إعادة نمو الأسنان: إنجاز علمي يفتح آفاقًا جديدة في طب الأسنان

للبالغين في سن معيّنة، تنتشر إعلانات زراعة الأسنان بشكل كبير. ولكن، قد يكون السعر، والذي من المحتمل أن يصل إلى آلاف الدولارات للسن الواحد، عبئًا ماليًا لا يمكن تحمله بالنسبة للكثيرين.

ماذا لو كان بإمكانهم، بدلًا من ذلك، إعادة تجديد أسنانهم، ربما بتكلفة أقل بكثير؟

قد تكون التقنيات التي تستبدل الأسنان، بدلًا من ترميمها بالتاج او الحشوات، أقرب مما تعتقد.

استكشف العلماء أساليب متعددة في العقود القليلة الماضية، بما في ذلك الأدوية القائمة على ال RNA الحمض النووي الريبوزي، وعلاج الخلايا الجذعية، وتجديد المعادن.

نقل تكنولوجيا الحمض النووي الريبوزي إلى الواقع العملي.

إن فكرة إعادة زراعة الأسنان ليست بعيدة المنال، لأن البشر كانوا يمتلكون ذات مرة، القدرة على زراعة مجموعة ثالثة من الأسنان. يقود كاتسو تاكاهاشي، الباحث في أوساكا، فريقًا للعمل على تحقيق هذا الهدف العلمي.

تستند فرضيتهم إلى أن البشر لا يزالون يمتلكون الخلايا الجذعية اللازمة، لتنمية تلك المجموعة الثالثة المفقودة منذ فترة طويلة، والمشكلة تكمن في وجود جزيء مثبط يدعى USAG -1 البروتين المثبط لنمو الأسنان، والذي يعيق نمو الأسنان ويسعى للتحكم في عدد أسنان البالغين في افواههم.

أعلن فريق تاكاهاشي، في عام 2023، عن تطوير دواء لإبطال مفعول هذا الجزيء. ويتضمن هذا النهج استخدام الحمض النووي الريبوزي لإنتاج أجسام مضادة ضد البروتين المثبط لنمو الأسنان.

أظهر الفريق بالفعل فعالية الدواء على الحيوانات. ويجري حاليًا اختباره على البشر. وفي حال أثبتت التجارب السريرية أن الدواء آمن وفعّال معًا، فمن المحتمل أن يكون متاحًا للاستخدام العام بحلول عام 2030.

الاستفادة من الخلايا الجذعية

تعتبر الخلايا الجذعية ذات إمكانيات عالية في الطب التجديدي، نظرًا لقدرتها على التعدد الجيني. وهذا يعني أن الخلية السلفية الأكثر عمومية يمكن أن تنتج ذرية أكثر تحديدًا. ويتمثل التحدي في التحكم في نوع وعدد الخلايا الجذعية المتخصصة التي تنشأ من الخلية الجذعية الأم.

أثبت فريق بحثي من كلية طب الأسنان بجامعة واشنطن، عام 2023، جدوى هذا النهج في المختبر. تمكن الفريق من إنشاء عضيات من الخلايا الجذعية، والتي تفرز البروتينات الضرورية لتكوين المينا.

قد يكون من الممكن ترميم الأسنان على هذا النهج. يتصور الفريق استخدامه كحشو حيوي من شأنه أن يعيد ملئ الفراغ الناتج عن التسوس بشكل أساسي.

إستخراج المعادن

يعتمد نهج مماثل على ترميم المينا عن طريق تحفيز نمو المعادن بدلًا من الخلايا الحية. واظهر فريق بحثي، عام 2019، إمكانية ذلك عن طريق تطوير هلام كيميائي يحتوي على فوسفات الكالسيوم، والذي يعد المكون الأساسي للمينا.

بعد تحضير الهلام، شرع فريق بحثي من كلية الطب بجامعة تشيجانغ في الصين بتطبيقه على عينات الأسنان المتضررة. وقد لوحظ أن الهلام شكل طبقة من المينا بسمك ثلاثة ميكرومتر.

على الرغم من أن أيًا من هذه الأساليب غير متاح تجاريًا بعد عند طبيب الأسنان المحلي، إلا أن إمكاناتها في إصلاح أو إعادة نمو الأسنان التالفة يجب أن تمنح الناس الأمل في ابتسامه صحيّة وجذّابة.

  • ترجمة: سارة ابو جلبان
  • تدقيق علمي ولغوي: حسام عبدالله
  • المصادر: 1