تهضم الكلاب الطعام البشري بشكل أفضل وتتبرز أقل

وجدت دراسة جديدة أن الكلاب التي تأكل طعامًا طازجًا من إنتاج البشر لا تحتاج إلى تناول الطعام، أو القيام بنشاطها، بالقدر نفسه.

أنت تعرف الروتين: أثناء تناولك العشاء، سيظهر فجأة أنف أسود تحت الطاولة بين ساقيك. تميل للخلف وترى تلك العيون. إذا كنت صاحب كلب ذكي، فسوف تقوم بالانزلاق إلى هناك. الأكل من على الطاولة عادة سيئة لا تريد تشجيعها. بالإضافة إلى أن هذا الطعام هو طعام البشر. نحن لا نأكل طعام الحيوانات. فالكلاب لديها طعامها الخاص المصمم خصيصًا لاحتياجاتها الغذائية، صحيح؟

حسنًا، ربما لا. إذ وجدت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة إلينوي (U of I) أن الطعام من إنتاج البشر لا تستطيع الكلاب هضمه فحسب، بل إنه في الواقع أكثر قابلية للهضم من الكثير من طعام الكلاب. والدليل موجود في براز الكلب.

اختبر الباحثون الأطعمة المبردة والطازجة بشرية الإنتاج ضد الكيبل، وهو الطعام الذي تعيش عليه معظم الكلاب. إذ تُهرس مكونات الكيبل وتُحوّل إلىعجينة ثم تُقذف وتُشكّل على شكل محدّد. ثم تُرشّ الكريات الناتجة بنكهات وألوان إضافية.

لمدة أربعة أسابيع، أطعم الباحثون 12 فطيرة بيجلتحتويواحدًا من أربعة أنظمة غذائية:

1- نظام غذائي مطحون: وصفة دجاج الجاموس الأزرق والأرز البني

2- نظام غذائي مبرد طازج: وصفة دجاج محمصة طازجة

3- نظام غذائي طازج: وصفة “JustFoodforDogs” للحم البقر والبطاطس الخمرية

4- نظام غذائي طازج آخر: وصفة “JustFoodforDogs” للدجاج وأرز أبيض.

لقد احتوى النظامان الغذائيان الطازجان على الحد الأدنى من اللحم البقري والدجاج والبروكلي والأرز والجزر وقطع الطعام المختلفة ووُضع في الطبق المخصص للكلاب.

اندهش كيلي إس سوانسون، المؤلف الأساسي للدراسة من قسم علوم الحيوان في U of I وقسم علوم التغذية، بعض الشيء من مدى الأداء الجيد للكلاب اتجاه طعام البشر أكثر من طعام الكلاب المبرد. إذ يقول: «بناءً على الأبحاث السابقة التي أجريناها، لم أتفاجأ بالنتائج عند إطعام الكلاب من الإنتاج البشري مقارنةً بنظام غذائي جاف مطحون»، مضيفًا: «ومع ذلك، لم أكن أتوقع أن أرى مدى جودة أداء الطعام الطازج من الإنتاج البشري، حتى بالمقارنة مع العلامات التجارية الطازجة المعالجة».

تتبّع الباحثون أوزان الكلاب وحلّلوا الميكروبيوتا في برازها.

واتضح أن الكلاب التي تتغذى على الكيبل كان عليها أن تأكل أكثر للحفاظ على وزنها. وأدّى ذلك إلى إنتاجها 1.5 إلى 2.9 أضعاف كمية البراز التي تنتجها الكلاب التي تتغذّى على الأنظمة الغذائية الطازجة.

يقول سوانسون: «تتوافق هذه النتائج مع دراسة أجراها المعهد الوطني للصحة عام 2019 على البشر والتي وجدت أن الأفراد الذين يتناولون نظامًا غذائيًا طازجًا كاملًا يستهلكون في المتوسط 500 سعرة حرارية أقل يوميًا، وأفادوا بأنهم أكثر رضًا من الناس الذين اعتمدوا الحميات المعتمدة على الأغذية المعالجة».

ربما كان تأثير الطعام الطازج على المنطقة الحيوية للأمعاء أكثر إثارةً للاهتمام. وعلى الرغم من أنه لا يزال هناك الكثير الذي لا نعرفه حتى الآن عن الميكروبات، إلا أن المجتمعات الميكروبية الموجودة في براز الطعام الطازج كانت مختلفة.

يقول سوانسون: «تعد ملامح البراز الميكروبي والأيض قراءات مهمة لتقييم النظام الغذائي، لأن البراز السليم يعني الأمعاء السليمة. وكما أظهرنا في الدراسات السابقة، كانت المجتمعات الميكروبية الصحية في براز الكلاب التي تتغذّى على أنظمة غذائية جديدة مختلفة عن تلك التي تتغذّى على الكيبل. ومن المحتمل أن تكون هذه الملامح الميكروبية الفريدة بسبب الاختلافات في معالجة النظام الغذائي ومصدر المكونات وتركيز ونوع الألياف الغذائية والبروتينات والدهون المعروفة بتأثيرها على ما يُهضم من قبل الكلب وما يصل إلى القولون للتخمير».

تاريخيًا، أكلت الكلاب بقايا الطعام التي خلفها البشر. ومنذ عام 1870 فقط، ومع وصول كعك Spratt’ s Meat Fibrine Dog الفاخر المصنوع من «الأجزاء الهلامية المجففة غير المملحة من Prairie Beef»، بدأ طعام الكلاب التجاري في الترسخ. إذ ظهر البسكويت على شكل عظام الكلاب لأول مرة في عام 1907. ويرجع تاريخ كين إل ريشن إلى عام 1922. ثم طُرح الكيبل لأول مرة في عام 1956. وهكذا أصبح طعام الحيوانات الأليفة طريقة رائعة لتحويل بقايا الطعام البشري المهدور إلى ربح.

أصبح طعام الكلاب التجاري القاعدة الأساسية بالنسبة لمعظم أطباق الكلاب المنزلية وذلك فقط بعد حملة تسويقية ضخمة بقيادة مجموعة من جماعات الضغط في صناعة أغذية الكلاب تسمى معهد أغذية الحيوانات الأليفة في عام 1964. وبمرور الوقت، أصبح طعام الكلاب هو ما تأكله الكلاب بالنسبة لمعظم الأُسَر. ماذا أيضًا؟ طعام من إنتاج بشري؟ في هذه الأيام، يعاني أكثر من نصف الكلاب الأمريكية من زيادة الوزن أو السمنة، وبالتأكيد يعتبر نظامها الغذائي عاملًا مهمًا لذلك.

بعد كل شيء، نحن لسنا مميزين بين الحيوانات. فإذا كان هناك شيء صحي بالنسبة لنا لتناوله (نحن لا ننظر إليك يا شوكولاتة)، ربما ينبغي علينا أن نتذكر مشاركته مع حيواناتنا الأليفة من الكلاب، لكن ليس مما نتناوله على الطاولة.

  • ترجمة: ريم الأحمد
  • تدقيق علمي ولغوي: عبير ياسين
  • المصادر: 1