يقول العلماء: “إنّ منازل مليارات الأشخاص على وشك أن تصبح غير صالحة للسكن”

«سيعاني مليارات الأشخاص الفقراء، وقد يموت العديد منهم».

لا مكان كالمنزل

مع استمرار ارتفاع درجات حرارة الأرض قد تصبح كميّات كبيرة من الأراضي غير صالحة للسكن قريبًا. يقول العلماء: ستكون مسألة حياة أو موت.

وفقًا لتحليلٍ جديدٍ من باحثي جامعتَي (بنسلفانيا) و (بوردو)، فقد ارتفعت درجة حرارة الأرض بأكثر من 1.5 درجة مئويّة فوق المستويات الصناعيّة السابقة -والتي تعادل تقريبًا درجة مئويّة إضافيّة عن درجتها الحاليّة- فسيتعرّض “مليارات” من البشر عبر مناطق شاسعة من العالم لحرارةٍ مفرطةٍ لدرجة أنّ أجسادهم لن تكون قادرة على التبريد الطبيعيّ بعد الآن، ممّا يعرضهم لمخاطرَ متزايدةٍ من الأمراض والوفاة الناجمة عن الحرارة.

مع تزايد تكرار موجات الحرارة وشدّتها واستمرارها لفتراتٍ أطول، “تصبح مسألة تجاوز الحدود الحراريّة ملحّة”، وفقًا للورقة التي نُشرت يوم الاثنين في مجلة (PNAS). وبشكل مخيفٍ، يضيف الباحثون أنّه إذا استمْرَرْنا في المسار المناخيّ الحاليّ؛ فإن “مستويات الحرارة المفرطة في المستقبل ستكون خارج حدود تجارب الإنسان الماضية وخارج استراتيجيات التخفيف الحراري الحاليّة لمليارات الأشخاص”.

بعبارةٍ أخرى، إذا استمرّت الاتّجاهات المناخيّة الحاليّة، ستصبح مناطق متزايدة من الكوكب غير صالحة للعيش بالنسبة لسكانها الذين قد يموتون نتيجة للحرارة المفرطة، أو قد يضطرون للفرار.

الرطوبة تقتل

ركّز الباحثون على (الحرارة الرطبة) الغنيّة بالرطوبة، وهي شكلٌ خطيرٌ بشكلٍ خاص من درجات الحرارة المفرطة التي تعيق استجابات الجسم الحراريّة للإنسان. عندما يتعرّق الإنسان يجب أن يتبخّر هذا التعرّق بشكل مثاليّ؛ ممّا يبرّد جسمنا في هذه العمليّة. إذا كان الهواء رطبًا جدًا -بالفعل- فإنّ التعرّق لا يتبخّر بسهولة، مما يتسبّب في انقطاعٍ خطيرٍ في عمليّات تنظيم درجة حرارتنا الداخليّة.

ووفقًا للدراسة، قد تشكّل عواقب عدم القدرة على التخفيف من حرارة الرطوبة المفرطة تهديدًا خاصًّا للبشر في البلدان كثيفة السكان، والتي تتميّز بدخلٍ منخفضٍ إلى متوسطٍ، وفي المناطق الاستوائيّة وشبه الاستوائيّة الرطبة. من المرجّح أن تتجاوز هذه المناطق عتبة الحرارة الصحيّة قبل أن يتجاوز كوكبنا زيادة درجة حرارة ثلاث درجات مئويّة مخيفة- سيناريو مناخيّ مروّع يتميّز بقسوته بوجود هذه الدول التي، كما قال أحد مؤلّفي الدراسة (ماثيو هيوبر) في بيان صحفي: «تولّد انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة أقل بكثير مقارنةً بالدول الغنيّة».

وفقًا لما قاله أستاذ في جامعة (بوردو) ومدير معهد الجامعة لمستقبل مستدام هيوبر: «سيحدث أسوأ ضغط حراريّ في المناطق التي ليست ثريّة والتي من المتوقّع أن تشهد نموًّا سكانيًّا سريعًا في العقود القادمة».

وأضاف قائلاً:: «نتيجة لذلك سيعاني مليارات الأشخاص الفقراء، وقد يموت العديد منهم».

إنّها توقّعات مروٍعة! وبما أنّ البشر حول العالم يعانون بالفعل من آثار مروّعة بسبب تغيّر المناخ الناجم عن الاحتباس الحراريّ من الحرائق إلى الفيضانات وغيرها؛ فإنّها ليست مستقبلًا صعبًا تخيّله.

  • ترجمة: إلهام مخلوف
  • المصادر: 1