لعل التغير في طول اليوم قديمًا كان السبب في طفرات تطورية كبرى

وجدت دراسة حديثة أن اليوم الأرضي زادت مدته بمقدار 2.2 ساعة في وقت ما في الماضي، بسبب ابتعاد القمر عن الأرض آلاف الكيلومترات. وذلك تزامن وأحداثًا تطورية مهمة.

وجدت دراسة حديثة أن اليوم الأرضي زادت مدته بمقدار 2.2 ساعة في وقت ما في الماضي، بسبب ابتعاد القمر عن الأرض آلاف الكيلومترات. وذلك تزامن وأحداثًا تطورية مهمة.

اكتشف باحثون في دراسة أجروها أن مدة اليوم الأرضي صارت أطول بساعتين ذات مرة، بفضل ابتعاد القمر عن الأرض آلاف الكيلومترات على مرحلتين. وقالوا إن الساعات الإضافية من ضياء الشمس ربما أدت إلى زياة في أحداث أكسجة مهدت الطريق لعصر انتشار تعقيد الحياة. ودونوا في دراستهم التي نشرتها دورية PNAS في السادس من آب (أغسطس): “قد يؤثر تغيّر طول النهار في توزيع الطاقة الشمسيّة ودرجات الحرارة، وذلك قد يمتد تأثيره إلى أنظمة الطقس وديناميكية الغلاف الجوي”.

يدور القمر حاليًا على مسافة 348،400 كيلومتر من الأرض، لكن موقعه لم يكن ثابتًا منذ الأزل. إذ ترى الدراسة أن مدة اليوم الأرضي لم تكن دائمًا 24 ساعة. فالقمر يجر كوكبنا مع الزمن، وهو يبتعد عنه في أثناء ذلك، ما يضعف طاقته الحركية. نتيجة لذلك تقل سرعة دوران كوكبنا حول محوره بمرور الوقت، فيزيد طول اليوم فيه.

تزودنا نمذجة التغيرات الحاصلة في اهتزاز الأرض مع دورانها صورة تقريبية لهذا التباطؤ على مدى تاريخ الكوكب. ولو أن هذه الصورة التقريبية ذات خلل جسيم، كما وضح الباحثون، لأنها تشير إلى أنَّ الأرض والقمر كان من المفترض أن يصطدما قبل نحو 1.5 مليار سنة.

أجرى فريقٌ من علماء الجيولوجيا يقودهم هي هوانغ He Hung من جامعة تشنغدو التقنية في الصين دراسة جديدة، حاولوا فيها توضيح تاريخ دوران الأرض من خلال ثمان مجموعات من البيانات عن طبقات صخرية في البيئة البحرية تعود إلى 200-700 مليون عام تقريبًا. تسمى تلك الطبقات الصخرية التايداليت، وهي تتكون نتيجة تأثير المد والجزر على البيئة البحرية، لذا فإنها تسجل قوة المد والجزر، جزئيًا لأنها تكشف عن سمك المحيط. جمع الفريق هذه البيانات ونماذج من قوى المدّ والجزر الحاصلة بسبب الجاذبية بين القمر والأرض لتتبع سرعة دوران الأرض حول محورها في المدة التي غطّتها الدراسة- نصف مليارسنة.

اكتشف الباحثون نمط درجات في دوران الأرض، تغير فيها دوران الأرض كثيرًا وبسرعة في مرحلتين، تبعته فترات استقرار. زاد طول النهار 2.2 ساعة في المدة التي تتبعتها الدراسة، وابتعد القمر نحو 20 ألف كيلومتر عن الأرض في ذات المدة.

امتدَّت إحدى المرحلتين من 650 إلى 500 سنة خلت تقريبًا، وشملت الانفجار الكمبري، وهو العصر الذي تنوّعت فيه الحياة وتشعّبت جدًا. وامتدت المرحلة الأخرى من 340 إلى 280 سنة خلت تقريبًا، أي حين غطت الأنهار الجليدية الضخمة سطح الأرض.

تشيرالدراسة إلى أن القمر بزيادته طول اليوم، ومن ثم مدة التعرض لأشعة الشمس، ربما أدى إلى أحداث أكسجة كبيرة أفضت إلى تنوع الحياة. ولو أن الباحثون في الدراسة يعلقون أن ذلك يحتاج إلى «تفسيره بحذر».

أثارت الدراسة الشك في نظرية أخرى تقول إن العصر الذي غطّى فيه الجليد الأرض بسرعة، وحدث فيه انقراض جماعي، كان ذا تأثير شديد في دوران الأرض. غير أنَّ الباحثون يرون حدوث التباطؤ بمعظمه بسبب القوى المدية بفعل القمر.

  • ترجمة: آيات حبيب
  • المصادر: 1