التحديات التي تواجهه العلماء في القضاء على الملاريا
يمتلك العالم الآن لقاحًا للملاريا ولكنه لن يكون كافياً للقضاء على هذا المرض الطفيلي.
في عام 2015، اعتمدت دول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية استراتيجية للحد من انتشار إصابات ووفيات الملاريا بنسبة لا تقل عن 90% بحلول عام 2030، نقف الآن على مفترق الطرق ولكن النسب بالكاد تتغير فهناك ما يقارب 250 مليون حالة ملاريا في عام 2021 وحوالي 620.000 حالة وفاة.
تفرض بعض العقبات طويلة الأمد وجودها والتي تعترض سبيل التقدم، مثل الافتقار للمال حيث يُقدر تمويل مكافحة الملاريا في عام 2021 بمبلغ 3.5 مليار دولار أمريكي أي أقل من نصف 7.3 مليار دولار أمريكي من المبلغ الموصي به لتحقيق هدف 2030.
مع تعامل العالم مع الصدمات الاقتصادية الناجمة عن جائحة وباء كوفيد-19 والحرب في أوكرانيا من الصعب تخيُل أن فجوة التمويل هذه ستُسَدُ قريباً. هُناك تحديات أخرى تلوحُ في الأفق. إنّ العقاقير التي تحتوي على مادة الأرتيميسينين والتي تقتل طفيليات الملاريا وتُعتبر من بين أفضل الأسلحة في العالم لمكافحة هذا المرض تُظهر علامات تشير إلى فقدان فعاليتها في إفريقيا والتي تضم 95% من الحالات. وتغَيُر المُناخ يمكن أن يعني انتشار الملاريا في أجزاء جديدة من العالم.
على الرغم من هذه العقبات هناك من الأسباب ما يدعونا إلى الأمل. حيث يحرز الباحثون تقدماً في ابتكار طرق للوقاية من هذا المرض الطفيلي المعقد وعلاجه. كان التقدم الرئيسي في السنوات القليلة الماضية هو وصول أول لقاح للملاريا. ويُجرى تعميم لقاح RTS, S على الأطفال في عدد قليل من البلدان في إفريقيا مع أمل المزيد في الاستفادة منهُ قريباً. لكن هناك مجال للتحسين.
يُتابع الباحثون العديد من اللقاحات البديلة، بما في ذلك بعض اللقاحات التي تستهدف طفيلي البلازمود المنجلي في مراحل مختلفة من دورة حياته. وأيضا ًهناك حاجة إلى لقاحات لاستخدامها ضد الأنواع الأخرى، مثل البلازموديوم ففاكس. ويأملُ بعض الباحثين أن تُوفر الأجسام المضادة أحادية النسيلة طريقاً آخر للحماية. في حين يستهدف آخرون البعوض الذي ينشر الطفيليات ويستكشفون إمكانية قمع أو استبدال مجموعات البعوض باستخدام محرك الجينات- الذي يدور حوله مناقشات شديدة الحدة.
يسرنا أن نعرب عن تقديرنا للدعم المالي لجامعة ايهيمي ومشروع انتاج ادوية الملاريا، وجامعة ناغازاكو واليابان لا ملاريا بعد الان بتمويل من مؤسسة بيل ومليندا غيتس، وشركة سوميتومو كيميكال، وصندوق GHIT وشركة ايكن كيميكال في اعداد هذه التوقعات. وكالعادة، تحتفظ الطبيعة منفردة بالمسؤولية عن جميع المحتويات التحريرية.
- ترجمة: احلام العبسي
- تدقيق علمي ولغوي: حسام عبدالله
- المصادر: 1