قد يكون شيوع الميسوفونيا تخطى كل الاعتقادات
يمكن لمعظمنا أن يرتبط بهذا الشعور الشديد بالارتعاش في العمود الفقري عند سماع شخص ما يكشط أظافره على السبورة. ولكن بالنسبة لبعض الأشخاص، يمكن أيضًا أن تحدث ردود فعل حادة اتجاه ضوضاء أصوات عادية وأكثر شيوعًا.
تسمى هذه الحساسية الميسوفونيا Misophonia (متلازمة حساسية الصوت الانتقائية)، وتشير دراسة استقصائية حديثة من المملكة المتحدة إلى أن عددًا أكبر من الأشخاص يعانون منها أكثر مما كان يعتقد سابقًا.
تشمل الأصوات المثيرة لهذه الحساسية أشياء مثل المضغ، واللعق، والشخير، والتنفس، ويمكن أن تتراوح الاستجابات من التهيج الخفيف والغضب إلى الضيق الذي يتعارض مع الحياة اليومية.
أوضحت جين جريجوري، عالمة النفس الإكلينيكي بجامعة أكسفورد، التي شاركت في تأليف الدراسة التي نُشرت في مارس 2023: «استكشف استطلاعنا مدى تعقيد الحالة، إذ أنىالميسوفونيا هي أكثر من مجرد انزعاج من أصوات معينة، إنها تتعلق بالشعور بالحصار أو العجز عندما لا يمكنك الابتعاد عن هذه الأصوات وتفويت بعض الأشياء بسبب ذلك».
استخدمت سيليا فيتوراتو، أخصائية القياس النفسي في كينجز كوليدج لندن، جنبًا إلى جنب مع جريجوري وزملائها، خوارزمية لتوزيع المتطوعين عبر الجنس -بما في ذلك غير الثنائي- والعمر والعرق بطريقة تعكس بيانات التعداد السكاني في المملكة المتحدة للحصول على عينة تمثيلية من الأشخاص فوق 18 عامًا.
أكمل 772 متطوع استبيانًا حول أصوات مثيرة محتملة واستجاباتهم العاطفية، والتي بحثت في 5 جوانب من الميسوفونيا:
- الشعور بالتهديد العاطفي
- التقييمات الداخلية.
- التقييمات الخارجية.
- الانفجار.
- التأثير.
أجرى الباحثون أيضًا مقابلات مع 26 شخصًا عرّفوا أنفسهم بأنهم مصابون بالميسوفونيا و29 شخصًا لم يكونو كذلك.
ووجد الفريق أنّ انتشار الميسوفونيا في المملكة المتحدة يبلغ 18.4%، موضحًا أن هذه النتائج تمثل المملكة المتحدة فقط وقد تختلف في أجزاء أخرى من العالم.
العديد من الأصوات التي يمكن أن تسبب الميسوفونيا ليست محبوبة تمامًا من قبل السكان بشكل عام.
أثار المضغ بصوت عالٍ أكبر قدر من الاشمئزاز بين المشاركين في الاستطلاع، في حين أثارت العديد من الأصوات الأخرى غضبًا واسع النطاق.
ولكن كان هناك اختلافان رئيسيان بين المصابين بالميسوفونيا وعامة السكان.
أولاً، كانت المشاعر السلبية تجاه الأصوات المكروهة عالميًا مصحوبة في كثير من الأحيان بالغضب والذعر في المجموعة الفرعية الأكثر حساسية، إذ شعر الأشخاص في هذه المجموعة بأنهم محاصرون أو عاجزون وغير قادرين على الهروب من الضوضاء.
قالت جريجوري: «يتعلق الأمر بالشعور بأن هناك شيئًا خاطئًا معك بسبب الطريقة التي تتفاعل بها مع الأصوات، وعدم القدرة على فعل أي شيء حيال ذلك». ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الشعور بالذنب والعار والقلق والانسحاب.
أخيرًا، كان الأشخاص المصابون بالميسوفونيا أكثر عرضة للانزعاج من الأصوات مثل التنفس الطبيعي والبلع، والتي لم تثِر أي رد فعل لدى عامة السكان.
أوضح فيتوراتو: «كشفت دراستنا أن 1 من بين كل 5 أشخاص في المملكة المتحدة يعانون من ردود فعل خاطئة كبيرة، لكن جزءًا صغيرًا فقط كان على دراية بالمصطلح، وهذا يعني أن معظم الأشخاص المصابين بالميسوفونيا ليس لديهم اسم لوصف ما يعانون منه».
كان أقل من 14% من سكان العينة على دراية بالميسوفونيا قبل المسح،
وأشارت غريغوري قائلة: «قد يكون من دواعي الارتياح أن تكتشف أنك لست وحدك، وأنّ هناك آخرون يتفاعلون بهذه الطريقة مع الأصوات أيضًا».
قد يكون الاستطلاع الذي أجراه الباحثون أداة مفيدة لمساعدة الأطباء الآخرين على تحديد أولئك الذين يعانون من هذه الحالة.
واختتم الباحثون بقولهم: «تُظهر نتائجنا أن الميسوفونيا حالة شائعة نسبيًا، وهناك حاجة إلى المزيد من البحث لتحديد النقطة التي تصبح فيها هذه الحالة مضطربة من حيث الضيق والتأثير والحاجة إلى العلاج».
- ترجمة: ريم الاحمد
- تدقيق علمي ولغوي: روان نيوف
- المصادر: 1