أمراض قد تغير شخصيتك

ما هي الشخصية؟

إنها كل الطرق التي تفكر وتشعر وتتصرف بها، أو ببساطة ما يجعلك أنت. إنها عاداتك وميزاتك والطريقة التي تتفاعل بها مع العالم المحيط بك. حتى مع تغير مزاجك وتعلمك ونموك خلال السنوات لا يزال جوهرك ثابتًا لا يتغير. لكن هناك بعض الحالات الصحية التي قد تؤثر على شخصيتك وتجعلك تتصرف على غير طبيعتك.

مرض الزهايمر

يؤثّر هذا المرض على تفكيرك وحكمك وذاكرتك وقدرتك على اتخاذ القرار. وقد يجعلك شخصًا مشوشًا ويغيّر تصرفاتك. قد تكون شخصًا متوترًا أو قليل الصبر في البداية، لكن مع مرور الوقت قد تعاني من أعراض خطيرة. إذ قد يصبح من كان لطيفًا ومجاملًا شخصًا متسلطًا ومتطلبًا، أو قد يصبح من اعتاد القلق أو سريع التوتر شخصًا هادئًا وراضيًا.

الخرف المصاحب لأجسام ليوي

يعتبر ذلك من أكثر أنواع الخرف انتشارًا بعد الزهايمر، إذ تتشكل تكتلات من بروتينات غير طبيعية تسمى أجسام ليوي في مناطق الدماغ التي تتحكم بالذاكرة والحركة والتفكير. لذا، يؤثّر هذا المرض فيك ذهنيًا وجسديًا. قد يميل الناس المصابون بهذا المرض إلى العزلة وإظهار القليل من المشاعر وفقدان الاهتمام بالهوايات واﻷنشطة اﻷخرى.

مرض باركنسون

مع أنه قد يبدأ كرجفة طفيفة في اليدين إلا أنه في النهاية قد يؤثّر في طريقة مشيك وحديثك ونومك وتفكيرك. بل قد يؤدي في البداية إلى أمور مثل الولع بالتفاصيل الصغيرة أو فجأةً عدم المبالاة. أما لاحقًا، فقد تبدو غائب الذهن أو لست اجتماعيًا كما اعتدت أن تكون، وقد يصبح من الصعب أن تحافظ على تواصل حبل أفكارك.

مرض هانتينغتون

هذا مرض تولد به لكن تظهر أعراضه في ثلاثينيات أو أربعينيات العمر. يدمّر هذا المرض خلايا الدماغ ويؤثّر في كل نواحي حياتك. قد يصبح من الصعب عليك التفكير بوضوح أو تصبح عصبيًا لدرجة أن تضرب الجدار أو يجعلك تتجاهل أمورًا أساسية مثل تنظيف أسنانك، وقد لا تدرك حدوث هذه اﻷمور حتى.

التصلب اللويحي

في هذه الحالة المرضية، يهاجم الجهاز المناعي اﻷعصاب في الدماغ والحبل الشوكي. ويسبب ذلك اضطرابات تتراوح من مشاكل في المثانة إلى عدم القدرة على المشي. كما قد يؤدي في بعض الحالات إلى الشعور بالنشوة، إذ تكون سعادتك مفرطة وغير واقعية. وقد يؤدي أيضًا إلى نوبات من الضحك أو البكاء الذي يبدو خارجًا عن السيطرة أو لا يتماشى مع ما تشعر به حقًا.

أمراض الغدة الدرقية

تنتج الغدة الدرقية الهرمونات التي تتحكم بسرعة العمل في الجسم. فإذا كانت تنتج الكثير من هذه الهرمونات، قد تجعلك تشعر كما لو أنك دست على دواسة الوقود. وقد تكون مهتاجًا، متوترًا ولديك تقلبات مزاجية. أما إن كانت لا تنتج ما يكفي منها، فقد تبدو شخصيتك ضحلة عديمة المشاعر، وقد تعاني من النسيان وصعوبة التفكير، وقد يكون لذلك آثار طويلة الأمد على الدماغ إذا لم تعالج.

اﻷورام الدماغية

قد يؤثّر وجود ورم في الفص اﻷمامي من الدماغ على المناطق التي تتحكم في الشخصية والمشاعر والقدرة على حل المشكلات والذاكرة ما يجعلك تشعر بالإرتباك والنسيان. كما قد تسبب تقلبات مزاجية كأن تصبح أكثر عدوانيةً، أو تثير أفكارًا جنونية ارتيابية كأن تظن أن الناس “يريدون النيل منك” في حين أن ذلك غير صحيح.

بعض أنواع السرطان

لا تُعدّ أورام الدماغ والحبل الشوكي الوحيدة التي تستطيع التأثير في شخصيتك. فالتأثير نفسه قد يسببه وجود ورم خبيث في الغدة النخامية التي تتحكم بمستوى الهرمونات في الجسم. كذلك تستطيع السرطانات الغدية التي تتكون في الخلايا التي تفرز المخاط والسوائل اﻷخرى في الجسم إحداث الأثر نفسه. وقد تنمو هذه السرطانات في أي جزء من الجسم، بما في ذلك الثديين، والقولون، والرئتين، والبنكرياس.

الجلطات الدماغية

عندما ينقطع تدفق الدم عن جزء من الدماغ، لا تحصل الخلايا على كمية كافية من اﻷوكسجين وسرعان ما تحتضر. ويعتمد التأثير الناتج على المدة التي تستمر بها الجلطة والمكان الذي حصلت فيه في الدماغ. قد لا تستطيع تحريك أجزاء من جسمك، ومن الممكن أن تتغيّر شخصيتك بطريقة أو بأخرى. إذ قد تفقد صبرك بسهولة أو تمر بتقلبات مزاجية خطيرة أو تتصرف باندفاع أكثر من المعتاد.

اﻹصابات الدماغية الرضحية

بعد التعرض لضربة عنيفة على الرأس، قد تكون التغيرات في الشخصية من العلامات الخفية التي تحدث بمرور الوقت. وفي الحالات الأكثر خطورة، قد تبدو كشخص أخر، إذ تتكلم أو تقوم بأمور لم تكن لتفعلها في الماضي.

الاكتئاب

عندما يأتي اﻷمر إلى الاكتئاب، فإنه يمتد إلى جميع جوانب حياتك. فهو لا يؤثر في مزاجك فقط، بل يؤثر كذلك في اﻷمور التي تفكر بها وذاكرتك وكيف تتخذ قراراتك. إنه يغير الطريقة التي ترى بها العالم حولك. وقد يكون الاكتئاب مختلفًا بين الرجال والنساء؛ إذ عادةً ما تشعر النساء بعدم القيمة والحزن والذنب، بينما يميل الرجال إلى الشعور بالتعب والانزعاج والغضب.

مرض الوسواس القهري

يجعلك هذا المرض (اضطراب الوسواس القهري) تشعر بالقلق ويعطيك أفكارًا ورغبات لا يمكنك إيقافها. فعلى سبيل المثال، قد تغسل يديك مرارًا وتكرارًا، وقد تشكّ بنفسك كثيرًا فتستغرق الكثير من الوقت لتنجز المهام البسيطة. وقد تصبح اﻷمور أسوأ عندما ينتقدك أحد ما لأن ذلك يعزّز توترك.

مرض ثنائي القطب

يسبب هذا المرض تغيرات حادة في المزاج تتجاوز كثيرًا التغيرات الطبيعية في الحياة اليومية. فعندما تكون في حالة مزاجية جيدة، قد تشعر بالتوتر وتتحدث بسرعة كبيرة وتأخذ مجازافات خطيرة. وعندما تكون في حالة مزاجية سيئة، قد تشعر بالقلق وانخفاض الطاقة وعدم القيمة. وقد تشعر بخليط من المزاجين في بعض اﻷحيان. ويمكن أن تعبث هذه التغيرات الشديدة بنومك وطاقتك وتجعل التفكير بوضوح أمرًا صعبًا.

مرض الفصام

يجعلك هذا المرض الذهني الخطير تسمع أصواتًا أو ترى أشياءً غير موجودة. وقد تؤمن بأمور لا أساس لها من الصحة. في البداية، قد لا تكون اجتماعيًا كما اعتدت أن تكون. وعندما يزداد الوضع سوءًا، يكون من الصعب الحفاظ على تسلسل أفكارك ما يجعل التحدث إلى الناس صعبًا. وقد تتصرف بطرق غير معهودة من الصعب التنبؤ بها أو السيطرة عليها.

  • ترجمة: سارة جمال
  • تدقيق علمي ولغوي: عبير ياسين
  • المصادر: 1