قد يقضي الناس 4 ساعات على الأقل يوميًا في الميتافيرس

حاول الكثير من الأشخاص من الكوميديين وصولًا إلى محللي وولستريت تأطير مفهوم الميتافيرس metaverse كونه أحد الموضوعات المطروحة للنقاش الذي يُروّج له كثيرًا باعتباره مصطلح منتشر على الانترنت كمنتج تجاري غامض وقد لا يحظى بفرصة النجاح. تدحض دراسة استقصائية في الوقت الراهن من مركز ماكينزي McKinsey (شركة استشارات إدارية أمريكية) بعض الشكوك الموجهة نحو الميتافيرس.

وجدت هذه الدراسة أنه من المتوقع أن يقضي مستهلكي الميتافيرس ما بين أربع إلى خمس ساعات يوميًا عليه خلال السنوات الخمس القادمة ونقصد بالمستهلكين الأجيال التالية:

  • جيل Z (الأشخاص الذين ولدوا بين عامي 1997 و 2012).
  • جيل الألفية (الأشخاص الذين ولدوا في الفترة ما بين 1981 و1996).
  • جيل X (الأشخاص الذين ولدوا من عام 1965 إلى عام 1980).

وبالمقارنة وجدت دراسة حديثة أجرتها شركة نيلسن Nielsen (شركة عالمية لإدارة الأداء) أن المستهلكين يقضون ما يقرب من خمس ساعات يوميًا في مشاهدة المنصات المختلفة عبر التلفزيون.

شملت دراسة ماكينزي أكثر من 1000 مستهلك تتراوح أعمارهم بين 13 و 70 عامًا للتركيز على توقعات وحقائق الانتقال من استخدام أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف الذكية إلى الأجهزة القابلة للارتداء للواقع الافتراضي(VR) والواقع المعزز (AR) وهو نوع من الواقع الافتراضي الذي يهدف إلى تكرار البيئة الحقيقية في الحاسوب و تعزيزها بمعطيات افتراضية لم تكن جزءًا منها.

لا يزال السباق نحو تعميم الحوسبة الاندماجية في مراحله الأولى

إن أكثر أجهزة الميتافيرس شهرة هي سماعةVR Meta Quest 2 والتي تُستخدم بشكل أساسي للألعاب. قد يتغير ذلك قريبًا ويصبح التسوق للمنتجات الاندماجية وحجز مواعيد للرعاية الصحية والتعليم والسفر والتواصل الاجتماعي في الواقع الافتراضي. فهذه الأنشطة عن بعد ستكون مثيرة لاهتمام المستهلكين في السنوات الخمس المقبلة وفقًا لنتائج الدراسة.

إن انتشار استعمال هذه التكنولوجيا لا يزال بعيد المنال في السنوات القليلة المقبلة وذلك بسبب الخيارات المحدودة المتاحة للناس عندما يتعلق الأمر بالأجهزة الاندماجية سهلة الاستخدام. ربما يكون هناك المزيد من الخيارات للمستهلكين قريبًا والمزيد من المنافسة على الميتافيرس إذ يشاع أن شركة Bytedance المالكة لتطبيق تكتوك TikTok تستعد لطرح نظارة الواقع الافتراضي Pico المستقلة في الأشهر المقبلة.

يوجد سباق لتقديم أفضل أجهزة النظارات للواقع المعزز AR ذات الجودة العالية من قبل مايكروسوفت وماجيك ليب Magic Leap (شركة أمريكية تعمل على تصنيع أجهزة بصرية محمولة لتركيب صور ثلاثية الأبعاد) مقابل ربح آلاف الدولارات. لكن ميتا وغوغل وغيرهما بعيدون كل البعد عن تطويرهم لهذا النوع من النظارات الذكية بأسعار معقولة وعصرية للمستهلكين. وبالنسبة لشركة آبل فإنها تستعد للإعلان عن جهازها القابل للارتداء في الواقع الإفتراضي خلال شهر يناير من سنة 2023.

سيحتاج معظم المستخدمين إلى تبني الحوسبة الجديدة للاستفادة من قوة الميتافيرس

على الرغم من هذه التطورات إلا أن الواجهات الاندماجية قد تكون ذات تصميم غير مألوف إلى حد يصعب استخدامها مقارنة بجهاز الآيفون مثلًا. إذن يجب معالجة هذا الأمر من أجل نقل المستخدمين إلى المرحلة التالية من الحوسبة.

تمنحك نظارات AR الذكية الحالية شعور وكأن هاتف الأندرويد على وجهك لذلك ستبدو مستطيلات واجهة هاتفك الجوال تطفو في الفراغ. قال جاريد فيكلين، من كبار التقنيين المبدعين في شركة Argodesign (هي شركة استشارية لتصميم المنتجات)، وهو شريك سابق في ماجيك ليب: «الواقع الإفتراضي الذي تقدمه نظارات AR يكفي لاعتماد النظارات الذكية السائدة».

وحسب ما ورد على لسان فيكلين: «كان على المستخدم فهم الحوسبة القائمة على الدليل قبل تطوير ويندوز Windows، وكان هناك عددًا محدودًا من المستخدمين القادرين على فعل ذلك. ما إن طُبقت الملاءمة لواجهة ويندوز الجديدة على الحواسيب والتي كانت تستند على شكل مكاتب الستينات –وضع الملفات في مجلدات ووجود سطح مكتب– حتى استطاع في وقت قياسي 30٪ من السكان استخدام الويندوز. وبدأوا في استخدام أجهزة الكمبيوتر ما يقرب من 6 إلى 8 ساعات يوميًا».

ولكن كيف سينتقل مستخدموا الكمبيوتر وينقلوا بياناتهم في العمل المكتبي على شاشات ثنائية الأبعاد، مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر الشخصية إلى شكل اندماجي ثلاثي الأبعاد في النظارات والنظارات الواقية؟

يقول فيكلين: «الشكل الجديد سيكون عبارة عن رسم للخرائط. فنحن بحاجة إلى الإعتماد على الطريقة التي يفكر بها الإنسان. نعتمد على مستوى الجغرافيا على رسم الخرائط وإنشاء شكل للكمبيوتر وسنستخدم المناظر الطبيعية والطبقات الأرضية والأشياء».

  • ترجمة: نجار عزيز
  • تدقيق علمي ولغوي: رؤى بستون
  • المصادر: 1