
إحدى عشرة رائحة تتلاشى ببطئ
لا شيء يمكن أن يثير الذاكرة بشكل غير متوقع مثل الرائحة.
زيت القرنفل ينقلك على الفور إلى عيادة الأسنان. أقلام “كرايولا” تعيدك إلى المدرسة الابتدائية. لكن بعض العطور تتلاشى بفضل التكنولوجيا واللوائح السلامة. كم عدد من هذه الروائح تفتقد؟
-آلة النسخ:
آلة النسخ المعروفة أيضًا باسم آلات “ديتو”، أنشأها فيلهلم ريتزرفيلد في برلين في عشرينيات القرن الماضي. بالنسبة للأطفال في عصر معين، كانت تجربة شمية ممتعة كلما وزع المعلم أوراق النسخ الأرجوانية الطازجة من الآلة على الصف. كان كل طالب تقريبًا يمسك الصفحة فورًا بالقرب من وجهه ويستنشق بعمق. كان هناك شيء مبهج للغاية في الرائحة التي تنبعث من سائل الطباعة، وهو خليط قائم على الميثانول. آلات “ديتو” -والرائحة الفواحة التي كانت تخلقها- أصبحت الآن عتيقة.
-حرق الأوراق:
كان مؤشرًا شائعًا على أن الخريف يوشك على الانتهاء وأن الشتاء سيكون قريبًا هو الهواء النقي المملوء برائحة حرق الأوراق. كانت النسيم يحمل بعض البرودة عندما جاء أكتوبر، وغالبًا ما كان سطح الأرض مغطى بطبقة رقيقة من الصقيع، لكن الدخان المنبعث من كومة الأوراق التي كان يبدو أن الجميع في الحي كان يتمتع برائحة دافئة ومريحة.
أثارت مخاوف التلوث قضايا أدت إلى فرض حظر على الحرق المفتوح في البلديات الأمريكية ابتداءً من أواخر الستينيات، واليوم يشجع السكان على كنس الأوراق وتجميعها في أكياس أو استخدامها كسماد. بالطبع، فإن أكوام الكمبوست لها رائحتها الخاصة، لكنها ليست جذابة بشكل خاص.
-عوادم الديزل:
لا تشم رائحة حافلات المدينة والشاحنات نصف المقطورة كما كانت تفعل في السابق عندما تتسارع في صباح بارد. هناك الكثير من الناس الذين كانوا يتمتعون فعلاً برائحة العوادم السوداء القديمة التي كانت هذه المركبات تطلقها. لكن تقليل محتوى الكبريت في وقود الديزل جنبًا إلى جنب مع تقليل التحفيز الانتقائي أعطى مولدات الديزل اليوم رائحة تشبه نوعًا ما رائحة بول القطط.
-فيلم بولارويد المفتوح حديثًا
أوقفت بولارويد إنتاج أفلامها الفورية عام 2008. كانت العبوات المصنوعة من رقائق الألومنيوم تُنتج رائحة كيميائية حلوة عندما تفتح لأول مرة. كانت، في الواقع، “رائحة” التصوير الرسمية للعديد من الأطفال الذين كانت كاميرتهم الأولى من بولارويد. في هذه الأيام، يعود الفيلم الفوري مجددًا -وكذلك تلك الرائحة الفورية- ولكنها لن تكون بنفس الانتشار الذي كانت عليه من قبل.
-أقلام التحديد السحرية
سُوِّق القلم السحري ذو الزجاجة الكلاسيكية لأول مرة في عام 1952، وحتى أوائل التسعينيات، وكانت تركيبة الحبر تحتوي على مواد مثل التولوين والزيلين، وهما مذيبان لهما رائحة مميزة (وليست غير سارة)، وأيضًا يحتويان على خواص مسكرة عند استنشاقهما. أما أقلام التحديد الدائمة اليوم فتحصل على لونها من أحبار قائمة على الكحول أقل رائحة.
-بطاقات العلكة
توقفت شركة توبيس عن تضمين قطعة من العلكة الصلبة، والتي يصعب مضغها، في بطاقاتها التجارية في أوائل التسعينيات، عندما أصبح عدد جامعي البطاقات أكثر من عدد الأطفال الذين يشترون المنتج وصاروا يشكون من التصاق العلكة وتلف البطاقة المجاورة لها. (كما قالت إحدى الصحف، “إن البالغين الذين أخرجوا الطفولة من النشاط الخالي من الهموم لجمع بطاقات البيسبول قد حققوا انتصارهم النهائي”) لذا فإن الأطفال اليوم يحصلون على بطاقات بحالة ممتازة مقابل أموالهم، لكنهم يفتقدون إلى رائحة العلكة المميزة التي كانت تتصاعد من العبوة عند فتحها (ومن البطاقات عندما كانت جديدة تمامًا).
-مسدسات الألعاب
حتى لو لم يكن لديك مسدس لعب جاهز (كالذي يشتريه الأطفال في الأعياد ويصدر صوتًا عاليًا)، كان من السهل (وإن كان خطرًا بعض الشيء) “إطلاق” الطلقات عن طريق ضربها بمطرقة أو حتى بصخرة. رائحة الكبريت الناتجة عن انفجار الطلقة هي رائحة أخرى تعيد إلى الأذهان على الفور ذكريات الأيام الصيفية التي قضيناها في لعب دور الشرطة واللصوص.
.
-رائحة السيارة الجديدة القديمة
الرائحة التي نشمها اليوم عند استلام مجموعة جديدة تمامًا من العجلات تختلف تمامًا عن رائحة السيارة الجديدة التي كانت موجودة منذ زمن طويل. تأتي الكثير من هذه الرائحة من انبعاث الغازات من المواد الاصطناعية، والبلاستيك، والإضافات الكيميائية المستخدمة في المركبات الحديثة. في عام 1960، كانت السيارة الأمريكية المتوسطة تحتوي على حوالي 20 رطلاً من البلاستيك؛ وفي عام 2021، تم تقدير هذا الرقم بـ 411 رطلاً. وهذا يمكن أن يجعل الروائح متغيرة بشكل كبير. في عام 2003، أخذ كاتب من مجلة “كار آند درايفر” خبير نبيذ لتجربة رائحة السيارات ووجد أن “سيارات بينتلي ورولز رويس تنبعث منها رائحة جلد تنعش الرأس. أما السيارات الأقل تكلفة فتشير رائحتها إلى أنها جديدة مثل ستائر الاستحمام الجديدة أو السجاد المربوط حديثًا”. ولكن من الأفضل على الأرجح تجنب تكرار تلك التجربة- فبينما وجدت دراسة أُجريت في عام 2007 أنه لا يوجد سبب للقلق من المركبات العضوية المتطايرة، أشارت دراسات أخرى إلى أن هناك مخاطر صحية.
-إلكترونيات الأنابيب المفرغة
أجهزة التلفاز القديمة والراديوهات التي كانت مليئة بالأنابيب بدلاً من الترانزستورات كانت تطلق رائحة “دافئة” أو رائحة محرك ساخن عندما تسخن. إذا لم تكن دقيقًا بشكل خاص في تنظيف الغبار، فسوف يتجمع غبار ناعم على الأجهزة الداخلية ويضيف رائحة احتراق خفيفة إلى المزيج. كان لمشروعات الأفلام القديمة المستخدمة في المدارس رائحة مماثلة بمجرد أن تبدأ المصباح الداخلي في الاشتعال لفترة من الوقت.
-دليل الهاتف
شكرًا لجوجل، قلة من الأشخاص لا يزالون يسمحون لأصابعهم بالتجول عبر الصفحات الصفراء عند البحث عن رقم هاتف أو عنوان. في السابق، كان لدى معظم المنازل والمكاتب كومة صغيرة من أدلة الهاتف السميكة (على سبيل المثال، في منطقة مترو ديترويت، كان هناك كتب منفصلة لدنيس، ومناطق شرق، ونورث وودوارد، ودونرايفر) التي كانت تُستخدم بانتظام. ورق اللب الرخيص بالإضافة إلى الحبر والغراء في التثبيت أعطى هذه الكتب الضخمة رائحة أكثر عفونة ورقية مقارنة برواية غلاف عادي.
-غبار الطباشير
الطباشير -والروائح المرتبطة بغباره- تتلاشى شيئًا فشيئًا. مثل طعام المقصف ولصق المكتبة، كانت رائحة غبار الطباشير تعني ببساطة المدرسة. مع استخدام العديد من الفصول الدراسية للألواح البيضاء، فإن حواف الألواح السوداء التي تحتوي على أكوام من البودرة البيضاء أصبحت على وشك الانقراض.
- ترجمة: ريم الأحمد
- المصادر: 1