ستة أعراض مرضية تدل على تلوث الهواء

لعلك تتساءل عن ماهية الأعراض المرضية الناتجة عن سوء نوعية الهواء؟

يقضي الأمريكيون في المتوسط 90% من وقتهم داخل المباني، إذ يمكن أن تكون تركيزات بعض الملوثات، مثل أبواغ العفن والغبار أعلى بكثير من الخارج.

يمكن أن تؤدي ملوثات الهواء إلى تفاقم أعراض العديد من أمراض الجهاز التنفسي، مثل الربو والتليف الكيسي وسرطان الرئة، الأمر الذي يلزم أصحاب هذه المشاكل الصحية الحفاظ على الهواء في منازلهم نظيفًا قدر الإمكان. وهنا يمكن أن يساعدك دليلنا لأفضل أجهزة تنقية الهواء إذا كنت تفكر في شراء جهاز تنقية الهواء لتحسين جودة الهواء في منزلك.

ولكن ما هي الأعراض الأكثر شيوعًا لسوء نقاوة الهواء؟ وكيف يمكننا تحسين الهواء في منازلنا؟

يستجيب جهازنا المناعي لوجود المواد المسببة للحساسية عن طريق تنشيط الأغشية المخاطية في أنفنا وحلقنا، مسببًا السعال والعطاس وسيلان الأنف، وقد تعاني أيضًا من حكة وعيونًا دامعة، وهي من الأعراض الدالة على تحفيز جهاز المناعة لديك بواسطة الملوثات الموجودة في الهواء.

يمكن أن يؤدي الغبار والملوثات الميكروبية مثل أبواغ العفن أو البكتيريا المنقولة بالهواء ودخان التبغ والمبيدات الحشرية والمطهرات وحتى العطور إلى تهيج جهازنا التنفسي مسببةً أعراضًا مرضية أو تدني نقاوة الهواء. إذ أظهرت الدراسات أنّ منازلنا يمكن أن تكون مليئة بهذه المهيجات، بالإضافة إلى بعض الملوثات الخارجية التي تجد طريقها إلى داخل المباني، خاصةً إذا كنت تعيش في منطقة مكتظة بالسكان.

غالبًا ما تكون أعراض أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو أسوأ بكثير في المناطق ذات نوعية الهواء الرديئة، إذ يمكن أن تؤدي الملوثات المحمولة في الهواء مثل الدخان وحبوب اللقاح والغبار إلى نوبات الربو التي يمكن أن تكون قاتلة، خاصةً لدى الأطفال.

تشرح Enesta Jones، المتحدثة باسم وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA)، أفضل الطرق لمساعدة المصاب بالربو في منزلك. وتقول: «يقضي الأمريكيون ما يصل إلى 90 بالمئة من وقتهم داخل المباني، وتلعب المواد المسببة للحساسية والمهيجات في الأماكن المغلقة دورًا مهمًا في إثارة نوبات الربو». «المحفزات هي الأشياء التي يمكن أن تسبب أعراض الربو أو تزيده سوءًا. ففي حال كنت مصابًا بالربو، فقد تتأثر بمحفزٍ واحدٍ فقط أو العديد من هذه المحفزات. لذا ينصح بالتواصل مع طبيب لتحديد المهيجات ووضع خطة علاجية تتضمن طرقًا لتقليل التعرض لمسببات الربو لديك».

غالبًا ما تتفاقم أعراض سرطان الرئة والتليف الكيسي بسبب سوء نوعية الهواء، وتأثر هذه الحالات في الرئتين. فبينما يظن معظم الناس أن التدخين عامل مشترك يساهم في الإصابة بسرطان الرئة، إلا أنّهم لا يدركون أن سوء نوعية الهواء وخاصةً تلوثه، يمكن أن يزيد أيضًا من خطر الإصابة بهذا المرض.

الشعور بالدوار

الدوار من الأعراض الشائعة الأخرى الناتجة عن سوء الهواء. إذ غالبًا ما تسبب الملوثات في الأماكن المغلقة، مثل أول أكسيد الكربون، الشعور بالدوار والدوخة، مما يدل على أنّ الهواء الذي تتنفسه قد يكون ملوثًا.

يمكن أن يتسبب كل من أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكربون في تسممك، وفي تلف الأنسجة أيصًا، وحتى التسبب في الوفاة عند التعرض لهما لفترة طويلة.

إذا وجدت أنّ الأعراض المرضية تختفي بعد مغادرة المكان، فيستحسن أن تتصل بأخصائي لفحص أنابيب الغاز بحثًا عن التسريبات المحتملة. كما يمكن أن يؤدي إهمال صيانة الأجهزة المنزلية مثل الغلايات ومدافئ الغاز والمواقد وسخانات المياه إلى تسرب أول أكسيد الكربون والتسبب في بعض الأعراض المرضية الناتجة عن تلوث الهواء. لذا يمكنك شراء أجهزة الكشف عن أول أكسيد الكربون بتكلفة زهيدة إلى حد ما من معظم متاجر الأجهزة أو السوبر ماركت.

الصداع

قد تجد نفسك تعاني من الصداع إذا كنت في بيئة ذات هواء غير نقي. ناهيك عن الدوخة، إذ يمكن أن يكون الصداع علامة على تسمم بأول أكسيد الكربون، وقد يكون أيضًا علامة على ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في حال كنت في منطقة سيئة التهوية، وأظهرت الدراسات أنّ العيش في مناطق ذات هواء شديد التلوث، كالأماكن القريبة من طريق رئيسي أو مطار، مرتبط بمشاكل تنفسية مزمنة، وأمراض معدية، وحتى قد يتسبب بتشوهات خَلقية عند الولادة.

الإرهاق

يمكن أن يكون التعب عرضًا آخر لسوء الهواء الذي نتنفسه، ومرتبطًا بأمراض الجهاز التنفسي مثل الربو. إذ يمكن أن يؤدي الضرر الذي يلحق بالجسم بسبب أمراض الجهاز التنفسي إلى نفاد طاقة الشخص المريض والشعور بالإجهاد بشكل أسرع من الشخص السليم، أو قد يحتاج لبذل جهد أكبر لإتمام المهام الأساسية التي يمكن اعتبارها سهلة. فإذا كان لدى شخصٍ ما مثلًا أعراضًا ظاهرةً للربو، فقد يجد نفسه أيضًا يعاني من الإرهاق بسبب الضغط النفسي لمحاولة السيطرة على الأعراض وتجنب حدوث نوبة.

الإصابة ببكتيريا ليجيونيلا

يمكن أن تأوي أجهزة تكييف الهواء سيئة الصيانة بكتيريا الليجيونيلا التي تصيب الجهاز التنفسي مسببًا التهابًا رئويًا. إذ تعيش هذه البكتيريا في الماء في المكيفات مما يعمل على انتشارها في الهواء عند تشغيل المكيفات. وبالتالي استنشاقها، خاصةً في المناطق ذات التهوية السيئة. لذلك من الضروري الحفاظ على نظافة أجهزة التكييف، لتقليل خطر الإصابة بهذا المرض الناتج عن تلوث الهواء.

كيفية تحسين الهواء المحيط بك

يمكن أن تساعدك معرفة مؤشر جودة الهواء لمنطقتك المحيطة (وهو مؤشر تستخدمه الحكومات لإبلاغ السكان بمدى تلوث الهواء المحيط) على فهم مقدار مشكلة تلوث الهواء في المكان الذي تعيش فيه. ومن هذا المنطلق يعد شراء جهاز تنقية الهواء قليل التكلفة وسيلة لتقليل كمية المواد المسببة للحساسية والمهيجات في الهواء في منزلك.

كما يمكنك التأكد من تهوية منزلك بشكل صحيح عند استخدام معطرات الجو أو حرق أي شيء مثل البخور أو الشموع، وما ينتج عنه من سخام. لذا يتوجب تنظيف الأجهزة وصيانتها بشكل صحيح مثل مكيفات الهواء والمواقد، وتأكد من أنّ لديك أجهزة كشف أول أكسيد الكربون معدة لفحص هواء المنزل بحثًا عن ملوثات خطرة.

يوضح المتحدث باسم وكالة حماية البيئة، نيك كونجر، أهم نصائحه لتحسين الهواء في الأماكن المغلقة قائلًا: «هناك ثلاث استراتيجيات بسيطة تنصح بها وكالة حماية البيئة لتحسين جودة الهواء الداخلي، وهي التحكم في مصدر التلوث، وتحسين التهوية واستخدام منقيات الهواء».

إذ يجب معرفة مصدر التلوث في البيئة المحيطة والتخلص منه. على سبيل المثال، إذا كان عزل الحرير الصخري رديئًا في منزلك أو مكان عملك، فسيكون من الأكثر فاعلية إزالته بأمان بواسطة أخصائي للتخلص من آثاره. كما قد تنتقل أيضًا الملوثات الخارجية مثل المبيدات الحشرية إلى منزلك عن طريق الهواء لذا فإن إيجاد بديل طبيعي لهذه الملوثات في حديقتك قد يقلل من التلوث.

  • ترجمة: عبير زبون
  • تدقيق علمي ولغوي: نور عباس
  • المصادر: 1