دراسة: المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للأدوية ظهرت في القنافذ في الفترة الزمنية السابقة للمضادات الحيوية

أدى اكتشاف المضادات الحيوية -منذ أكثر من 80 عامًا- إلى تحسينات كبيرة في صحة الإنسان والحيوان. على الرغم من أن مقاومة المضادات الحيوية في البكتيريا قديمة، يُعتقد أن المقاومة في الأمراض البشرية ظاهرة حديثة نتيجةً للاستخدام السريري للمضادات الحيوية.

وقد كشفت دراسة جديدة أن سلالات معينة من المكورات العنقودية الذهبية طورت مقاومة للميثيسيلين (من المضادات الحيوية) منذ ما يقارب 200 عام.

المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين (MRSA) هي إحدى أشيع المُمْرِضات البكتيرية المقاومة للمضادات الحيوية، وتسبب ما يبلغ من 171000 إصابة منتشرة كل عام في أوروبا وحدها.

حددت MRSA لأول مرة في ،1960 بعد وقت قصير من إدخال الميثيسيلين كخيار علاجي ضد استنساخ المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للبنسلين، ولكن ربما اختير من خلال الاستخدام السريري للبنسلين على مدى السنوات العشرين الماضية. وظهرت مقاومة الميثيسيلين لاحقًا في العديد من المكورات العنقودية الذهبية المستنسخة حول العالم، سواء في المستشفيات أو في البيئات المجتمعية أو في الماشية مثل الخنازير والماشية.

ونتج عن ذلك مضاعفات خطيرة على علاج الإنتانات الشديدة، وتعد منظمة الصحة العالمية الآن أن المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسلين تشكل تهديدًا جسيمًا لصحة الإنسان.

صرح الدكتور جيسبر لارسن وزملاؤه في مختبر ستاتن سيروم: أظهرت استطلاعات hedgehog من الدنمارك والسويد سابقًا انتشارًا مرتفعًا بنحو مثير للدهشة لـ mecC-MRSA – MRSA الذي يحمل mecA، وهو مورثة تُرمز مقاومة الميثيسيلين عن طريق إنتاج بروتين يسمى البروتين المرتبط بالبنسلين 2a (PBP2a) – ما يرفع احتمالية أن يكون تطور هذه البكتيريا نتيجة للانتقاء الطبيعي في الحياة البرية، بدلاً من الاستخدام السريري للمضادات الحيوية. على مر التاريخ، اكتشفت mecC-MRSA لأول مرة في أبقار الألبان وبعد ذلك في البشر، مما يشير إلى أن استخدام المضادات الحيوية في الماشية كان يوفر ميزة انتقائية وأن العدوى البشرية كانت نتيجة انتقال حيواني المنشأ”.

في دراسة جديدة، أجرى المؤلفون فحصًا لتوزيع mecC-MRSA وأنواع أخرى من المكورات العنقودية الذهبية في القنافذ في عشر دول أوروبية ونيوزيلندا.

وقالوا “حللنا 828 عينة من منطقة الأنف وجلد وقدمي 276 قنفذًا، مصدرها 16 مركزًا لإنقاذ الحياة البرية في عشر دول أوروبية ومركزين لإنقاذ الحياة البرية في نيوزيلندا. وأظهرت النتائج أن mecC-MRSA موجودًا في 101 من 172 قنفذًا (222 من أصل 516 عينة)، وكالتالي:

من إنجلترا وويلز (66٪، 81 من أصل 123)

جمهورية التشيك (50٪، 6 من أصل 12)

الدنمارك (50٪، 11 من أصل 22)

البرتغال (29٪، 2 من أصل 7)

نيوزيلندا (6٪، 1 من أصل 17)

ما وسع التوزيع الجغرافي المعروف لـ mecC-MRSA في القنافذ. وعلى النقيض من ذلك، اختبرت كل القنافذ الـ 104 (312 عينة) من اليونان ورومانيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا أعطوا نتيجة سلبية لـ mecC-MRSA”.

يعتقد الباحثون أن مقاومة المضادات الحيوية تطورت في المكورات العنقودية الذهبية كتكيف للوجود جنبًا إلى جنب على جلد القنافذ مع فطر Trichophyton erinacei، الذي ينتج المضادات الحيوية الخاصة به.

وقد سبق اكتشاف مقاومة المضادات الحيوية التي تعود إلى قرون استخدام المضادات الحيوية في البيئات الطبية والزراعية.

قال الدكتور إيوان هاريسون، الباحث في معهد ويلكوم سانجر: “باستخدام تقنية التسلسل، قمنا بتتبع الجينات التي تعطي mecC-MRSA مقاومتها للمضادات الحيوية حتى ظهورها الأول، ووجدنا أنها كانت موجودة في القرن التاسع عشر. وتشير دراستنا إلى أن استخدام البنسلين لم يكن هو الذي أدى إلى الظهور الأولي لـ MRSA، لقد كانت عملية بيولوجية طبيعية”. وأضاف “نعتقد أن MRSA تطورت في معركة من أجل البقاء على جلد القنافذ، وانتشرت لاحقًا إلى الماشية والبشر من خلال الاتصال المباشر”.

وقال الدكتور مارك هولمز، الباحث في جامعة كامبريدج: “هذه الدراسة تحذير صارم من أنه عندما نستخدم المضادات الحيوية، علينا استخدامها بحذر”.

“يوجد “مخزون” كبير جدًا للحياة البرية حيث يمكن للبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية البقاء على قيد الحياة – ومن هناك تكون خطوة قصيرة لالتقاطها من قبل الماشية، ثم إصابة البشر”.

  • ترجمة: موسى جعفر
  • المصادر: 1