الشخصيّة؛ سماتها وأنماطها وتحت أيّ نمط تندرج شخصيتك؟
ما سرّ تفرّدك عن غيرك؟
ميّز علماء النفس السمات الشخصية مسلّطين الضوء على أبرز خمس سماتٍ رئيسية.
ما السمات الشخصية التي تتغلغل في صميم كينونتنا؟
لدى كلّ شخصٍ منّا تصوّرٌ عن نوع شخصيّته ويعرف حقيقة كونه مفعماً بالحيوية أم متحفظاً، حسّاساً أم جَسوراً، وقد عُرّفت الشخصيّة طبقاً لعلماء النفس الذين سعوا جاهدين لمعرفة كينونتا، على أنها فوارق فرديّة تميّز طريقة تفكير الفرد وشعوره وتصرفه.
مقياس السمات الشخصية
بإمكانك العثور على العديد من الاختبارات على الإنترنت تدّعي أنّها قادرة على قياس نمط شخصيتك، والتي يفتقر معظمها إلى الأدلّة الواقعيّة، وإذا ما صادفت إحدى هذه الاختبارات التي تزعم حصر البشريّة كلّها وتصنيفها ضمن بضع فئات فمن الطبيعي القول أنّها اختبارات مبسّطة إلى أبعد الحدود. وبدلاً عن السعي لتصنيف الأشخاص ضمن فئات فإن علماء النفس يصبّون تركيزهم على سمات الشخصيّة، حيث توجد كلّ سمةٍ من السمات ضمن نطاقٍ تكون فيه هذه السمات مستقلة عن بعضها البعض والتي تشكّل مجتمعةً كوكبة لا حصر لها من أنماط الشخصية البشرية.
وبحسب أهمّ البحوث التي راهنت على السمات الشخصية فإن هذه السمات تندرج تحت أبرز خمس سمات رئيسية وهي:
- الانفتاح
- الاجتهاد
- الانبساطية
- التآلف
- العُصابيّة
وعلى الفور، بإمكانك تذكّر هذه السمات التي تمّ جمع واختصار أوائل حروفها في كلمة ‘OCEAN’ وكذلك كلمة ‘CANOE’.
ولقد تمَّ العمل على تطوير نظريّة السمات الخمس الرئيسية في سبعينيات القرن الماضي من قِبل فريقيّ أبحاث حيث تزعّم الفريق الأول كلّاً من: ‘Paul Costa’ و’Robert R. McCrae’ من المعاهد الوطنيّة للصحة، فيما ترأّس الفريق الثاني: ‘Warren Norman’ و’Lewis Goldberg’ ممثلين عن جامعة ‘Mitchigan’ في مدينة ‘Ann Arbor’ وجامعة ‘Oregon’ وذلك بحسب مجلة ‘Scientific American’.
إلى أي مدًى يمكننا أن نُعمِّمَ نظرية السمات الخمس؟
أظهرت الدلائل أنّ هذه السمات تنتقل بشكلٍ كامل عبر الثقافات، حيث وجدت دراسة أُجريَت عام 2005 برئاسة ‘McCrae’ ونُشرت في ‘Journal of Personality and Social Psychology’ أنّ نظرية السمات الخمس ذات أساس متشابه ضمن 50 دولة، كما وجدت دراسة أخرى تمّت عام 2017 ضمن 22 دولة ونُشرت في مجلّة ‘PLOS ONE’ أنّ تفاصيل السمات الشخصية كانت متماثلة إلى حدّ كبير.
وفي الواقع، ساهمت جنسيّة الفرد بنسبة 2% فقط في تكوين شخصيته. كما وأظهرت دراسة تمَّ تلخيصها في ‘National Library of Medicine’ عام 2021 مستهدفةً البالغين من أصل مكسيكي وجود رابطٍ ضئيل يجمع بين العوامل الديموغرافية الاجتماعية، مثل: ‘الجنس ومستوى التعليم ومعدل الذكاء’، وبين العوامل الثقافيّة.
ومع ذلك، هناك ثقافات لا ترى السمات البشرية من منظور السمات الخمس الرئيسية، فعلى سبيل المثال: وجدت دراسة أُجريَت عام 2013 ونُشرت في ‘Journal of Personality and Social Psychology’ أنّ قبيلة ‘Tsimane’ في بوليفيا والتي تعتمد في معاشها على الزراعة ترى أنّ الشخصية تتمحور حول سمتين فقط: ‘الولاء للجماعة والاجتهاد’، مما يدّل على احتمال كون السمات الشخصية الخمس الرئيسية نتاجاً ثانويّاً للعيش في المجتمعات الكبيرة المعقدة، في حين يتمايز الأشخاص في المجتمعات الصغيرة التقليدية بسماتٍ مغايرة. ويُرجِع عالم النفس من جامعة كاليفورنيا ‘Paul Smaldino’ وعالم الأنثروبولوجيا ‘Michael Gurven’ من جامعة ‘UC Santa Barbara’ في بحثٍ جرى عام 2019 السبب في ذلك لاحتمال كون المجتمعات التي تُوفّر المكانة الاجتماعية اللائقة بدرجةٍ أكبر تسمح بنشوء أنماطٍ أكثر من السمات الشخصية.
فإذا كنت نتاج مجتمعٍ صناعيّ واسع -وعلى الرغم من احتمال كون السمات الخمس الرئيسية قد لعبت دوراً في تكوين شخصيتك- فقد تتسم بسرعة الانفتاح والقدر الكبير من الاجتهاد ومقدارٍ معتدل من الانبساطية والكثير من التآلف وشبه انعدامٍ للعُصابية، أو ربما تكون مجتهداً لأقصى حد، انطوائياً بعض الشيء، عدائياً، وعُصابياً، وبالكاد تكون منفتحاً.
▪️وفيما يلي نوضّح ما تنطوي عليه كلّ سمةٍ من هذه السمات:
الانفتاح
وهو الانفتاح لخوض التجارب، فالأشخاص الأكثر انفتاحاً يستمتعون بالمغامرات، كما أنّهم فضوليّون ويقدّرون الفنّ والخيال وكل ما هو مبتكرٌ وجديد وشعارهم: “التنوّع هو جوهر الحياة”.
وعلى العكس تماماً، نجد أن الأشخاص الأقل انفتاحاً يفضّلون التمسك بعاداتهم ويتجنبون خوض تجارب جديدة، فهم غالباً لا يملكون شغفاً للمغامرة.
وبحسب بحثٍ جرى عام 2021 من قِبل ‘American Psychological Association’ وجد أن الانفتاح مقترنٌ بالذكاء اللغوي واكتساب المعرفة مدى الحياة. وكما أشار الفريق في بحثهِ فإن الأشخاص الأكثر انفتاحاً يتمتعون بالإبداع وموهبة لصنع فكاهة تتجاوز حدود الذكاء؛ أي أنّ خفّة ظلّهم ومرحهم تتعدى مجرّد كونهم أذكياء فقط.
الاجتهاد
يتّصف الأشخاص المجتهدون بكونهم منظّمين ومنضبطين ويمتلكون حسّاً عالياً بالمسؤولية، إضافةً لكونهم أهلًا للثقة، وجلّ تركيزهم نحو الإنجاز، ولأنّ التخطيط من سماتهم الأصيلة فيستحيل عليهم القيام برحلاتٍ حول العالم دون برنامجٍ ومسارٍ محدد لرحلاتهم.
أمّا الأشخاص الأقل اجتهاداً فهم أكثر عفوية، يعيشون بحرية مطلقة، وقد ينتهي بهم الأمر نحو اللامبالاة.
وطبقاً لما صرّح به باحثون في دراسةٍ جرت عام 2019 ونُشرت في ‘Proceedings of the National Academy of Sciences’ فإنّه من المحمود أن يتحلّى الفرد بالاجتهاد باعتباره صفةً مرتبطةً بالإنجاز سواءً في المدرسة أو العمل.
الانبساطيّة
الانبساطيّة هي ضد الانطوائية وتكاد تكون السمة الشخصية الأبرز من بين الصفات الخمس الرئيسية. وكلما تعمّقت هذه الصفة في الفرد أصبح اجتماعياً أكثر.
حيث يتّصف الأشخاص الانبساطيون بكونهم ثرثارين واجتماعيين ويستمدون طاقتهم من الجلسات الاجتماعية، وهم أكثر ميلاً لكونهم جازمين ومرحين أثناء تواصلهم الاجتماعي.
وفي النّاحية الأخرى، يحتاج الانطوائيّون إلى الاختلاء بأنفسهم لفتراتٍ طويلة، وغالباً ما يتم الخلط بين الانطوائية والخجل رغم تباينهما. حيث ينطوي الخجل على الخوف من التواصل الاجتماعي أو عدم القدرة على أداء الدور الاجتماعي، بينما أنّه من الممكن أن يلمع نجم الأشخاص الانطوائيين في الحفلات إلا أنهم يفضلون الانخراط في النشاطات الفردية أو ضمن مجموعاتٍ صغيرة.
التآلف
التآلف هو المعيار الذي يحدّد لنا مدى الدفء واللطف لدى الأشخاص وكلّما كان الشخص أكثر تآلفاً كان مؤتمناً وخدوماً وعطوفاً، وبالمقابل فإنّ الأشخاص العدائيين يتّصفون بالبرود وسوء الظنّ بالآخرين وهم أقلّ تقديماً للعون والمساعدة.
ولك أن تتصور المنافع الجمّة التي تنجم عن التآلف، ففي دراسةٍ أُجريت على مدى 25 عاماً ونُشرت في ‘Developmental Psychology’ تبيّن أنّ الأطفال الأكثر تآلفاً كانوا عُرضةً لمشاكل سلوكية بنسبةٍ أقلّ من الأطفال العدائيين، كما بيّنت انخفاض نسبة الاكتئاب وارتفاع نسبة الاستقرار الوظيفي لدى البالغين الأكثر تآلفاً مقارنةً بالبالغين العدائيين.
أن تكون شخصاً متآلفاً لا يعني أن يعود ذلك عليك دائماً بالنفع، ففي مقالٍ كُتب عام 2018 في ‘Harvard Business Review’ من قِبل Mariam’ Gensowski’ (الأستاذة المساعدة في قسم الاقتصاد لجامعة كوبنهاغن) قالت فيه: “كلّما كان الرجال أكثر تآلفاً ويميلون نحو اللطف ومساعدة الآخرين حققوا أرباحاً أقلّ بنسب ملحوظة مقارنةً بالأشخاص الأقل تآلفاً، فالشخص الأكثر تآلفاً (على رأس 20%) سيكسب ما يقارب أقلّ من 270,000$ دولار خلال حياته مقارنةً بالشخص العادي”.
كما وأشارت دراسةٌ جرت عام 2018 ونُشرت في Personnel’ ‘Psychology أنّ الرجال العدائيين قلّما يشاركون في أعمال المنزل مما يسمح لهم أن يكرّسوا وقتاً وطاقةً أكبر لإنجاز أعمالهم وبالتالي فهم أكثر إنتاجيّةً من الأشخاص المتآلفين.
العُصابيّة
لنفهم العُصابية دعونا لا نذهب أبعد من شخصيّة ‘George Costanza’ بطل سلسلة ‘seinfeld’ التلفزيونية، الذي اشتهر بإصابته بالاضطراب العصبي والذي تعزو السلسلة التلفزيونية سببه إلى خللٍ في الدور الوظيفي لأبويه، فهو يقلق حيال أي شيء ويتوجّس من الجراثيم والأمراض، وذات مرةٍ قدّم استقالته من الوظيفة لأن قلقه من عدم توفّر حمامٍ خاص له قد استحوذ عليه.
ونلاحظ أنّ الأشخاص الأكثر عُصابية يقلقون كثيراً ويقعون بسهولة ضحيةً للقلق والاكتئاب؛ وحتى إذا سار كلّ شيءٍ على ما يرام سيجد الأشخاص العُصابيين شيئاً ما ليقلقوا حياله.
وجدت دراسةٌ أخرى تمّت عام 2021 أنّ هناك رابطٌ سلبي يجمع بين العُصابية ومستوى الدخل؛ فالأشخاص العُصابيين حتى وإن ازدادت رواتبهم نجد أن دخلهم الإضافي في الواقع لم يزدهم إلا تعاسةً. ولأن الأشخاص الأكثر عُصابية يتعرضون لقدرٍ كبير من المشاعر السلبية نجد أن العُصابية تلعب دوراً محورياً في تطوّر الاضطرابات العاطفية وذلك بحسب مقالٍ نُشر في ‘Clinical Psychological Science’.
وبالمقابل فالأشخاص الأقلّ عُصابية هم أشخاصٌ مستقرون ومتوازنون عاطفياً.
هل تتغير الشخصيّة؟
كان يُعتقد فيما مضى أن تغير الشخصية أمرٌ بالغُ الصعوبة إلّا أنّ الأدلة أثبتت إمكانية حدوث ذلك التغيير في سن البلوغ؛ حيث أوضحت دراسةٌ جرت عام 2011 أنّ الأشخاص الذين تناولوا مادة ال ‘Psilocybin’ أو ‘Hallucinogein’ (وهي مواد مُهَلوسة) تدعى ب ‘الفطر السحري’ غدوا بعد تلك التجربة أكثر انفتاحاً. وفي مقالٍ نُشرَ مؤخراً في ‘Journal of ‘Psychopharmacology عام 2017 تبيّن أن مادة Hallucinogen’ ‘MDMA تزيد الشخص انفتاحاً عند استعمالها بصفةٍ علاجية، وتفيد في علاج إجهاد ما بعد الصدمة.
ولتقوم بتغييرٍ ملموس لست مضطراً للانزلاق في طين المواد المهلوسة؛ ففي بحثٍ نشره ‘Journal Psychological Bulletin’ في كانون الأول من عام 2017 والذي كان خلاصة 207 مقالٍ بحثيٍّ تم نشره مسبقًا، وُجد أنَّ الشخصية تتغير عن طريق العلاج كما صرّح من قبل بذلك موقع Live’ ‘Science. وأفاد أحد الباحثين في تلك الدراسة ‘Brent Roberts’ وهو اختصاصيّ علم النفس الاجتماعي والشخصيّ في جامعة ‘Illinois’ : “ليس بوسعي أن أعدّ الشريحة الواسعة من الأفراد التي ترغب في تغيير شخصية أزواجهم مستقبلاً بأيّ بصيص أمل، إلا في حال كنت راغباً في التركيز على جانبٍ واحدٍ من شخصيتك وكنت مستعداً لبذلِ أقصى جهدك في تغييره بانتظام، حينئذٍ فقط سأكون متفائلاً جداً بقدرتك على إحداث التغيير”.
ولأن العُصابية مرتبطةٌ بمخاطر الصحّة النفسية فقد اعتنى الباحثون مؤخراً بالسعي للحد من العُصابية عن طريق العلاج. فالدراسة التي نُشرت في ‘National Library of Medicine’ أشعلت فتيل أملٍ عندما أشارت إلى أنّ استهداف العُصابيّة سيحول دون تطوّر الاضطرابات مثل الاكتئاب.
وهكذا يتراءى لنا أنّ الشخصية قابلة للتغيير بشكل طبيعي وتدريجي خلال مسار حياة الفرد، فعندما يهرم الإنسان يغدو أكثر انبساطية، أقل عُصابية، أكثر تآلفاً واجتهاداً بحسب ما صرح به موقع ‘Live Science’.
ما هو نمط شخصيتك؟
رغم أن نظرية سمات الشخصية الخمس الرئيسية تُعد من أكثر النظريات التي تم تحديد معالمها بناءً على أسسٍ علمية مدعّمة بفيض من الأبحاث فقد ظهرت منظومات أخرى لقياس الشخصية. هذه المنظومات وعلى عكس السمات الخمس الرئيسية لم تكن دائماً على تماس مباشر مع محصلات التجارب الحياتية، إلاَّ أن الناس وجدوا فيها التسلية وساهمت بعض الأحيان في تحفيزهم على التفكير مليّاً بصفاتهم وأهدافهم الخاصة، لذا كانت نصيحة بعض الخبراء ما يلي: “إذا زعمت إحدى هذه المنظومات قدرتها على وصفِ شخصيتك بناءً على الأبراج الفلكية أو فصيلة الدم أو منازل ‘Hogwarts’ (وهو اختبار شخصية لأربع منازل خيالية تتكون منها مدرسة Hogwarts للسحر والشعوذة في سلسلة هاري بوتر) فاعلم أن هذا مجرد تسلية لا أكثر”.
ويعدّ مقياس ‘Myers-Briggs’ من أكثر مقاييس أنماط الشخصية شيوعاً، فهو يصنّف الأشخاص إلى 16 نمطاً بالاستناد إلى عدة عوامل نذكر منها: مستوى الانطوائية أو الانبساطية لديهم، وطريقتهم في جمع وتلقي المعلومات (عن طريق الإحساس لمن يتمسك بالحقائق الأساسية أو عن طريق الحدس لمن يفضلون اكتشاف الأنماط)، وأولوياتهم في صناعة القرار (وهي التفكير لمن يهتم بالموضوعية والواقع أو الشعور لمن يرجحون كفة الاهتمامات الشخصية)، ومدى تقبلهم للغموض في التعامل مع العالم الخارجي (سواءً بإصدار الأحكام لمن يفضّلون الحصول على الاستقرار أو الإدراك لأولئك المنفتحين على المعلومات الجديدة).
ولعلّك أجريت اختبار ‘Myers-Briggs’ مصادفةً إمّا عن طريق الإنترنت أو خلال استراحات العمل، فقد انتشرت نسخٌ منه في الشركات الأميركية، إلا أنه وبحسب دراسة نُشرت في ‘Live Science’ عام 2019 فإنّ هذا الاختبار غير موثوق حيث حصل المشاركون به على إجاباتٍ مختلفة عندما قاموا بإجراء الاختبار عدّة مرات، مما استدعى التشكيك بصحته على وجه الخصوص (بمعنى أن إجابات المشاركين لم تكن متوافقة للغاية مع سلوكهم في عالمهم الحقيقي أو في نتائج أعمالهم).
ومن الاختبارات الرائجة أيضًا اختبار ‘Enneagram’ لأنماط الشخصية والذي يقسّم الأفراد لتسعة أنماطٍ أساسية للشخصية وأنماطٍ إضافية تسمى ب ‘الجناح’ (وهو الوجه الثاني من شخصيتك الذي يعدّ مكمّلًا للشخصية الأساسية) تشمل باقي السمات التي تظهر أحياناً عند الأفراد. وعلى الرغم من أن اختبار ‘Enneagram’ لم يُبنَ على أساسٍ علمي إلّا أنه -وبحسب مجلة ‘Inverse’- اختبارٌ مقبول وموثوق طبقاً لبعض الأبحاث.
وأخيراً، من المرجّح أيضاً خضوعك لاختبار الشخصيات ال 16 عبر الإنترنت وهو مبنيٌّ على اختبار ‘Myers-Briggs’ ولكن بدلاً من تقسيم الأشخاص لمجموعاتٍ مؤلّفة من أربعة حروف، يقوم بتصنيفهم إلى 16 فئةً اجتماعية، مثل: ‘الدبلوماسيين’ و’المستكشفين’.
وإذا أردت أن تتعمّق في أنماط الشخصية لأبعد من نظرية السمات الخمس الرئيسية فلعلّه يحالفك الحظ مع قائمة ‘HEXACO’ لأنماط الشخصية والتي تطمح لتحقيقِ أهميةٍ أكبر على المستوى العالمي من السمات الخمس الرئيسية. ففي أثناء دراسة الشخصية لاحظ الباحثون انبثاق سمةٍ سادسة خارج الولايات المتحدة الأمريكية، وتمتد هذه السمة على طول نطاق خصلتي الصدق والتواضع؛ فالأشخاص الذين يتحلّون بمقدارٍ كبير من الصدق والتواضع يتميّزون بالحياء والعدل والإخلاص، في حين يتميّز الأشخاص الأقل اتّصافاً بهذه السمة بالتفاخر والطمع والغرور. ومن ناحيةٍ أخرى تتداخل السمات في قائمة ‘HEXACO’ مع السمات الخمس بمقدار الانفتاح والاجتهاد والتآلف والانبساطية والعاطفيّة (التي تقابل العُصابية).
وهناك أيضاً قائمة أخرى لقياس الشخصية بُنيت على نظريّة علمية والتي تُدعى قائمة ‘HOGAN’ وهي نتاجٌ لنظريّة السمات الخمس، ولكنها تركّز بشكل خاص على التفاعلات بين الأفراد، وهي تقيس الأشخاص بحسب السمات، مثل: الطموح والارتباط بالجماعة والحساسية ورجاحة العقل.
- ترجمة: آلاء نوفلي
- تدقيق علمي ولغوي: روان نيوف
- المصادر: 1