بدأت ناسا بتسريح الموظفين بعد انخفاض ميزانيتها

مهمة عودة عينة من المريخ التابعة للوكالة في طريقها إلى الزوال.

ضربت التخفيضات في الميزانية الفيدرالية وكالة ناسا بشدة، ونتيجةً لذلك أفادت تقارير بأن مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة الفضاء سرّح 100 متعاقد الأسبوع الماضي، حسبما ذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز، مما قد يجبرها على تقليص مهمتها الطموحة للغاية المتمثلة بإعادة عينة من المريخ (MSR).

في الأسبوع الماضي، أخبرت مديرة مختبر الدفع النفاث لوري ليشين الموظفين أن جهود ناسا لإعادة العينات من المريخ إلى الأرض قد تصل إلى 300 مليون دولار فقط هذا العام، أي ما يزيد قليلاً عن ثلث ميزانية 2023 البالغة 822 مليون دولار وأقل من ثلث الميزانية التي طلبتها إدارة بايدن.

عانت البعثة بالفعل من عدم اليقين بشأن الميزانية؛ ففي يونيو/حزيران، ظهرت تقارير تفيد بأن تكاليف البعثة الطموحة كانت تتزايد بسرعة، مما أثار قلق المسؤولين.

وفي أكتوبر/تشرين الأول، بدأت ناسا بإعادة تقييم بنية البعثة بعد أن وجد مجلس مراجعة مستقل أن الميزانية والجدول الزمني الحالي ‘غير واقعيين’.

وليست مهمة MSR وحدها التي قد تتضرر في نهاية المطاف، إذ كتبت ليشين في رسالة بريد إلكتروني داخلية: “إن التكيف مع مثل هذا الانخفاض الكبير في الميزانية في عام واحد سيكون مؤلماً. كما أنه من المرجح أن يكون هناك تأثيرات على القوى العاملة في مختبر الدفع النفاث في شكل تسريح العمال، والطريقة التي يتم بها تنفيذ إجراءات القوى العاملة في مختبر الدفع النفاث تعني أن التأثير لن يقتصر على MSR”.

ووفقًا للبريد الإلكتروني، أمرت ناسا مختبر الدفع النفاث بإيقاف مشروع رئيسي ضمن مهمة MSR.

أما عن المهمة، فهي عبارة عن جهد مشترك معقد للغاية مع وكالة الفضاء الأوروبية، تتضمن إطلاق عينات جُمعت من قبل مركبة بيرسيفيرنس التابعة لناسا على الكوكب الأحمر إلى مدار المريخ، حيث ستلتقطها مركبة فضائية منفصلة لتعود بها إلى الأرض في أوائل إلى منتصف ثلاثينيات القرن العشرين.

ومنذ ذلك الحين، قام مختبر الدفع النفاث بتجميد التوظيف وإيقاف العمل على نظام الالتقاط والاحتواء والاسترجاع الخاص بالمهمة، والذي تم تصميمه لالتقاط العينات في المدار وإعادتها إلى الأرض.

أعرب المُشرّعون للقانون عن استيائهم من التخفيضات في الميزانية، إذ قال النائب آدم شيف (ديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا) لصحيفة لوس أنجلوس تايمز: “إن قرار ناسا الأحادي وغير المسبوق بقطع التمويل عن بعثة العودة إلى المريخ قبل أن ينتهي الكونغرس من عملية تخصيص الاعتمادات، له عواقب مدمرة في العالم الحقيقي. حُدِّدَت هذه المهمة الحاسمة كأولوية علمية قصوى لناسا من خلال المسح العشري الذي أجرته، والتراجع الآن سيؤدي إلى التخلي عن الريادة الأمريكية المهمة في علوم الفضاء”. مشيرًا إلى ندوة وطنية حول المشاريع الفضائية التي يجب تحديد أولوياتها خلال السنوات العشر القادمة.

إلا أن المشرعين المسؤولين عن ميزانية وكالة ناسا لم يرفضوا جهود ناسا للعودة إلى القمر، وخصصوا لها مبلغ 7.91 مليار دولار المطلوب للسنة المالية الحالية.

  • ترجمة: ايمان عزيزة
  • تدقيق علمي ولغوي: روان نيوف
  • المصادر: 1