دراسة تبيّن العلاقة بين السمنة والعمر وكيمياء الجسم
يُحرز فريق من علماء جامعة كليمسون (Clemson University) تقدُمًا في فهم العلاقة بين إنزيمات محددة تنتج طبيعيًا في الجسم ودورها في تنظيم السمنة والتحكم بأمراض الكبد.
يُعاني أكثر من 42% من البالغين و19% من اليافعين في الولايات المتحدة من السمنة وفقًا للبيانات المُجمعة في خلال الفترة بين 2017-2018 من مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC).
درس ثلاثة باحثين من جامعة كليمسون وزُملاؤهم من مدرسة الطب بجامعة إيموري (Emory University School of Medicine) ذكور الفئران الذين يفتقرون إلى إنزيم Cyp2b وكيف أثر نقص الإنزيم على الاستقلاب عندهم.
قال الأستاذ ومنسق برنامج الدراسات العُليا في قسم العلوم الحيوية بجامعة كليمسون ويليام بالدوين أن انطلاق البحث يرجع جُزئيًا إلى ملاحظة بسيطة هي: زيادة وزن ذكور الفئران الذين يفتقرون إلى إنزيم Cyp2b، ولم يُلاحظ نفس التأثير على إناث الفئران التي تفتقر لإنزيم Cyp2b.
قال الأستاذ في قسم العلوم الحيوية بالدوين: «لاحظنا أن الفئران الذين يفتقرون لإنزيم Cyp2b كانوا أثقل، إنهم أكثر عُرضةً للسمنة -على الأقل السمنة التي يسببها النظام الغذائي- خاصةً لدى الذكور أكثر من فئران النوع البري، وكُنا نحاول اكتشاف سبب ذلك».
في حين أن الملاحظة التي نبّهت الباحثين كانت واضحة ومباشرة، اتضح أن فهم التفاعلات وراء زيادة الوزن سيكون أعقد من ذلك.
قال بالدوين: «سيكون من الرائع لو وُجدت إجابة واضحة وبسيطة، لكنها قد لا تكون كذلك».
أشار بالدوين إلى تعقيد العمليات الكيميائية المتعددة التي تشمل إنزيم سيتوكروم بي (CYP) الذي يُؤدي أدوارًا مُختلفةً في جسم الإنسان، وهو جُزءٌ من عائلة عُظمى للإنزيمات، وقال أن إنزيمات Cyp2b تعمل على استقلاب بعض المواد السامة والأدوية لإزالتها من الجسم.
لكن لإنزيمات سيتوكروم بي نفسها وظائف أخرى أيضًا، يوضح بالدوين: «إنها تستقلب الأحماض الصفراوية، والهرمونات الستيرويدية والدهون عديدة اللاتشبع من نظامنا الغذائي، وهذا يعني أن كل هذه الأشياء يُمكن أن تتداخل أيضًا، إذا كنت تتناول غذاءً مليئًا بالدهون، فإنه قد يمنع استقلاب الأدوية التي تتناولها. بالتأكيد … قد تمنع الأدوية استقلاب الدهون لديك، وقد تؤثر على استقلاب الستيرويدات، وهكذا».
راقب الباحثون أيضًا الارتباط بين «اضطراب دهنيات الدم» والأمراض.
أشار الباحثون إلى أن الصحة العامة والقابلية للمرض تتأثر كثيرًا بالتغيرات في الدهون. تُسبب الأنظمة الغذائية عالية الدهون السمنة، مثل النظام الغذائي الغربي، وتُغيّر الدهون الكبدية جذريًا، كما يرتبط اضطراب دهنيات الدم بأمراض كبدية محددة مثل مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) والتهاب الكبد الدهني غير الكحولي (NASH).
قاد بالدوين بحثًا سابقًا بشأن العلاقة بين النظام الغذائي والمواد السامة البيئية. ركّزت الدراسة الأحدث على تأثير العمر والنظام الغذائي على هذه العمليات الاستقلابية.
ماذا يُسبب لنا النظام الغذائي السيئ؟ ماذا يُسبب لنا تقدّم العُمر؟ قال بالدوين عن البحث الأخير: «ذلك نوع من الفكرة هنا، نحن نبحث في هذه الإنزيمات، ما قد يحدث بمرور الوقت لنتائجنا في هذا النموذج من الفئران مُقارنةً بالفئران من النوع البري فقط، ما قد يحدث بمرور الوقت مع نظام غذائي عالي الدهون، وما قد يحدث بمرور الوقت مع تقدّمنا في السن، وكيف سيختلف ذلك بين هذا النموذج من الفئران المُفتقرة لهذه الإنزيمات مُقارنةً بالذين توجد لديهم».
ببساطة أوضح بالدوين: «أحد الأشياء التي رأيناها ولم يكن مُستغربًا هو أن التقدم بالعمر أمرٌ سيئ». من الصعب على الفئران تنظيم وزن الجسم ويزدادون في الوزن، الوزن الذي يكتسبونه هو المزيد من النسيج الدهني الأبيض [نسيج ضام يتكون أساسًا من خلايا دهنية]… وكانت بعض هذه الأشياء أسوأ قليلًا لدى الفئران التي تفتقر لإنزيمات Cyp2b فكانوا أثقل قليلًا، كان لديهم دهون أكثر بقليلٍ من نُظرائهم وكانت أكبادهم أكبر قليلًا وأقل صحةً قليلًا، إذن كان لديهم الكثير من تلك الأشياء التي نربطها مع تقدم العمر».
كان للنظام الغذائي أيضًا تأثيرٌ على صحة الفئران
أكمل بالدوين: «بالتأكيد، فإن النظام الغذائي لم يساعد»، إنها الحالة نفسها: يسبب تناول النظام الغذائي السيئ زيادة الوزن، ويكون ذلك أسوأ لدى الفئران المُفتقرة لإنزيم Cyp2b، ربما بسبب ضعف الاستقلاب».
وقال أن الآلية الدقيقة التي يعمل بها إنزيم Cyp2b غير مفهومة تمامًا.
«أنت تُزيل إنزيمًا يساعد على استقلاب هؤلاء، لكن لا أعتقد أنه يساعد في التخلص من الدهون، لكنه يُمكن الجسم من معرفة أن الدهون موجودة. قد يُنتج جُزيئات إشارات تُخبر بضرورة تقرير ما يجب فعله مع هذه الدهون وضرورة توزيعها. هذا النوع من المعلومات. هذا مُجرد تخمين مُتعلَّم في هذا الوقت، لكنني أعتقد أن هذا ما يحدث على الأرجح».
قال بالدوين أن بحثه الحالي ألقى نظرة فاحصة على الآليات التي تعمل وكيف تختلف في نموذج الإنسان عن دراسات الفئران.
وقال أن البحث الذي سيكون جُزءًا من ورقة بحثية لم تُنشر بعد، يُشير إلى أن الإنزيمات قد لا تعمل بنفس الطريقة تمامًا لدى الإنسان مقارنةً بالفئران. قال بالدوين: «يبدو أن إنزيم الإنسان يجعلنا نُخزن بعض الدهون في الكبد، بينما يوجه إنزيم الفئران تخزين الدهون في النسيج الدهني الأبيض، توجد تلميحات هنا في هذه الورقة البحثية على أن هذا هو الحال.
نُشرت نتائج الدراسة في مجلة الدهون في ورقة بحثية بعنوان: «التغيرات المرتبطة بالعمر والنظام الغذائي في مستويات الدهون الكبدية للفوسفوليبيدات لدى ذكور الفئران»: تسريع العمر في الفئران المفتقرة لإنزيم Cyp2b.
- ترجمة: محمد اللحام
- تدقيق علمي ولغوي: بهاء كاظم
- المصادر: 1