسطاء العقارات الجذابين يحققون أرباحاً أكبر من نظرائهم الأقل جاذبية. وفي الواقع، وفقاً لدراسة نشرت مؤخراً حول انتخابات الكونجرس لعام 2018، فإن المرشحين الأكثر جاذبية هم الأكثر احتمالاً للفوز بالانتخابات. يُطلق علماء النفس على هذه الظاهرة اسم “مكافأة الجمال”. وبعبارة أخرى، فإن الفجوة بين الأشخاص الجذابين وغير الجذابين قابلة للمقارنة بالفجوة بين الجنسين أو الأعراق.
وفيما يلي جميع الطرق التي يمكن أن ينجح بها الأشخاص الجذابون في الحياة:
1-يعتبر أصحاب العمل أن الموظفين الجذابين جسدياً أكثر كفاءة وقدرة.
نحن نميل إلى دفع رواتب أعلى للأشخاص بناءً على مظهرهم. حيث أنه في تجربة أجريت عام 2005 حول عملية التوظيف، كان أصحاب العمل الذين يراجعون صور الموظفين المحتملين مستعدين لمنح رواتب أعلى بنسبة 10.5% للأشخاص الجذابين مقارنةً بالأشخاص غير الجذابين. وقد نقل مديرو التوظيف هذه المكافأة إلى التفاعلات التي تتم عبر الهاتف فقط. بعبارة أخرى، تحتاج فقط إلى أن تبدو جذاباً صوتياً لتستفيد من تحيزاتنا تجاه الجمال.
2-الموظفون الجذابون جسدياً أكثر ثقة بالنفس، والثقة العالية تزيد الأجور.
نحن جميعاً نقع ضحية ل “تأثير الهالة” دون أن ندرك ذلك ونعتبر مظهر الشخص دليلاً على شخصيته الكاملة. حيث أظهرت التجارب أننا نعتبر الأشخاص الجذابين “أكثر اجتماعية، وهيمنة، ولديهم دفء حميمي وعاطفي، وصحة نفسية، وذكاء، ومهارة اجتماعية” من الأشخاص غير الجذابين. وبحلول الوقت الذي يصبح فيه الأطفال اللطفاء بالغين وجذابين، يكونون قد استفادوا من هذا التحيز لسنوات، مما يمنحهم مستويات أعلى من الثقة.
يقول عالمَي المعلومات ماركوس موبيوس وتانيا روزنبلات: “إنه تنبؤ ذاتي التحقق”. يكتب موبيوس وروزنبلات في ورقتهما البحثية لعام 2005 بعنوان “لماذا يهم الجمال”: “يتوقع المعلمون أن يتفوق الأطفال الأجمل في المدرسة ويكرسون المزيد من الاهتمام للأطفال الذين يُعتقد أن لديهم إمكانات أكبر”.
“وتؤدي هذه المعاملة التفضيلية بدورها إلى بناء وتعزيز الثقة بالنفس وكذلك المهارات الاجتماعية والتواصلية”. وتشير الأدبيات إلى أن هذه الثقة تترجم إلى إنجاز أكاديمي ونجاح مهني.
3-العمال الذين يتمتعون بجاذبية جسدية يمتلكون مهارات اجتماعية تسهم في تعزيز فرص رفع أجورهم عند تعاملهم مع أصحاب العمل.
أظهرت الدراسات أن الأشخاص الجذابين يتمتعون بمهارات تواصل ذات تقييم أعلى مقارنةً بالاشخاص غير الجذابين. كما عبر الباحثان موبيوس وروزنبلات: “إن الجاذبية الجسدية تُعزز المهارات الاجتماعية والتواصلية، مما يؤدي إلى رفع تقدير أصحاب العمل لإنتاجية العامل.” ويضيفان: “نفترض أن أصحاب العمل غير مدركين لهذه التحيزات، وبالتالي لا يعملون على تصحيحها.”.
هذا التأثير لا يقتصر على اللحظة، بل يمتد طوال المسيرة المهنية. إذ تشير الأبحاث إلى أن تعزيز المهارات الاجتماعية لدى الأطفال يُعد مؤشراً أفضل على نجاحهم المالي في المستقبل مقارنةً بتنمية قدراتهم العقلية والفكرية.
ويبدو أن العلم يؤكد فكرة أن الأشخاص الجميلين لديهم روح اجتماعية أكثر من غيرهم، أو ربما نحن فقط متحيزون للاعتقاد بذلك.
4-الأشخاص الذين يتمتعون بالجاذبية الجسدية أكثر حظاً في الفوز بالمناصب العامة.
في يوليو 2015، ظهرت النائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز في مؤتمر صحفي عقب تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث دعا مجموعة من النائبات الجدد في الكونغرس إلى “العودة” إلى بلدانهن التي جئن منها إذا كن غير راضيات عن الولايات المتحدة.
وأظهرت دراسة نُشرت عام 2019 في مجلة American Politics Research أن المرشحين ذوي المظهر الجذاب حققوا أداءً أفضل في انتخابات التجديد النصفي لعام 2016، لا سيما أولئك الذين خاضوا الانتخابات في دوائر انتخابية ذكورية يغلب عليها الرجال بالكامل.
وجاء في الدراسة: “تقدم نتائجنا دعماً إضافياً لفكرة مكافأة الجمال؛ إذ أن الجاذبية، حتى بعد أخذ العديد من العوامل المؤثرة الأخرى في الاعتبار، لا تزال تلعب دوراً في تحسين أداء المرشحين في انتخابات مجلس النواب.”.
كما كشفت أبحاث أجريت في فنلندا أن السياسيين، رجالاً ونساءً، الذين يتميزون بمظهر جذاب يتفوقون على منافسيهم، إذ يجد الناخبون متعة في متابعة المرشحين الجذابين وحسني المظهر.
5-تظهر النساء اللواتي تتزينّ بمستحضرات التجميل بمظهر أكثر كفاءة وأهلية للثقة.
عندما تم مقارنة النساء اللواتي يضعن مستحضرات التجميل بمظهرهن الطبيعي دون أي مستحضرات تجميل، أظهرت دراسة أجرتها جامعة هارفارد في عام 2011 أن المشاركين كانوا يرون المرأة التي تعتني بمظهرها أكثر جاذبية وكفاءة، وألطف وأكثر أهلية للثقة.
وجاء في الدراسة: “عند استنتاج الصفات ومستوى الثقة أو القبول أو الكفاءة من خلال صورة، نكتشف أن التأثير علينا لا يتوقف عند الجاذبية الفطرية أو جاذبية الصفات الوراثية الطبيعية، بل يتجاوزها ليشمل تأثيرات النمط الظاهري الممتد، وفي هذه الحالة تكون مستحضرات التجميل.”.
6- الأشخاص الذين يتمتعون بالجاذبية يتم استدعائهم للمقابلات الوظيفية بمعدل أكبر.
في دراسة أُجريت عام 2013، تم إرسال 10,000 سيرة ذاتية مع تغيير الاسم والعنوان والصورة فقط، بهدف تحليل معدلات الاستدعاء.
وقد أظهرت النتائج أن المعدل العام للاستدعاء كان 30% فقط من جميع السير الذاتية، في حين دُعيت النساء الجذابات للمقابلات بنسبة 54%، بينما دُعي الرجال الجذابون بنسبة 47%.
7-النساء الجذابات يتمتعن بمميزات أفضل وأقوى عند التفاوض مع الرجال.
توصلت دراسة إلى أن الرجال يميلون إلى التسامح مع الظلم مثل قبول التفاوض على راتب مرتفع عندما يكون التفاوض مع نساء جذابات، حيث قام باحثون من كلية الإدارة في جامعة تشجيانغ بالصين بتقديم 300 صورة لنساء ل21 رجلاً، مشاركا من الرجال وطلبوا منهم تحديد ما إذا كانوا سيقبلون عرض كل امرأة لتقسيم مبلغ من المال، وأظهرت النتائج أن الرجال كانوا أكثر استعداداً للدخول والتساهل في مفاوضات غير عادلة عندما يكون الطرف الآخر نساء جذابات.
8-الرؤساء التنفيذيون الذين يتحلون بجاذبية المظهر يحققون عوائد أسهم أكثر رواجاً وازدهاراً لشركاتهم.
أجرى الباحثان جوزيف تي هالفورد وهونغ تسيا هسو من جامعة ويسكونسن ميلووكي، دراسة لاكتشاف إذا كان هنالك علاقة بين جاذبية مظهر الرئيس التنفيذي وقيمة المساهمين، وكانت النتيجة أن الشركات التي يتولى زمامها قادة يتمتعون بمظهر جذاب شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار أسهمها، وذلك عقب إذاعة أخبار إيجابية عن تلك الشركات على شاشات التلفاز.
9-المعلمون الذين يتحلون بالجاذبية يمتلكون موهبة فريدة تمكنهم من إيصال المعرفة بصورة أعمق إلى عقول الطلاب سواء في سنوات الدراسة الأولى أو في رحاب الجامعات.
كشفت دراسة أجريت في ثمانينيات القرن الماضي، أن المقارنة بين معلمين يتمتعون بجاذبية الحضور وآخرين أقل جاذبية نتائج تشير إلى أن نحو مائة طالب من الصفين الأول والسادس شعروا بأنهم سيستفيدون أكثر تحت إشراف معلمين ذوي مظهر جذاب.
وقد وجدت هذه النتائج صداها في دراسة حديثة أجريت عام 2016، أظهرت أن طلاب الجامعات يستوعبون المادة بشكل أفضل ويحفظون تفاصيلها بعمق عندما يكون المحاضر جذاباً وحسن المظهر.
10-تحظى النساء الجميلات بتقدير أكاديمي أعلى.
كشفت دراسة أُجريت عام 2015، وشملت تحليل 77.067 صورة تعريفية لطلاب جامعة “متروبوليتان ستيت” في دنفر، عن ارتباط بين الجمال والنجاح الأكاديمي.
حيث طلب الباحثون من مجموعة من المتطوعين تقييم جاذبية الطلاب وفق مقياس من عشر درجات، وعند استكمال التقييم تبين لاحقاً أن النساء اللواتي أُعتبرن أكثر جاذبية حصلن على درجات اكاديمية أعلى بشكلٍ ملحوظ.
غير أن هذا النمط لم يكن له أثر يُذكر على الطلاب الذكور ولم يظهر في النتائج.
11- الأشخاص الذين يتمتعون بالجاذبية هم الشركاء الأكثر طلباً في عالم الحب والعلاقات العاطفية.
في إطار دراسة مميزة أجراها باحثون من جامعة تشابمان، تم التعمق في الصفات التي يعتبرها الناس “مرغوبة” أو “ضرورية” في شريك الحياة المثالي على المدى الطويل. وقد أظهرت النتائج أن 92% من الرجال أقروا بأن جمال المظهر يشكل عاملاً هاماً عند اختيار شريكة المستقبل.
بينما أعربت 84% من النساء عن رغبة مشابهة، مؤكدين أن الجمال يظل لغةً يفهمها الجميع.
- ترجمة: مايا قصي عبد اللطيف
- تدقيق علمي ولغوي: حسام عبدالله
- المصادر: 1