ماذا لو قفز جميع الركاب على متن طائرة مرة واحدة؟

هل تشعر بالقليل من التوتر قبل رحلة الطيران؟ إن كنت كذلك فأنت لست وحدك، إذ يشعر حوالي 33%-40% بنوع من القلق عند صعود الطائرة.

على اعتبار أن الطائرات جسمٌ معدنيٌ عملاقٌ، يطير في الهواء مكدسًا بالناس والبضائع، فإنها تبدو بالتأكيد محفوفةً بالمخاطر، لكن الطائرات في الواقع ثابتة جدًا، غير مقتنع؟ دعونا نجري تجربة.

لدينا هنا طائرة بوينج 777 إنها رحلة متكاملة، وسوف نجعل كل الركاب ال500 يقفزون مرة واحدة.

ما مقدار القوة التي ستؤثر عليها؟ ما هو التردد الطبيعي؟ لماذا تستخدم أكياس الرمل على متن الطائرة؟ ما هو أسوء ما يمكن أن يحدث.

التوزيع المتوازن للحمولة مهم للغاية لسلامة الطائرة. إذ يمكن أن تكون الطائرة المحملة بشكلٍ غير صحيح خطيرة.

إذ لا تشكل الحمولة الزائدة على الطائرة قلقًا فحسب، بل أيضًا الحمولة القليلة جدًا.

عندما لا تحمل الطائرات عدد كافٍ من الركاب والبضائع، فإنه يجب تحريك المسافرين حول المقصورة لتوزيع الوزن بشكل صحيح. في بعض الأحيان، سيضطر طاقم الرحلة إلى إضافة أكياس رمل تزن 23 كيلوغرامًا (50 رطلاً).

بالعودة إلى التجربة، تعطي المضيفة الإشارة للركاب ويقفز الجميع. عندما تغادر أجساد الأشخاص أرضية المقصورة، تفقد الطائرة وزن 37500 كجم (82500 رطل). ولأن الطائرة أخف وزنًا، فإنها سترتفع للأعلى عندما يغادر الركاب الأرض.

يبذل جميع الركاب قوة تقدر بحوالي 10 أفيال، أو 800 شخص. ونظرًا لأن الطائرة تتحرك بسرعة حوالي 870 كيلومترًا في الساعة (540 ميلاً في الساعة، فإن هذه القفزة الجماعية تحدث فقط تغييرًا طفيفًا في المسار. يمكن للقبطان أن يتكيف بسهولة، على الرغم من الوضع قد يكون مزعجًا قليلًا.

هذا في حال الافتراض أن جميع الركاب البالغ عددهم 500 لديهم متوسط ​​يصل إلى حوالي 75 كجم (165 رطلاً) لوزن إجمالي يبلغ 37500 كجم (82500 رطل). لكن ستكون القصة مختلفة إذا كانت الرحلة مليئة ب500 مصارع سومو، والذين يمكن أن يصل وزنهم إلى 200 كجم (440 رطلاً).

حينها قد يكون السحب أثناء الإقلاع أو الهبوط أكثر خطورة، إذ ستكون سرعة الطائرة أقل بكثير خلال تلك اللحظات، مما يعني أن تغيير الوزن يمكن أن يكون له تأثير أكثر حدة على المسار. وقد لا يتمكن القبطان من التصحيح في الوقت المناسب.

أما إذا قرر الجميع مواصلة القفز بنفس المزامنة، وبسرعةٍ كافية، يمكن إنشاء حالة غير مستقرة تسمى الرفرفة. وينشأ هذا الاهتزاز من الطائرة، مما يتسبب في عدم ثبات الديناميكا الهوائية التي تؤثر على التردد الطبيعي للطائرة.

التردد الطبيعي هو مجموعة الترددات التي يهتز بها الجسم عند الاصطدام به. إذا تسببت الاهتزازات من الركاب الذين يقفزون باستمرار في رفرفة، فقد يتأذى هيكل الطائرة وستسقط من الهواء.

لكن حدوث هذا السيناريو سيكون شبه مستحيل، لذا فهو ليس شيئًا يجب أن تقلق بشأنه حقًا. على الرغم من مخاوف الكثير من الناس، إلا أن الطيران في الواقع آمن للغاية. فالطائرات أكثر أمانًا من القطارات والسيارات.

  • ترجمة: عبير زبون
  • تدقيق علمي ولغوي: حسام عبدالله
  • المصادر: 1