ماذا لو كانت الأرض مركزاً للنّظام الشّمسي؟

بخلاف ما يَعتقد مُعظم النّاس، فإن الأرض ليست مركز الكون. لكن ماذا لو كان ذلك؟ ماذا لو كانَ علماء الفلك في العصور الوسطى على حق، وكلّ شيء يدور حولك؟ كيف سيغيّر هذا ما نعرفه عن الشّمس؟ ما هي الطرق التي ستتحرك بها الكواكب الأخرى حولنا؟ وكيف سيؤثر ذلكَ على حياتنا اليومية؟

منذ حوالي ألف عام، كان شائعاً على نطاق واسع أنّ الأرض هي مركز الكون. إذا كنت إنساناً قديماً ينظر إلى سماءِ الليل، فسترى القمر والنجوم تبدو وكأنها تدور حولك.

كان هذا هو نموذج مركزية الأرض للنظام الشمسي. إنها تضع الأرض في مركز كل ذلك. وقد اُستخدِم هذا النّموذج لفترة طويلة، من حوالي 550 قبل الميلاد حتى القرن السابع عشر.

في النّهاية، أفادت الملاحظات والمعرفة العلمية الأكثر تقدماً بأنّه لم يعد من الممكن دعم هذه الفكرة. فقد تم استبداله بنموذج مركزية الشمس، الذي يضع الشمس في مركز نظامنا الشمسي.

لكن بمجرد كون هذه الفكرة أبسط لا يعني أنها صحيحة. ماذا لو كانت كل التعقيدات المجنونة والتّصورات لكون مركزية الأرض صحيحة بالفعل؟ إذا كانت الأرض هي مركز النظام الشمسي، فسيتعين عليك التخلص من الكثير مما تعرفه عن الكون.

إذاً ستكون الأرض الآن في منتصف كل شيء، فيحيط بنا عدة طبقات من المدارات السماوية الأخرى، بجوارنا القمر ثمّ الشمس، فالزهرة وعطارد والمريخ وبقية كواكب المجموعة الشمسية، بنظرة أبعد من ذلك، كرة تحوي كل النّجوم، لنصل إلى نهاية الكون كما نعرفه، إذا كانت إعادة الترتيب هذه تعني أنّ قوانين الجاذبية ظلت كما هي، فإنّ أحجام كل من الأرض والشّمس يجب أن تتغيّر بشكل كبير.

أي أنّ كوكبنا يجب أن يكون أكبر، والشّمس يجب أن تكون أصغر، وهذا ليس بقليل، إذ أنّ أكبر كواكب المجموعة الشّمسية الآن هو “كوكب المُشتري”، وتبلغ كتلته 0,1% فقط من كتلة الشّمس، وفي نفس الوقت أكبر بثلاثمئة مرة من كتلة الأرض، لذلك ستطلّب هذا بعض التغييرات في محيطنا الكوكبي.

بالمقابل الشّمس الأصغر لن تكون قادرة على تشغيل نفسها بنفسها بالاندماج، لذلك سنحصل على مقدار أقل من ضوء الشمس، ولهذا آثار هائلة على المناخ وصلاحية الأرض للسكن، كما سينخفض معدل درجات الحرارة وسيستمر في التناقص إلى أن تتحول الأرض إلى كرة ثلجية عملاقة.

أما الكواكب الأُخرى فلم تعد تدور في أنماطها الإهليلجية. بدلاً من ذلك، كانت تدور حول الأرض في بعض المدارات الغريبة -سنعود إلى هذا بعد قليل-، ستدور الكواكب حولنا بسرعاتٍ مُختلفة، لكن المدار حول القمر لن يكون موحّداً، سيتغير مداره كلّ شهر، يا للهول كم سيكون ذلك فوضوياً!؟

وهنا جزءٌ غريب لجميع أبناء الأرض الذين يراقبون النّجوم، في بعض الأحيان تبدو الكواكب وكأنها تتحرك للوراء، وذلك ببساطة لأنها لن تدور حول الأرض، سوف يتّبعون مدارهم الصغير (فلك التّدوير)، وهذا ما يفسّر هذا المسار غير التقليدي، وعلى الأقل سيبقى للأرض مواسمها، ليس بسبب محورها، إنما بسبب تحرّك الشمس للأعلى وللأسفل على خط الاستواء أثناء دورانها حولنا، فسيسخن نصف الكرة الشّمالي في نقطة ما والجنوبي في نقطة أخرى.

هل هذا النموذج المُتمركز حول الأرض يسبب لك الصّداع؟ ربما حان الوقت للاستماع إلى الدّليل القاطع على أنّك لستَ في مركزِ الكون بعدَ كل شيء، لكن ربما ليست كل النظريات القديمة خاطئة، فمن الممكن تواجد حضارة غريبة مختبئة داخل كوكبنا وتحتاج إلى النظر بشكل أعمق تحت سطح عالمك للعثور عليها.

  • ترجمة: حنين أمون
  • تدقيق علمي ولغوي: نور الحاج علي
  • المصادر: 1