مخاطر التسرّع في العلاقات العاطفية
فهمُ الإيموفيليا وروابطها مع الثالوث المظلم.
جميعنا لدينا هذا النّوع من الأصدقاء الذين نجدهم دائمًا في علاقةٍ عاطفية، يقفزون من علاقة إلى أخرى بسرعة. لكن بحسب بحثٍ أُجريَ وجد أن هؤلاء الناس يضحّون بالنوعيّة على حسابِ الكميّة.
البحث عن الحب في الظلام “شغفُ العاطفة”
يناقش “جاكلين ليتشوجا/ Jacqueline Lechuga” و”دانييل إن جونز/ Daniel N. Jones” مفهوم “الإيموفيليا”: (وهي سمةٌ تتميّز بالوقوع في الحب بسرعةٍ وسهولة، والانجذاب إلى شركاء محتملين بسمات الثّالوث المظلم أو Dark Triad). يلاحظون خلال بحثهم أنّ “الإيموفيليا” تخلق ميلًا لتجاهل السلبيات والاندفاع إلى العلاقات، مما يعني اختيار الشركاء الخطأ.
يتكوّن الثالوث المظلم من السيكوباتية والنرجسية والميكيافيلية، وهي سمات شخصية يُعرِّفها المؤلّفون على أنّها سماتٌ ضارّة بين الأفراد، ولكن يعتبرها البعض جذّابة. وجد ليتشوجا وجونز في بحثهما أنّ الإيموفيليا لها علاقة قوية وفريدة من نوعها مع الانجذاب إلى الأشخاص الذين يتمتعون بسماتِ شخصية مظلمة. ولاحظوا أنّها كانت أفضل مقياس للانجذاب للأشخاص الذين كانوا يتمتعون بسماتٍ عالية من الثالوث.
وجد ليتشوجا وجونز خلال دراستين أنّ الأفراد ذوي العاطفة العالية كانوا منجذبين بقوّةٍ إلى أيّ شخص، بما في ذلك الأشخاص الذين كانوا يتمتعون بسمات عالية من الثالوث. وخلصوا إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الإيموفيليا، قد يتغاضون عن الجانب السلبي لسماتِ الشخصيّة المظلمة بسبب شعورهم بالحبّ المبكر أو حتى من الممكن أن يجدوا تلك السلبيات جذّابة.
اعترف ليتشوجا وجونز بالخطر المرتبط بالتورّط مع أفراد الثالوث، لأنّ سمات الشخصية المظلمة تتميز بأنّها سيئة في التعاطف ومتّصلة بجوهرٍ مشترك من القسوة والتلاعب، كما لاحظوا أنّ سمات الثالوث يُنظر إليها على أنها غير مرغوبٍ بها اجتماعيًّا بسبب ارتباطها بالسلوكيات المعادية للمجتمع. بالإضافة إلى ذلك، فهم يلاحظون أنّ الأشخاص الذين يتمتعون بسماتٍ عالية من أي سمات الثالوث وخاصّةً “السايكوباتيين”، عدوانيون في العلاقات قصيرة المدى باستخدامهم تكتيكات مثل الإقناع أو الإكراه. وأشاروا إلى أنّ سمات الثالوث قد ارتبطت بالسلوكيات التي تمكّن التنمر والاغتصاب.
البحث عن العلاقة السريعة
لاحظ ليتشوجا وجونز أيضًا وجود جوانب من الميكافيلية والنرجسيّة قد تساعد في الحصول على علاقة طويلة الأمد، إلّا أنّ سمات الثالوث عمومًا تجد النجاح في العلاقات قصيرة المدى أكثر من الطويلة. يجدون أنّ عددًا من الناس يعتبرون بعض سمات الثالوث مثل الميكافيلية والنرجسية جذّابة اجتماعيّاً ومفيدة في مواقفَ مختلفة. وبالتالي يدركون أنه على الرغم من أنّ سمات الثالوث مرتبطة عكسيّاً بطول العلاقة، إلا أنّ بنية هذه الشخصية قد تقدّم ميزةً تطوريّة.
ببطءٍ وثبات، أكثر أمانًا واقتناعًا
قد يؤدّي الاندفاع إلى العلاقات ببساطة إلى الكثير منها. صحيحٌ أنّ أهمّ الجوانب للارتباط الصحي والمُرضِيّ هو نوعّية الوقت الذي يُقضَى سويًّا وليس كميّته. لكنّ الأمر يستغرق وقتًا لمعرفة ما إذا كنت تقضي وقتًا ممتعًا بالفعل، وليس فقط وهم الإعجاب. كما يشهد العديد من العزّاب، إذا كانوا قد تحركوا ببطءٍ أكثر وكانت لديهم فرصة لقضاء بعض الوقت مع شريكهم في ظروفٍ مختلفة، لكانوا قد اكتشفوا السلبيات قبل ذلك بكثير.
الوقوع في الحب أمرٌ رائع، ويمكن أن يحدث بسرعةٍ لبعض الناس. ولكن من الواضح أن الوقوع في الحب ببطءٍ وثقة من المرجّح أن يؤدّي إلى النجاح في العلاقات.
- ترجمة: محمد ياسين
- تدقيق علمي ولغوي: روان نيوف
- المصادر: 1