متى يمكنك البدء في التحدث إلى الروبوتات

جوجل هي الأحدث في دمج تقنية النماذج اللغوية الكبيرة بالروبوتات، هذا الاتجاه له تداعيات كبرى.

أصدر جوجل إعلانًا مفاجئًا إلى حدّ ما، لقد أطلق نسخة من نموذج الذّكاء الاصطناعيّ الخاصّ به الذي يطلق عليه جيميناي (Gemini)، والذي يمكنه فعل أشياء ليس فقط في عالم التّكنولوجيا الرّقميّة لروبوتات الدّردشة والبحث في الإنترنت ولكن أيضًا هنا في العالم الحقيقيّ عبر الرّوبوتات.

تدمج روبوتات جيميناي قوّة النّماذج اللّغويّة الكبيرة بالاستدلال المكانيّ؛ ممّا يتيح لك إعطاء ذراع روبوتيّة أمرًا مثل “ضع العنب في الوعاء الزّجاجي الشّفاف”.

يصفي النّموذج اللّغوي الكبير هذه الأوامر، وهذا يحدّد الهدف المقصود ممّا تقوله، ومن ثمّ يقسمها إلى أوامر يمكن للرّوبوت تنفيذها.

لمزيد من التّفاصيل عن كيفيّة عمل كلّ ذلك، اقرأ القصّة كاملة من زميلي سكوت موليجان.

لعلّك تتساءل إذا كان هذا يعني أنّ بيتك أو مكان عملك سيمتلئ ذات يوم بالرّوبوتات التي تصدر لها الأوامر، سنعرف المزيد عن ذلك قريبًا.

ولكن أوّلًا، من أين أتى هذا؟ لم تُحدث جوجل حتّى الآن تطوّرات كبيرة في عالم الرّوبوتات.

استحوذت شركة Alphabet على بعض الشّركات النّاشئة خلال العقد الماضي، لكنّها في عام 2023 أغلقت وحدة تعمل على روبوتات لحلّ المهام العمليّة مثل تنظيف القمامة.

على الرّغم من ذلك، فإنّ خطوات الشّركة لإدخال الذّكاء الاصطناعيّ إلى العالم الحقيقيّ عبر الرّوبوتات تتّبع النّهج ذاته الذي وضعته الشّركات الأخرى خلال العامين الماضيين (يجب أن أُشير بتواضع أنّ هذا الأمر لطالما توقّعته مجلّة MIT Technology Review).

باختصار، يتقارب اتّجاهان من اتّجاهين متعاكسين: تستفيد شركات الرّوبوتات باستمرار من الذّكاء الاصطناعيّ، وعمالقة الذّكاء الاصطناعيّ يصنعون الرّوبوتات الآن.

على سبيل المثال، شركة OpenAI – التي أغلقت فريق الرّوبوتات الخاصّ بها في عام 2021 – شرعت في مسعى جديد لصنع روبوتات بشريّة هذا العام.

أعلنت شركة Nvidia – العملاقة في صناعة الرّقائق – في شهر أكتوبر أنّ الموجة القادمة من الذّكاء الاصطناعيّ ستكون “للذّكاء الاصطناعيّ الفيزيائيّ”.

هناك طرق عديدة لإدخال الذّكاء الاصطناعيّ في الرّوبوتات، بدءًا من تطويرها وتدريبها على كيفيّة أداء المهام، لكن استخدام النّماذج اللّغوية الكبيرة لإعطاء التّعليمات والأوامر كما فعلت شركة جوجل كان مثيرًا للاهتمام بوجهٍ خاصّ.

هذه ليست المرّة الأولى، لقد انتشرت الشّركة النّاشئة Figure انتشارًا واسعًا منذ عام بسبب فيديو حيث يعطي البشر تعليمات إلى روبوت بشريّ عن كيفيّة ترتيب الأطباق ووضعها في مكانها.

في الوقت ذاته تقريبًا، تفرّعت شركة ناشئة تُدعى Covariant عن شركة Open AI وصنعت شيئًا مشابهًا للأذرع الرّوبوتيّة في المستودعات. لقد رأيت عرضًا توضيحيّا حيث يمكنك إعطاء الرّوبوت تعليمات عبر الصّور أو النّصوص أو الفيديو للقيام بأشياء مثل نقل كرات التّنس من هذه السّلّة إلى تلك.

لقد استحوذت شركة أمازون على Covariant بعد خمسة أشهر فقط.

عندما ترى مثل هذه العروض التّوضيحيّة، لا يسعك إلّا أن تتساءل: متى ستأتي هذه الرّوبوتات إلى أماكن عملنا؟ وماذا عن منازلنا؟

إذا كانت خطط شركة Figure تعطي دليلًا واضحًا؛ لكانت الإجابة على السّؤال الأخير هي قريبًا.

أعلنت الشّركة يوم السّبت أنّها تبني منشأة تصنيع كبيرة الحجم مُعَدّة لإنتاج 12000 روبوت بشريّ سنويًّا.

لكن تدريب الرّوبوتات واختبارها ما زال يستغرق وقتًا طويلًا، خاصّةً للتّأكّد من سلامتها في الأماكن التي تعمل فيها بالقرب من البشر.

على سبيل المثال: تَدّعي شركة Agility Robotics – المنافسة لشركة فيجور – أنّها الشّركة الوحيدة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة التي لديها عملاء يدفعون مقابل الرّوبوتات البشريّة الخاصّة بها، لكن معايير السّلامة الصّناعيّة للرّوبوتات البشريّة التي تعمل بجانب النّاس لم تتشكّل بالكامل بعد؛ لذلك يجب أن تعمل روبوتات الشّركة في أماكن منفصلة.

على الرّغم من التّقدّم المحرز مؤخّرًا؛ لهذا السّبب ستكون منازلنا هي الجبهة الأخيرة.

إنّ منازلنا فوضويّة ولا يمكن التّنبّؤ بها مقارنةً بأرضيّات المصانع. يتكدّس الجميع في أماكن ضيّقة نسبيًّا.

حتّى أنّ نماذج الذّكاء الاصطناعيّ الرّائعة مثل روبوتات جيميناي ما زالت تحتاج لخوض اختبارات عديدة في العالم الحقيقيّ وفي المحاكاة، تمامًا مثل السّيّارات ذاتيّة القيادة.

قد تُحدِث هذه الاختبارات في المستودعات والفنادق والمستشفيات، حيث قد تحتاج الرّوبوتات للمساعدة من مشغلين بشريّين عن بعد، ستحتاج إلى وقت طويل قبل منحها الامتياز لترتيب أطباقنا.

  • ترجمة: نوران صلاح الدين
  • تدقيق علمي ولغوي: ريمة جبارة
  • المصادر: 1