كم من الإناث مرضى نفسياً؟

-يقدر العديد من الباحثين: أن نسبة الذكور إلى الإناث من الاعتلال النفسي بنسبة 6 إلى 1.

-قد يكون هناك خمس أضعاف المرضى نفسياً من الإناث بخلاف ما كان متوقع سابقاً .

-الأبحاث السابقة كانت متحيزة للذكور؛ الأبحاث من العقد الماضي لم تدعم مثل هذا الادعاء.

-تضمنت بعض العناوين الرئيسية الحديثة ادعاءات كلايف بودي من جامعة أنجليا روسكين بأن عدد الإناث المصابات بالاعتلال النفسي (السايكوباثي) أكبر مما كان يعتقد في الأصل.

-من المؤكد أن التحيز تجاه الذكور في دراسات السايكوباثي المبكرة أدى إلى إهمال الإناث المصابات بهذا الاضطراب.

– في العقد الماضي استخدمت معظم الأبحاث حول السايكوباثي المشاركين الذكور بافتراض أن السايكوباثي الإناث كانوا أقل من أن يُدرسوا أو أن النتائج من الذكور ستنتقل إلى الإناث.

-إلا أنّ هذه المفاهيم قد فشلت إذ أن كلا الجنسين يمكن أن يفتقرا إلى التعاطف والندم لكن كونك أنثى يؤثر على كيفية معالجة السيكوباتي للمعلومات واتخاذ القرارات والتصرف.

-تطور السايكوباثي هو تفاعل معقد بين علم الأحياء والبيئة. يعتبر السايكوباثي “المولود” في بعض التركيبات من النوع الأول ويظهر عوزاً عصبياً مميزاً وتقلصاً عاطفياً.

يتضمن النوع الثانوي السلوك التفاعلي وغالبا ما يكون نتيجة لظروف مثل الحرمان وسوء المعاملة.

يظهر هذا النوع الأخير بداية مبكرة لسوء السلوك وزيادة تعاطي المخدرات والمزيد من مشاكل الصحة العقلية والمزيد من السلوك الاندفاعي.

قائمة التحقق من الشخصية السايكوباثي لروبرت هير (PCL-R) هي الأداة التشخيصية الأكثر تحققا للاضطراب. فإن هذه الحالة تحول إلى تكوين درجات مستمدة من 20 سمة وسلوك. كما تم التحقق من صحة (PCL-R) لتقييم السايكوباثي في الإناث.

يقول مخترع الآلة، روبرت هير: “تكون درجات [الإناث] أقل ببضع نقاط من المجرمين الذكور”. “لكن بخلاف ذلك فإن توزيعات الدرجات متشابهة. الارتباط والقوة التنبؤية لل (PCL-R) هي نفسها إلى حد كبير بالنسبة للمجرمين من كلا الجنسين.”.

تنتظم عناصر ال (PCL-R) حول عاملين مع جانبين في كل منهما. تشمل المكونات الشخصية والعاطفية (العامل 1) سمات مثل العظمة والقسوة والتلاعب وقلة الندم. يشير العامل 2 إلى نمط الحياة والسلوكيات المعادية للمجتمع مثل العدوانية والاندفاع وعدم تحمل المسؤولية. تظهر الإناث ذوات الدرجات السيكوباتية الأعلى عجزا في التفكير المفاهيمي والمرونة وحل المشكلات.

يقدر العديد من الباحثين نسبة الذكور إلى الإناث من 6 إلى 1 (أو أعلى). يعتقد بودي أن هذا غير دقيق إلى حد كبير. يجادل بأن النسبة تشبه 1.2 إلى 1، لذا فهو يحسب ما يصل إلى خمسة أضعاف عدد السيكوباتيين الإناث مما أدركناه. ومع ذلك فإن البحث عن أدلة بودي يظهر أنه اعتمد على مجموعة فرعية من العناصر على مقياس ليفينسون للتقرير الذاتي للاعتلال النفسي. تتيح هذه الأداة المكونة من 26 عنصرا للأشخاص تقييم أنفسهم وقد تم انتقادها لكونها عرضة لهفوات الذاكرة والتحيز الشخصي.

ومع ذلك حتى لو كان البرنامج التشخيصي يصادق تشخيصيا على المقاييس الموجهة سريريا فلا يزال من المهم أن نرى كيف يجمع بودي بياناته ويحللها من أجل مقارنة ادعاءاته بالإطار الأوسع من الأبحاث حول الاعتلال النفسي للإناث. من الذي كان ضمن دراسته؟ كم؟ هل هم يمثلون أكبر عدد من السكان؟ أفضل ما يمكن أن أجده كان هذا من “أخبار علم الأعصاب”: مع التركيز على الجزء الأول فقط من البرنامج التشخيصيLSRP وجد بودي أن 23 في المائة من الرجال و12 إلى 13 في المائة من النساء يظهرن سمات سيكوباتية كافية لاعتبارهن مصدر قلق للمجتمع.

ومع ذلك قد يتصرف الناس بطريقة سايكوباثي دون أن يتم تشخيصهم كمرضى نفسيين.

لا يعني ذلك أنه لا توجد أبحاث عن السايكوباثي الإناث. في الواقع شهد العقد الماضي الكثير. وضع هير مقياس (PCL: SV) أو النسخة الفحصية المصغرة إلى 12 عنصرا يؤدي إلى نفس الهيكل العام كما في PCL-R. باستخدامه أظهرت دراسة 2015 مع 343 موضوعا أنثى غير جنائية أعلى درجات السايكوباثي على البعد الشخصي (التلاعب، الكبرياء، السحر).

يفضل بعض الباحثين مقياس السايكوباثي للتقرير الذاتي المكون من 64 عنصرا SRP خاصة بالنسبة للدراسات ذات العينات الكبيرة. استخدم كريج نيومان وزملاؤه نسخة منه لقياس انتشار السمات السايكوباثي في أكثر من 19000 أنثى عبر إحدى عشرة منطقة في العالم. وجدوا توافقا في الدرجات عبر الثقافات.

ثم هناك مخزون الشخصية السيكوباتية PPI وهي أداة تشخيصية تستند إلى 56 عنصرا تركز على الهيمنة الجريئة والعدائية الاندفاعية. استخدمه فالكنباخ وآخرون للتحقيق في الفروق بين الجنسين في السجلات الأرشيفية ل 303 طلاب جامعيين (61 في المائة من الإناث). لم يجدوا فروق بين الذكور والإناث ذوي الدرجات العالية في العجز العاطفي (القسوة) والعدوانية، على الرغم من أن الإناث أظهرن مشاعر أكثر دراماتيكية وغير مستقرة.

يشترك السايكوباثي من الذكور والإناث في العديد من السمات والسلوكيات المتداخلة: الكذب غير المحفز والتلاعب المتمحور حول الذات ونقص في الندم والميل إلى استغلال الآخرين. يتصرف السايكوباثي الذكور العنيفون بشكل سيء في سن أصغر من الإناث وعادة ما يستهدفون الغرباء. وجدت تحليلات متعددة ل 53 دراسة شملت النساء السايكوباثي وجود علاقة بين الجانب الشخصي والعدوان الاستباقي أو غير المباشر، خاصة التي تستهدف الأشخاص الذين يعرفونهم. لذلك تميل الإناث إلى استهداف زملاء العمل أو الأقارب وأفراد الأسرة.

وجد الباحثون في شبكة أبحاث المخ في نيو مكسيكو أن اضطرابات التعلم لدى السايكوباثي ترتبط بمناطق دماغية محددة تعالج المفاهيم المعنوية والتعبيرات العاطفية. أكمل 83 طالبا جامعيا من إنجلترا مقياس SRP: 4. أكدت الدراسة أن الأداء الشاذ لقشرة الفص الجبهي أثر على العلاقة بين السمات السيكوباتية العاطفية والعدوان التفاعلي.

“تشير بياناتنا المنشورة إلى أنه على الأقل في الإناث اليافعات المعرضات لمخاطر عالية، تبدو السمات [غير العاطفية القاسية واضطراب السلوك] متشابهة جدا كما نرى في الأولاد” كتب الباحثون. يظهر كلا الجنسين نقصا في المادة الرمادية في المناطق شبه المحيطية.

لذلك، كان هناك المزيد من التركيز على السايكوباثي الإناث ولكن لا يزعم أي من هؤلاء الباحثين أن هذه الفئة من السكان كانت ممثلة تمثيلا ناقصا كما يفعل بودي. يجب مقارنة تحليل بياناته بالآخرين قبل أن نقبل بيانه بسهولة.

  • ترجمة: روسيل حدو
  • المصادر: 1