لتطوير الإبداع جرب هذه المحفزات ال 8

بينما يصبح الذكاء الاصطناعي المتزايد أكثر شيوعًا في مجال العمل، فإن مفتاح نجاحنا جميعًا سواء كنا موظفين مبتدئين أو مدراء أكبر سنًا سيكون تفويض عملنا الروتيني للتكنولوجيا وأن نكرّس أنفسنا لأهداف أكثر إبداعية. وسواء كنا نعيد تصور استراتيجيات المبيعات أو التسويق، وتحسين العمليات الداخلية، أو زيادة تدفقات الإيرادات البديلة، فهذه هي فرصتنا لنصبح الأشخاص الذين يقودون الإبداع والتقدم في مسيراتنا المهنية ومؤسساتنا.

بالفعل أظهر استبيان عام 2024 الذي أجرته الخدمات التحليلية في موقعي Canva وHBR بأن 91% من المستجيبين يعتقدون أن التفكير الإبداعي هو سمة رئيسية للمهنيين العاملين. بينما 96%اتفقوا على أنه ضروري لأداء ونجاح الشركة على المدى الطويل. وبالرغم من ذلك، لا يزال الكثير منا يكافح للوصول إلى إمكاناتنا الإبداعية.

فكيف تطلق إبداعك وإبداع فريقك؟ اعتمادًا على عقود من خبرتنا في قيادة وسائل الإعلام ووكالات الإعلان وتقديم المشورة للعملاء، هنا بعض الإرشادات والمحفزات التي وجدنا أنها مفيدة بشكلٍ خاص في إثارة تفكير جديد.

استعد.

يتطلب الإبداع أن تكون في حالة ذهنية مناسبة لها. يوجد سبب أن بعض أفضل أفكارنا تأتينا أثناء الاستحمام؛ فنحن نقوم به بعد نوم لتصفية الذهن أو بعد أداء التمرين، ولبضع دقائق بعد هطول الماء علينا نشعر بزوال مشتتات العمل والحياة اليومية.

لذا قبل أن تباشر في أي من التمرينات الموصوفة في الأسفل من المهم أن تحضر نفسك. خصص وقتًا، وابدأ في بعض تمارين التنفس لتعزيز تركيزك. تأكد بأنك منفتح ومتقبل لأفكارك ومشاعرك وكذلك أفكار شركائك المبدعين. تذكر بأن العملية ستكون فوضوية ومليئة بالتكرار وإعادة التكرار، ولكن الهدف النهائي هو ظهور أفكار جديدة تحفز النمو.

سواء عملت لوحدك أو مع الزملاء فإنه من المفيد أيضًا أن تسأل نفسك أسئلة تحديد السياق مثل: “أين نحن؟ أين نريد أن نذهب؟ هل لدينا الأنظمة والدعم المناسب لنفكر وننفذ بإبداعية أكثر؟ ما مدى عمق وطول فترة الالتزام التي يمكننا القيام بها؟ كم مقدار المشقة التي سنتحملها خلال العملية؟”.

بعد هذا العمل التحضيري يجب عليك أن تكون مستعدًا لتجربة أربعة أنواع مختلفة من المحفزات الإبداعية. الإعداد الأول مصمم للحث على التغيير عندما تكون في روتين. أما الثاني فهو لإنعاش فريقك بعد فترة من الركود. والثالث للانتعاش والتجديد على قمة النجاح. الرابع لاختبار التغيير إذا كنت تعتقد أنه ضرورياً.

أحدثْ التغيير.

لربما أنت قلقًا حول الخسارة أمام المنافسين أو أن تكون استجابة العميل عادية، أو لقد رأيت فشل مبادرات تغيير سابقة. عندما يكون الافراد أو الفرق في روتين ممل ويبحثون عن التجديد نوصي بهذين التمرينين غالبًا:

1-بالغْ

خذ مشكلة أو تحديًا وفكر بأكثر طريقة متطرفة لحلها. ماذا سوف تفعل لو كان لديك تأثير أو وقت أوميزانية بشكل غير محدود؟ على سبيل المثال، اعتبر أن الفكرة الغريبة طرحت من قبل منظمي الاحتفال الافتتاحي للألعاب الأولمبية في لندن. هل رافق جيمس بوند الملكة إليزابيث الثانية إلى مروحية حيث ستهبط منها بمظلة على المدرج! على الرغم من أن الحيلة المزدوجة حققت هذا الإنجاز الأخير، إلا أن الملكة والممثل دانيال كريج اتفقا بشجاعة على الإعداد المسجل بالفيديو، مما يوفر انطلاقة لا تُنسى لم تكن ممكنة إلا لأن شخصًا ما كان على استعداد للتفكير خارج الصندوق.

2-ابدأ ثورة

ناقش كل القواعد المعلنة وغير المعلنة حول العمل الذي تقوم به والعروض التي تتلقاها. أكتب هذه الحكم المشجعة أو التقليدية، ثم تحدث حول كيف بإمكانك تحديها أو القيام بعكس كل واحدة. على سبيل المثال، في عام 1990، لاحظ مدير التسويق في Ajax أن جميع عروض الوكالة الإعلانية والتي كان يحصل عليها من أجل منتجه الأخير – بخاخ تنظيف لا يترك رواسب – صورت ربة منزل مبتسمة تستخدمه للتنظيف بسرعة ومن ثم تخصص الوقت الموفر للأصدقاء أو هواية ما. ولكن عرض واحد أظهر رجلًا يقوم بالتنظيف مع شعار: “وفر له الوقت، اشترِ سائل أياكس الجديد.” اختار المدير هذا الخيار الذي يتحدى النمطية. وحققت الحملة مبيعات ضخمة لصالح شركة Ajax.

غذِّ وازدهر.

هذه الإستراتيجيات لتستخدمها عندما تحاول أن تتجاوز فترة ركود. ربما أنت تفكر كيف نستعيد إيقاعنا؟ أو أنك تحاول التعافي من الإرهاق، أو أنت تشعر بالملل فقط وتبحث عن شيء جديد.

عبّر بلغة مختلفة.

استبدال الكلمات الأساسية ببساطة في تحديك الإبداعي سيمكّن فريقك التفكير بشكل مختلف. إذا كانت مهمتك أن تحافظ على العملاء استخدم لغة الاستشارة الزوجية. اسأل: كيف يمكننا تحسين هذه العلاقة؟ ما الذي يمكننا فعله لزيادة المودة وضمان الولاء؟ أو إذا لم تكن رائد في السوق في فئة تنافسية عبر عن هذا لصالحك. مثال رائع عن هذا كان حملة إعلان تأجير السيارات لشركة Avis في ستينيات القرن الماضي، مع شعار: “عندما تكون رقم اثنين فقط، حاول بجهد أكبر.” ساعد هذا التحويل البسيط العلامة التجارية على الانتقال من الخسارة إلى الربح لأول مرة منذ عقد.

استخدم فكرة قديمة.

هل من الممكن لفكرة من الماضي أن تساعدك على حل مشكلتك الحالية؟ لا تتغير الطبيعة الإنسانية كثيرًا. فإن شيء ما قديم الطراز قد يعمل مجددًا الآن. ابحث عن الشخص الأكثر خبرة في قسمك وأجر مقابلة معهم لترى إذا كانت أية استراتيجيات أو تقنيات قديمة تستحق الإحياء. احتفظ ببنك الأفكار التي لم تنجح تمامًا ولكن من الممكن تجربتها مجددًا.

تأمل جيني، مديرة أرادت تشجيع المزيد من فريقها للعودة إلى المكتب بعد الجائحة. بعد الاستماع إلى الموظفين وهم يوضحون لماذا كانوا معارضين – بما أن جداول الأشخاص متنوعة كان هناك القليل من الجانب المهني أو الشخصي للدخول – أدركت بأنها بحاجة لإنشاء خبرة قصيرة وممتعة وجماعية والتي سيرغب كل شخص في المشاركة فيها. فكرت في مسابقات الفطائر العادلة في المقاطعة القديمة، حيث يتجمع الجمهور ليرى من هو أفضل خباز فيهم. ثم أسست نسختها الخاصة: كأس العالم للبسكويت. على كل زميلين أن يحضرا هدية من أفضل الحلوى منزلية الصنع كل أربعاء ليشاركوها مع رفاقهم. وهم سوف يصوتون لمن الدور القادم. وبعد سبعة أسابيع توُج الفائز. وتم تنشيط فريق جيني حديثًا حول الاجتماع يومًا في الأسبوع للتفاعل مع بعضهم البعض.

حدّث وجدّد.

هذه الاستراتيجيات عندما تبحث ليس فقط عن ثورة بل عن تحديث وتجديد. لربما امتدت فترة نمو عملك وأنت تحاول معرفة كيفية المحافظة على استمراره، أو عمل فريقك مع بعضهم لزمن طويل ويحتاج شيئًا جديدًا ليثير حماسه.

ما الشيء الناقص؟

فكر حول مالا تفعله واسأل لماذا. انظر حيث لا توجد منافسة وفكر ما الذي قد تكسبه إذا امتدت هناك. بعد فترة قصيرة من جعل زواج الشواذ قانونيًا في الولايات المتحدة الأمريكية في عام2015، أدرك المسوق بينجامين فيندرامين بأنه لا يوجد العديد من أغاني الحب لمثلي الجنس. طور فريقه فكرة لصالح منتجعات MGM – تكليف جديد أو إعادة تخيل تسجيلات من ستة فنانين من ضمنهم بوب ديلان وفنسنت – وفازت الحملة (أطلق عليها اسم الحب العالمي) بخمس جوائز عام 2018 في مهرجان كانز ليونز Cannes Lions.

على عكس ريك، استراتيجي التسويق الذي رأى أن العديد من العلامات التجارية تفشل في حملاتها المستمرة لأن العملاء لم يشاهدوا أي تأثير ملموس؛ عدم وجود صلة له في حياتهم المعيشية. فكر ريك في السبب الأساسي الأكثر ارتباطًا بالطبيعة – المنتزهات الوطنية – ووصل المنظمة بعملائه للعمل معًا على مبادرات واضحة وشعبية وذات هدف.

ماذا سيفعل عدوك؟

من هو العدو بالنسبة لعملك أو فريقك أو مشروعك. لمَ تعتبرهم تحدٍ؟ وما الذي يمكنك فعله لتسبق خطوتهم القادمة أو تتفوق على طريقة تفكيرهم؟ على سبيل المثال، قبل أن تطلق علامة تجارية منافسة منتجها من سائل التنظيف في أسواق بريطانيا، قدمت علامة تجارية قديمة خصمًا كبيرًا على نطاق واسع على المشتريات بالجملة من منتجاتها، ضامنة لهم بأن قلة من الناس سيحتاجون لشراء المزيد للأشهر القليلة المقبلة.

اختبار التغيير.

هذه الاستراتيجيات تحتاجها عندما تريد أن تقلب الصفحة. في الأوقات الصعبة وقد خسرت أهم عميل لك، أو أن شركة ناشئة قد شوشت على عملك وأنت تتساءل الآن ما الذي ستفعله.

انهض واعمل لستة أسابيع متواصلة

اختر شيئًا تريد أن تجربه وأعط نفسك موعدًا نهائيًا صارمًا للقيام بذلك. اعمل بشكلٍ عكسي لتنهي عملك بسرعة. ما الذي ينبغي أن يحدث في الأسبوع الأول أو في الأيام الثلاثة الأولى؟ ضع معايير غير معقولة. قسم العمل إلى أجزاء صغيرة وكن مدهوشًا لما يمكنك إنجازه خلال زمن قصير. يمكن للعلامة التجارية الإسبانية العملاقة زارا Zara أن تنتقل من رسم الأزياء إلى خياطة الثوب ووضعه على رف المتجر خلال فترة زمنية لا تقل عن شهر. ما الفكرة التي قد تختبرها في نفس المدة الزمنية؟

واصل إلى أن تشعر بالخوف.

لا تقبل الفكرة الأولى أو الثانية أو الثالثة. استمر حتى تحصل على التي تشعرك بالخوف. على سبيل المثال، عندما تولت سارة منصب الإدراة في شركتها، كانت تعلم أنه يوجد ثلاثة أقسام كل منها بإدارة شخصيات قوية لم يعملوا معًا جيدًا. وكانت فكرتها الأولية لحل المشكلة هي تسجيل الثلاثي في دورة إدارة مشتركة أو تدريب فردي وجماعي. أما فكرتها الثانية كانت أن تجمعهم في لقاء معها، ولكنها ترددت إذ مثل تلك الإجراءات لن تؤثر في تغيير سلوكهم على المدى الطويل. فكرتها الثالثة كانت إعادة تنظيم الشركة بتقليص الثلاثة أقسام إلى اثنين ومنح كل إداري منصب وفريق وأهداف متخيلة. كان خيارًا مثيرًا للجدل وكانت هناك مشاكل جديدة. ولكن بعد مرور عام، اختفت الصوامع، وكان المدراء الثلاثة يعملون معًا بشكل جيد، وبلغت الإيرادات %20 فصليا بسبب تدفق الإيرادات.

يبقى الإبداع البشري في عصر التكنولوجيا قوة عظمى تحقق النمو في سيرتك المهنية ومؤسستك. وتجعل مكان العمل أيضًا أكثر متعةً ومرحًا. جرب هذه التمارين واجعل هذه الأمثلة تلهمك. واحضر عقلك الإبداعي إلى العمل في السنة الجديدة.