Lecanemab: دواء العلماء للقضاء على الزهايمر

يبطئ هذا الدواء المعتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية مرض الزهايمر. أخيرًا عرفنا السبب.

حصل Lecanemab على موافقة إدارة الغذاء والدواء في يناير بعد أن أظهرت تجربة المرحلة الثالثة أنه يبطئ التدهور المعرفي لدى مرضى الزهايمر في المراحل المبكرة.

في حين أننا نعلم أن عقار ليكانيماب يزيل تراكم بيتا أميلويد، لم يكن من الواضح كيف، ولكن الأبحاث الجديدة من جامعة روكفلر في نيويورك تلقي بعض الضوء على ذلك. وهذا يمكن أن يمهد الطريق لعلاجات جديدة لمرض الزهايمر وأمراض أخرى.

يقول إيرين نوريس، عالم الأحياء العصبية: “نعتقد أننا وجدنا آلية تعد أحد أسباب عمل الليكانيماب”. يبدو أن الدواء يثبط نظام الاتصال بالبلازما والتفاعل بين البروتينات في الدم الذي يساعد على تعزيز التخثر والالتهاب.

على الرغم من أنه مفيد في إصلاح تلف الأنسجة، إلا أن النظام يمكن أن يسبب ضررًا عند الإفراط في تحفيزه في المناطق الحساسة مثل أنسجة المخ، مما يؤدي إلى خطر الإصابة بأمراض مثل مرض الزهايمر.

يقول عالم الأحياء العصبية سيدني ستريكلاند: “إذا قمت بحظر نظام الاتصال، فسوف تصاب بمرض الزهايمر بشكل أقل”.

تعد اضطرابات الدماغ -وخاصة أمراض التنكس العصبي مثل مرض الزهايمر- من بين أصعب الألغاز الطبية التي يصعب حلها. يؤثر مرض الزهايمر على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، ولا يوجد علاج له حاليًا “.

هناك نوعان مهمان من البروتينات: تاو وأميلويد بيتا (AB)، يتجمعان في تشابك ولويحات في مرض الزهايمر، مما يؤدي إلى موت خلايا الدماغ وانخفاض حجم الدماغ. يمكن أن تتشكل لويحات AP من أنواع مختلفة من الكتل، والتي يُعتقد أن البروتوفيبريل هي الأكثر سمية منها.

هذه الأشكال من اللويحة هي التي يستهدفها دواء lecanemab. وحتى وقت قريب، لم تنجح العلاجات التي تهدف إلى إزالة اللويحات من أدمغة المرضى في إبطاء التدهور المعرفي بشكل ملحوظ.

لكن المرضى الذين تناولوا عقار ليكاناماب خلال تجربة استمرت 18 شهرًا، شهدوا انخفاض ملحوظ إحصائيًا في لوحة أميلويد بيتا في أدمغتهم مقارنة بأولئك الذين تناولوا دواءًا “وهميًا”، وأبطأ التدهور المعرفي بنسبة 27 في المئة.

وكما هو شائع للأسف، فإن العلاج لا يخلو من آثار ضارة، بما في ذلك زيادة خطر حدوث نزيف وتورم خفيف إلى متوسط ​​في الدماغ يشار إليه باسم تشوهات التصوير المرتبطة بالأميلويد (ARIA). ومع ذلك، بالمقارنة مع علاجات مماثلة لإزالة الترسبات، فإن المخاطر تعتبر تحسنًا نسبيًا.

كتب الفريق في ورقتهم البحثية:

“من الجدير بالذكر أن الليكانيماب يسبب ARIA أقل (10 بالمائة) من الأجسام المضادة الأخرى ل AB مثل aducanumab (35 بالمائة)، أو gantenerumab (30 بالمائة)، أو donanemab (27 بالمائة)”.

أثار انخفاض معدل ARIA لليكانيماب اهتمام نوريس وستريكلاند وزملائهما، الذين أرادوا معرفة سبب فعاليته إلى هذا الحد.

أدى التحليل الموسع للبلازما من ثمانية متبرعين غير مصابين بمرض الزهايمر إلى اكتشاف أن اللييفات الأولية هي الشكل الوحيد من AB الذي له الحجم المناسب تمامًا لتنشيط نظام الاتصال بالبلازما. يقول نوريس: “إنه لأمر مدهش للغاية، أن شكل AB الذي ينشط نظام الإتصال على وجه التحديد هو نفس شكل AB الذي يستهدفه عقار Lecanemab”.

يؤدي تنشيط نظام الاتصال هذا إلى الإفراط في إنتاج الببتيد المسمى البراديكينين، الذي يوسع الأوعية الدموية ويمكن أن يؤدي إلى آثار ARIA الجانبية الأكثر شيوعا مع العلاجات الأخرى المضادة ل AB.

يبدو أن الليكانيماب يعمل عن طريق خفض تراكم AB ومنع اللييفات الأولية من تنشيط نظام الاتصال، مما يؤدي إلى انخفاض إنتاج البراديكينين.

وقد طور فريق البحث جسمًا “مضادًا” يسمى 3 E8 يستهدف بروتين البلازما المنتشر للحصول على نتيجة مماثلة.

ويعتقدون أن النتائج التي توصلوا إليها تعني أن 3 E8 لديه القدرة على علاج مرض الزهايمر، بمفرده أو بالاشتراك مع أدوية مثل ليكانيماب، مع تأثيرات محتملة أوسع.

لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه، ولكن اعتمادًا على أدائه في التجارب السريرية، يعتقد الباحثون أن 3 E8 يمكنه علاج أمراض أخرى أيضا.

يقول نوريس: “إن خلل تنظيم نظام الاتصال متورط في مرض كوفيد، وفقر الدم المنجلي، والوذمة الوعائية الوراثية، ومرض التهاب الأمعاء، والإنتان، والذئبة، والتهاب المفاصل، وحتى ورم خبيث في السرطان”.

وقد نشرت الدراسة في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم.

  • ترجمة: منار زياد ديوب
  • تدقيق علمي ولغوي: سفوك حجي
  • المصادر: 1