لماذا كرات التنس مغطاة بالزغب؟

لماذا كرات التنس مغطاة بالزغب؟

أنت كعاشق للتنس، ألم تتساءل يومًا عن السبب الذي يدفع المحترفين إلى فحص كرات التنس الجديدة قبل استخدامها؟ هل يختلسون بعض الدقائق للتفكير في استراتيجية ما، أم يبحثون عن اسم الشركة المصنعة، أم يا ترى يتفقدون حالها خوفًا من وجود عطب ما؟

الحقيقة لا شيء مما سبق ذكره هو السبب. فهم وبكل بساطة يحدقون باهتمام في الزغب الذي يغلف الكرة.

كما هو معروف وعلى العكس من كرات السلة وكرة القدم وكرة القدم الأمريكية، تأتي كرات التنس مزينة بطبقة خارجية من الوبر. تخدم هذه الخصلات – دون تورية – غرضًا من شدة أهميته يضعه اللاعبون في اعتبارهم عندما تكون المباراة أو حتى مسيرتهم المهنية على المحك.

بالمعنى الدقيق للكلمة، لا يستخدم اسم الوبر لوصف ذلك الشيء الموجود على كرات التنس، وإنما يطلق عليه اسم الزغب، وهو غطاء يُضاف إلى كرة مطاطية مضغوطة في أثناء عملية التصنيع، (وهو مكون من قطعتين تمنحان الكرة طبقاتها المألوفة). يصنع من الصوف أو النايلون أو القطن أو مزيج منها جميعًا، ويعمل هذا الزغب على زيادة السحب الديناميكي الهوائي على سطح الكرة، مما يُبطئ حركتها بشكل كبير.

على سبيل المثال، قد تبدأ ضربة الإرسال بالكرة وهي تتحرك بسرعة150 ميلًا في الساعة. وبحلول الوقت الذي تلامس فيه مضرب الخصم، يكون السحب المتزايد قد خفض سرعتها إلى 50 ميلًا في الساعة فقط.

وليس هذا وحسب، إذ يُنشئ الزغب أيضًا موجة هواء خلف الكرة مما يزيد من دورانها الخلفي أو العلوي، وهذا يجعلها أقل قابلية للتنبؤ ويجبر اللاعبين على الرد بناءً على كيفية ضرب خصمهم للكرة، وتساعد هذه المادة مضارب التنس على التلامس الآمن مع سطح الكرة، الأمر الذي يمنح اللاعب مزيدًا من التحكم والدقة. وبالتالي، يعتبر الزغب عاملًا أساسيًا في تسهيل لعبة التنس.

لأن الكرة المطاطية العارية دون زغب ستتحرك بسرعة كبيرة جدًا تصعب معها استجابة اللاعبين لها. ومن المرجح أيضًا أن تتحرك بسرعة كبيرة جدًا للحد الذي لن يُمكِّن المتفرجين من تتبع الكرة بأعينهم بسهولة.

واعتمادًا على الإرسال، يمكن للكرة الخالية من الزغب أن تُستخدم أيضًا كمقذوف، بحيث تكون إصابة اللاعب الذي يحاول إرجاع الكرة مؤكدة. وقد يجد تنس القتال جمهورًا، إلا أن هذا ليس بالضبط ما يُخطط له القائمون على بطولة ويمبلدون.

إذا كانت جميع كرات التنس ذات زغب، فلماذا يُكلف اللاعبون أنفسهم عناء النظر إليها؟

الأمر متعلق بمدى تماسك هذا الزغب. إذ تتميز الكرات الجديدة تمامًا بزغب ناعم ومسطح يكسب الكرة قدرة على التحرك بشكل أسرع. وهذا مايفضله بعض اللاعبين، خاصةً عند الإرسال. وقد يُفضل آخرون كرة أقدم قليلًا ذات زغب أكثر رقةً للحفاظ على تحكم أكبر بالكرة.

في القرن التاسع عشر، كانت كرات التنس تُغطى بالفلانيل. أما اليوم، فقد اختلفت تقنيات التصنيع، إذ يستخدم ويلسون، أحد أشهر الأسماء في عالم التنس، غطاءً من اللباد مصنوعًا من ثلثين من الصوف وثلث من النايلون. (الصوف أكثر قدرة على الحفاظ على شكله). تُجفف الحرارة المادة اللاصقة، وعملية الغسل تعيد الزغب إلى سُمكه الكامل، والذي ربما يكون قد تعرض لبلل في أثناء التجميع. الآن الكرة جاهزة للملعب. وليتسنَّ للناس الجدال حول ما إذا كانت صفراء أم خضراء.

  • ترجمة: رجاء الغيثي
  • تدقيق علمي ولغوي: فريال حنا
  • المصادر: 1