كل ما تحتاج معرفته عن الشقيقة الصامتة: من الأعراض إلى العلاج

ما هي الشقيقة الصامتة؟

تُعرف الشقيقة بأنها صداع نابض مصحوب بأعراض حسّية متعددة، كتشوش الرؤية، المعروفة بال Aura/الهالة.

أما الشقيقة الصامتة فهي حالة تظهر فيها أعراض الهالة من دون وجود ألم الصداع الذي يميّز الشقيقة العادّية.

حتى في غياب الصداع، يمكن لأعراض الشقيقة الصامتة أن تكون وخيمة لدرجة أنها تؤثر سلبًا على نمط حياتك.

وقد يوصي طبيبك بأدوية أو أجهزة لعلاج هذه الحالة، كما يمكنك الوقاية من نوبات الشقيقة هذه بتجنب العوامل المُهيّجة لها.

أعراض الشقيقة الصامتة

كما هو الحال في نوبات الشقيقة العادية، تتطور الشقيقة الصامتة على مراحل. يمكن أن يكون لديك أعراض تتوافق مع أي مرحلة من مراحل الشقيقة، ولكن في غياب الألم المعتاد الذي يتركز في منطقة الصدغين.

المرحلة البادِرية

تُعتبر هذه المرحلة بمثابة إشارة تحذيرية لبدء نوبة الشقيقة. تسبق المرحلة البادِرية الشقيقة الصامتة بمدة قد تصل إلى 24 ساعة، وتتضمن أعراضًا مثل:

سرعة الانفعال، وفرط النشاط، واشتهاء الطعام، والإعياء والتثاؤب، واضطرابات النوم، والحساسية المفرطة للضوء والصوت، وتشنج وتصلب خاصةً في عضلات الرقبة، وصعوبة في التركيز في الكلام أو القراءة، وزيادة عدد مرات التبول، والإمساك أو الإسهال.

مرحلة الهالة

بعد ذلك تستمر مرحلة الهالة لمدة تصل إلى ساعة، وتُعرف بأعراضها البصرية غير المألوفة، مثل:

رؤية خطوط متعرجة أو مموجة، ورؤية أضواء ساطعة، وظهور نقاط أو بقع في الرؤية، وفقدان الرؤية في مناطق معينة، وانحصار مجال الرؤية.

و يمكن أن تؤثر الهالة أيضًا على حواسك الأخرى، وحركتك، وكلامك، ومن الأعراض المحتملة:

صعوبة في السمع أو طنين في الأذنين، وصعوبة في الكلام، أو نسيان أو تلعثُم الكلمات، أو التمتمة عند محاولة التحدث، وأذواق او روائح غريبة، وخدر وتنميل، أو إحساس بالوخز، وضعف عام.

علامات جسدية أخرى للشقيقة الصامتة

مع أن رأسك لا يؤلمك، الا أن الشقيقة الصامتة تؤثر على جسدك في عديد من الطرق مثل:

اضطراب في المعدة أو قيء، رعشة أو قشعريرة، زكام أو سيلان في الأنف، دوار، حساسية للضوء أو الأصوات أو الروائح أو اللمس أو الحركة، وارتباك.

بعد النوبة، من المحتمل الشُعور بالإرهاق والتوعّك والأوجاع، على غرار الشعور بثمالة الكحول، وذلك لمدة تصل إلى يومين. لا تتبع جميع نوبات الشقيقة النمط نفسه حتى بالنسبة للشخص نفسه، يمكن أن تختلف الأعراض في كل مرة.

ما الذي يسبب هالة الشقيقة بدون صداع؟

الرأي الحالي للباحثين يفصل بين الهالة والألم ككيانين مختلفين.

في الماضي، اعتقد الخبراء أن الشقيقة كانت في الأساس مشكلة في تدفق الدم في الدماغ، أما الآن فيعتقدون أن الصُّداعات تشمل طريقة إطلاق الخلايا العصبية في الدماغ وكيفية ارتباط هذا النشاط بتدفق الدم.

يبدو أن الهالة، حالة ناتجة عن فرط تحفيز الخلايا العصبية ثم انخفاض نشاط الدماغ. ينتشر هذا الانخفاض عبر الطبقة العليا، أو القشرة، من دماغك. وغالبًا ما ينتقل من الجزء البصري من الدماغ (الفص القذالي) إلى جزء الإحساس بالجسم من الدماغ (الفص الجداري) إلى الجزء السمعي من الدماغ (الفص الصدغي). وهذا يعكس الأعراض البصرية والحسّية والسمعية الشائعة للشقيقة.

هل يؤثر الطقس على الشقيقة الصامتة؟

يُبدي بعض مرضى الشقيقة حساسيةً تجاه تقلبات الطقس. تتضمن المُهيجات المحتملة ذات الصلة بالطقس ما يلي:

*ضوء الشمس الساطع

*الرطوبة المرتفعة

*الانتقال من الطقس الحار إلى الطقس البارد (والعكس)

*الهواء الجاف

*العواصف الرعدية

*التغيرات في الضغط الجوي

تؤدي التغيّرات في الطقس إلى حدوث الشقيقة أو تفاقمها عن طريق تغيير مستويات المواد الكيميائية في الدماغ مثل السيروتونين.

مُهيجات الشقيقة الصامتة

تؤدي المُهيجات نفسها التي تسبب الشقيقة المؤلمة إلى إثارة الشقيقة الصامتة أيضًا. وتتضمن الأسباب الشائعة الأطعمة والمشروبات التالية:

*الأطعمة والمشروبات المحتوية على الكافيين.

*المشروبات الكحولية.

*الشوكولا.

*المكسرات.

*الأطعمة المُخللة.

*الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الحمض الأميني التيرامين، مثل النبيذ الأحمر والأجبان القديمة.

المُحليات الاصطناعية مثل الأسبارتام.

ويمكن أن يكون المهيج أيضًا عاملًا خارجيًا مثل:

*الأضواء الساطعة أو الوامضة.

*الضوضاء العالية.

*التغيرات الجوّية كالحرارة أو البرد الشديدين.

*التقلبات الهرمونية لدى النساء والأشخاص المصنفين كإناث عند الولادة (AFAB) خلال فترة الحيض أو الحمل أو انقطاع الطمث، أو أثناء تناول حبوب منع الحمل.

الاستخدام المُفرط لأدوية الصداع.

ويمكن أن تؤدي هذه المشكلات الصحية العامة أيضًا إلى الشقيقة:

*الإجهاد سواء كان بدنيًا أو عاطفيًا.

*قلة النوم.

*إهمال الوجبات.

*فقدان السوائل.

تشخيص الشقيقة الصامتة

يوصي مختصّو الصداع بتدوين يوميات مُفصّلة كخطوة ضرورية، مع محاولة تتبُّع كل ما تتناوله من طعامٍ وشرابٍ، والتغيُّرات في أنماط نومك أو مستويات الإجهاد، والمُهيّجات المحتملة الأخرى.

كذلك، دوّن أعراضك وأوقات بدايتها ونهايتها. ستُساعد هذه اليوميات وسجلُّك الطبيّ، طبيبك في الوصول إلى تشخيصٍ دقيق.

في بعض الحالات النادرة، تُشير الأعراض إلى مشكلة طبية أخرى أشدُّ خطورة، مثل السكتة الدماغية أو النزيف الدماغي. لاستبعاد هذه الاحتمالات، قد يحتاج طبيبك إلى إجراء المزيد من الفحوصات، مثل التصوير المقطعيّ أو التصوير بالرنين المغناطيسي، أو يحيلك إلى طبيب أعصاب لإجراء فحص متخصص.

علاج الشقيقة الصامتة والوقاية منها:

يتمحور العلاج حول تحديد العوامل المثيرة للشقيقة. فقد يقترح عليك الطبيب تدوين يوميات للصداع، تُسجَّل فيها ما تناولته أو قمت به قبل بدء الشقيقة. بعد ذلك، يمكنك محاولة تجنّب تلك المحفزات.

تتوفر أدوية وقائية وعلاجية للشقيقة، وتُستخدم الأدوية الوقائية للأشخاص الذين يعانون من نوبات الشقيقة المُتكررة. تشمل هذه الأدوية ما يلي:

*أدوية خفض ضغط الدم، بما في ذلك حاصرات بيتا مثل metoprolol (Lopressor) and propranolol (Inderal)، وحاصرات قنوات الكالسيوم مثل.

(Verelan) verapamil

* مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات مثل amitriptyline.

* الأجسام المضادة وحيدة النسيلة للببتيدات المرتبطة بجين الكالسيتونين (CGRP) مثل eptinezumab–aooe (Aimovig)، وfremanezumab-vfrm (Ajovy)، وgalcanezumab-gnlm (Emgality).

* جيبانتات مثل (atogepant (Qulipta، وrimegepant (Nurtec ODT).

* أدوية مضادة للنوبات مثل topiramate (Topamax) وvalproate.

* حقن OnabotulinumtoxinA (Botox).

وهذه الأدوية تعالج الشقيقة عند بدئها:

‏* Triptans / التريبتانات: مثل rizatriptan (Maxalt)، وsumatriptan (Imitrex).

‏* Dihydroergotamine (Migranal)

‏* Lasmiditan (Reyvow)

‏* Gepants / الجيبانتات: مثل rimegepant (Nurtec ODT)، وubrogepant (Ubrelvy)، وzavegepant nasal spray (Zavzpret).

*أدوية مضادّة للاكتئاب.

من الممكن أن تحتاج إلى تجربة أنواع متعددة من أدوية الشقيقة لاكتشاف الدواء الأنسب لك. بالإضافة إلى ذلك، من المهم أن تحافظ على نظام غذائي متوازن، والحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، وممارسة التمارين الرياضية معظم أيام الأسبوع، وتعلُّم كيفية التعامل مع التوتر.

الخلاصة

الشقيقة الصامتة هي حالة تسبب تغيرات في الرؤية وأعراضًا حسية أخرى، دون ألم الصداع المصاحب للشقيقة العادية. نفس العوامل التي تُثير صداع الشقيقة تسبب أيضًا الشقيقة الصامتة، بما في ذلك تغيّرات الطقس، والكافيين، والأضواء الساطعة. تبدأ إدارة الشقيقة الصامتة من خلال تحديد مُهيجاتك وتجنُّبها. وتتوفر العديد من الأدوية التي تساهم في الوقاية من هذه الحالة وعلاجها.

الأسئلة الشائعة حول الشقيقة الصامتة

كيف تبدو الشقيقة الصامتة؟

تتضمن الشقيقة الصامتة أعراضًا حسية، مثل الأضواء الوامضة أو الدوار، دون صداع.

هل يمكن أن يسبب الجفاف الشقيقة الصامتة؟

تتداخل المُحفزات التي تسبب الشقيقة الصامتة والشقيقة المصاحبة بصداع. ويعد الجفاف أحد محفزات الشقيقة المعروفة، لذلك من الضروري الحفاظ على رطوبة الجسم بشكل جيد عن طريق شرب كمّيات كافية من السوائل.

ما الفرق بين الشقيقة الدهليزية والشقيقة الصامتة؟

الشقيقة الدهليزية هي نوع من أنواع الشقيقة التي تسبب الدوار. على عكس الشقيقة الصامتة، فإن الشقيقة الدهليزية اضطراب وراثي يحدث في العائلات، ويسبب صداعًا نابضًا.

ما الفرق بين الشقيقة الصامتة والشقيقة المعقدة؟

تُعرف الشقيقة المعقدة بأنها صداع نابض بالإضافة إلى أعراض مثل الغثيان، والحساسية للضوء والصوت، والتنميل، والضعف، وصعوبة الكلام. يوجد اسم آخر للشقيقة المعقدة هو الشقيقة المصحوبة بهالة.

هل الهالة بدون صداع سببٌ للقلق؟

في حين أن نوبة الشقيقة قد تكون مُقلقة، إلا أنها لا تُعتبر عمومًا خطيرة أو مُهددة للحياة.

ما هي الشقيقة بدون هالة؟

تتميز الشقيقة بدون هالة بصداع نابض يحدث دون علامات تحذيرية سابقة مثل الاضطرابات البصرية أو التغيرات الحسية الأخرى. وهي الشكل الأكثر انتشارًا من الشقيقة.

  • ترجمة: Basil Albayati
  • تدقيق علمي ولغوي: فريال حنا
  • المصادر: 1