كيف يؤثر الميكروبيوم الفموي على التدهور المعرفي وصحة الدماغ؟

الملخص: تؤثر النظم البيئية الميكروبية الفموية على الوظائف المعرفية مع التقدم في العمر؛ فالبكتيريا المرضية مرتبطة بالإصابة بالتدهور المعرفي، غير أن الباحثين توصلوا إلى وجود بكتيريا نافعة تسمى النيسيريا، وهي بكتيريا ترتبط بتحسن الذاكرة والانتباه، على عكس البكتيريا الضارة مثل البورفيروموناس التي ترتبط بحدوث اختلال معرفي خفيف. وقد أوضحت تلك النتائج أن اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة التي تحتوي على النيترات يمكنه أن يقوّي عمل البكتيريا النافعة ويعزّز صحة الدماغ. إضافةً إلى ذلك، قد تكشف المزيد من الأبحاث عن الآلية التي يمكن أن تساعد بها هذه التدخلات الصحية الفموية في تأخير الإصابة بالتدهور المعرفي، كذلك الحد من الإصابة بأمراض مثل الخرف أو الزهايمر.
الحقائق الرئيسية:
· الاتصال الميكروبي: تدعم البكتيريا الفموية النافعة مثل النيسيريا الوظائف المعرفية، فيما تُنبئ البكتيريا الضارة مثل البورفيروموناس بالإصابة بالتدهور المعرفي.
· التأثير الغذائي: يعزز اتباع نظام غذائي غني بالنيترات عمل البكتيريا الفموية النافعة المرتبطة بنتائج معرفية أفضل.
· الرابط الجيني APOE4: ترتبط البكتيريا الضارة مثل بريفوتيلا إنترميديا بأليل APOE4 المعروف بأنه عامل خطر للإصابة بمرض الزهايمر.
تبعًا لإحدى الدراسات، تؤثر النظم البيئية الميكروبية الفموية على الوظائف المعرفية مع التقدم في العمر؛ ولتدخلاتٍ مثل البربيوتيك إمكانية في تأخير الإصابة بالتدهور المعرفي. إذ يصاب نحو 15% من البالغين الأكبر سنًّا باختلال معرفي خفيف، وهو أكبر عامل خطر يهدد بالإصابة بالخرف أو الزهايمر، وثبت وجود صلة بين الإصابة بالتهاب دواعم الأسنان المعروف بمرض اللثة وسوء الوظائف المعرفية. فقد حدّد الباحثون رابطين محتملين بين الفم والدماغ وهما: يمكن للبكتيريا الفموية المرضية أن تدخل في مجرى الدم ومن ثم تصل إلى الدماغ، أو أنها تحل محل البكتيريا المختزلة للنيترات التي تساعد على إنتاج أوكسيد النيتريك الذي يحتاجه الدماغ من أجل اللدونة المشبكية والتعزيز طويل الأمد (LTP).
وصّفت آني فانهاتالو وزملاؤها الميكروبيوم الفموي لدى 115 مشارك، وتوصّلوا إلى أن 55 منهم شخصًا مصاب بالاختلال المعرفي المعتدل. ويحمل بعضهم أليل البروتين الدهني E4 [يُعرف اختصارًا بأليل (APOE4)] الذي يزيد من خطر الإصابة بالتدهور المعرفي ومرض الزهايمر.
ارتبطت الزيادة النسبية للبكتيريا من نوع نيسيريا بتحسن الوظائف التنفيذية والانتباه البصري في المجموعة المصابة بالاختلال المعرفي المعتدل. كذلك ارتبطت هذه الزيادة بتنشيط عمل الذَّاكرة العاملة في المشاركين الأصحاء.
أما ارتفاع نسبة البكتيريا من نوع البورفيروموناس، فإنه يُنبئ بالإصابة بالاختلال المعرفي المعتدل، فيما تُنبئ البريفوتيلا إنترميديا بحمل أليل (APOE4).
وفقًا لمؤلفي الدراسة، يمكن للنظام الغذائي المتبع أن يؤثر على الميكروبيوم الفموي. فالنظام الغذائي الغني بالنيترات، مثل النظام الغذائي المتوسطي وغيره من النظم المتبعة لوقف ارتفاع ضغط الدم، يعزّز البكتيريا المرتبطة بنتائج معرفية أفضل.
وإليكم المزيد عن أخبار الأبحاث التي أُجريت في مجالَيْ المعرفة وعلم الأعصاب.
ملخص
الميكروبيوم الفموي والمؤشرات الحيوية لأوكسيد النيتريك في البالغين الأكبر سنًّا المصابين بالاختلال المعرفي المعتدل والحاملين للنمط الجيني APOE4
يُعدّ صميم البروتين الدهني المعروف اختصارًا بالنمط الجيني (APOE4) ونقص أوكسيد النيتريك (NO) عاملي خطر للإصابة بالتدهور المعرفي المرتبط بالتقدم في العمر، في حين يلعب الميكروبيوم الفموي دورًا حيويًّا في الحفاظ على التوافر الحيوي لأوكسيد النيتريك أثناء الشيخوخة.
كان الهدف من هذه الدراسة تقييم التفاعلات بين الميكروبيوم الفموي، والمؤشرات الحيوية لأوكسيد النيتريك، والوظائف المعرفية في 60 مشاركًا مصابًا بالاختلال المعرفي المعتدل (MCI) وفي 60 آخرين من الأصحاء وذلك باستخدام شبكة تحليل التواجد المشترك للجِّينات المرجحة لإجراء مقارنة بين الحاملين للنمط الجيني APOE4 وغير حامليه في مجموعة فرعية مكونة من 35 مشاركًا من المصابين بالاختلال المعرفي المعتدل.
ففي مجموعة المصابين بالاختلال المعرفي المعتدل، كان الارتفاع النسبي للنيسيريا مرتبطًا بمؤشراتٍ على أداء الوظائف المعرفية بصورة أفضل (تأثير ستروب، rs =0.30, P=0.33) والانتباه البصري (صنع المسار، P=0.05، rs=-0.03)، بينما ارتبط في الأصحاء بتنشيط الذاكرة العاملة (اختبار الامتداد الرقمي، rs= 0.26, P=0.04). كما ارتبط ارتفاع المستدمية بمعدل (rs=0.38,P=0.01) والمستدمية نظيرة النزلية بمعدل (rs=0.32, P=0.03) بالنيسيريا التي تتصل بنتائج أفضل في أداء الوظائف التنفيذية (تأثير ستروب) في المجموعة المصابة بالاختلال المعرفي المعتدل.
لم يكن هناك اختلاف يذكر في النيترات (P=0.48) أو تركيزه (P=0.84) في كلتا المجموعتين، غير أن حجم التأثير الناجم عن تحليل التمييز الخطي Linear Discriminant Analysis اعتبر البورفيروموناس منبئًا للإصابة بالاختلال المعرفي المعتدل فيما تعد البريفوتيلا إنترميديا منبئًا لحمل جين APOE4 .
وقد أكدت النتائج الرئيسية لهذه الدراسة أن الانتشار الأكبر لبكتيريا البريفوتيلا إنترميديا الفموية مرتبطٌ بارتفاع خطر التعرض الجيني للإصابة بمرض الخرف لدى الأفراد المصابين بالاختلال المعرفي المعتدل قبل تشخيصه لديهم، الأمر الذي يستدعي إجراء تدخلات تعزز من وجود النيسيريا–المستديمة الفموية فيما تُكبَت الوحدات التي تهيمن عليها البريفوتيلا، ومن ثم يمكن بذلك تأخير الإصابة بالتدهور المعرفي.

  • ترجمة: زينب محمد الأصفر
  • تدقيق علمي ولغوي: عبير ياسين
  • المصادر: 1