ماذا لو وصلت الأرض لدرجة الغليان لخمس ثوانٍ؟
استعد لبعض الحروق الخطرة وموت الكائنات الفوري. دعنا نرفع الحرارة ونترك الكوكب بأكمله يغلي لخمس ثوانٍ كاملة. كيف ستوثر موجة الحر المروعة هذه على البيئة؟ وماذا ستفعل لكل الكائنات الحية على كوكب الأرض؟ وهل سيُحكم عليك بالانفجار من الداخل؟
بالرغم من أنَّك قد تشكو من الحرارة اللاذعة في يومٍ من فصل الصيف، فإنَّ متوسط درجة حرارة الأرض حوالي 13.9 درجة مئوية (57 درجة فهرنهايت). قارنْ ذلك مع أكثر الأماكن حرارةً على الكوكب، كجبال الصين الملتهبة، أو صحراء لوط الإيرانية، والتي سجلت درجات حرارة عند حوالي 70 درجة مئوية (158 درجة فهرنهايت).
ولا يزال ذلك ليس بسخونة كوب شاي مغلي. يصل الماء لدرجة الغليان عند 100 درجة مئوية (212 درجة فهرنهايت). وبما أن 71 بالمئة من سطح الأرض مغطى بالمياه، فإنَّ الحياة على وشك أن تصبح وكأنك عالق في غلّاية ضخمة. إذا ارتفعت درجات الحرارة فجأة، فلن تضطر للقلق بشأن اشتعال كل شيء.
على الأقل ليس مباشرةً. يشتعل الخشب عند 300 درجة مئوية (572 درجة فهرنهايت). وبينما قد تتخيل أن كل مياه المحيطات ستغلي وتختفي، لا تقلق، فذلك لن يحدث أيضًا. يعود ذلك لازدياد الضغط كلما تعمقت في المحيط، والذي يؤثر بدوره على درجة الغليان.
عند عمق 10 أمتار (32 قدم) فقط تحت سطح الماء، فإنَّ نقطة الغليان تصبح قريبة من حوالي 120 درجة مئوية (248 درجة فهرنهايت)، لذا لن تتحول كل مياه الأرض لبخار. ولكن في المياه السطحية المتبخرة، فمن المرجح أن تمضي معظم الكائنات الحية، والنباتات، والحيوانات هذه الثواني الخمس وهي تغلي حتى الموت. ربما تنجو محبات الحرارة، وهي كائنات حية دقيقة تعيش سالمة في درجات حرارة تصل ل108 درجة مئوية (226 درجة فهرنهايت).
أنت لن تستمع كثيرًا بهذه الفترة الوجيزة المروعة كذلك. سيحرق البخار جلدك ويصيب عينيك بجروح خطيرة. حتى مجرد أخدك لنفس خلال هذا الوقت قد يتسبب بحروق شديدة في الأغشية المخاطية في فمك، وأنفك وحلقك، وفي حال كانت تلك الحروق عميقة بما يكفي لتدمير الأنسجة، فقد ينتهي بك المطاف بالإصابة بانحلال الربيدات (انحلال العضلات المخططة الهيكلية).
قد تؤدي هذه الحالة لضرر دائم لقلبك وكليتيك، بل حتى الموت. لكن ذلك ليس الأسوء حتى. يوجد الكثير من المياه القابلة للغليان في حيزٍ ما؛ جسمك، ذلك لأنَّه يتكون بنسبة 60 بالمئة من الماء. إذا تبخرتْ فإنَّك ستلاحظ ذلك. سيزداد حجم مياه جسمك فجأة بمقدار 1600 مرة. ماذا يحصل عندها؟
ببساطة، ستنفجر من الداخل أنت وأي شيء يحوي الماء بداخله. لكن ربما تكون محظوظًا ولا تكفي خمس ثوانٍ لتفجيرك. هذا لا يعني أنَّ الحياة ستعود لطبيعتها بعد أسوء موجة حر يمكن تخيلها. ستنخفض درجات الحرارة العالمية على نحوٍ كبيرٍ وفي آنٍ واحدٍ بعد الثواني الخمس مباشرةً.
وكل بخار الماء هذا سيتحول مرةً أخرى لسائل. يفضَّل أن تكون مستعدًا لبعض السيول الجنونية والطقس القاسي. سيرفع هذا البخار الذي يتحول لماء من درجات الحرارة في البيئة المحيطة. قد ترتفع الحرارة بما يكفي لدرجة أن القمم والأنهار الجليدية القطبية ستذوب أسرع.
عندما يختفي كل هذا الجليد، فإنًّ مستويات البحر ستزداد بحوالي 70 مترًا (230 قدمًا). وبالرغم من أن الأرض كانت تغلي لنفس المدة التي تستغرقها عملية تثاؤب كبيرة، إلا أنَّها ستخلق ظروفًا يمكن أن تُغمر فيها مدنٌ كبرى حول العالم وتصبح غير قابلة للسكن. يمكن أن يموت ملايين الناس في أعقاب ذلك، هذا إذا لم يتحولوا لقنابل بخارية تلقائية قبل ذلك.
- ترجمة: شادي الصعوب
- تدقيق علمي ولغوي: نور الحاج علي
- المصادر: 1