إناث طيور الثرثارة الجنوبيّة تبدوا أكثر غباءً إثر إنجاب المزيد من الصغار

نُشِر في 23 ديسمبر 2022،

بقلم ديفيد نيلد.

إناث طيور الثرثارة الجنوبيّة.

(nicholas_dale/iStock/Getty Images Plus)

إكتشف الباحثون شيئًا غريبًا يخصّ إناث طيور الثرثارة الجنوبيّة، من خلال وجود طائرٍ صغيرٍ أسود وأبيض في غابات السافانا الجافّة في إفريقيا، وهو كلّما زاد عدد فراخهم على مرّ السنين، قلّ ذكاءهم.

ومن المعتاد لهذه الطيور أن تنتج المزيد من النسل مع تقدّمها في العمر كلّ عامٍ . وفي أثناء ذلك، تفيد سلسلةٌ من الإختبارات الخاضعة للمراقبة، والتي أجراها باحثون من جامعة غرب أستراليا، بأنّ قدرات هذه الطيور المعرفيّة تتضاءل.

إذ تشير هذه النتائج إلى أنّ الذكاء والتفكير لهما تكلفةٌ وهي الطاقة. فالطاقة والموارد لدى الحيوانات هي قيمةٌ إضافيّة، والأولويّة لبقاء الجيل القادم.

كتب عالم الأحياء التطوريّ(UWA) كاميلا سورافيا وزملاؤه في صحيفتهم المنشورة “بتحليل بيانات التكاثر لما يزيد عن 10 سنواتٍ ، وجدنا أنّ الأفراد ذوي الأداء الإدراكيّ العام المنخفض أنتجوا المزيد من الأطفال في السنة”.

“وبالإجماع تؤيّد نتائجنا وجود مقايضةٍ بين الأداء المعرفيّ والنجاح الإنجابيّ في الطيور البريّة”.

ويشير الأداء المعرفي إلى القدرة على إستيعاب المعلومات ومعالجتها ثم التصرّف وفقًا لذلك. وفي حالة هذه الدراسة، تمّ إختبار مدى قدرة 38 من طيور الثرثارة البريّة (Turdoides bicolor) على تعلّم الإرتباطات والتكيّف مع التغيّرات في التجارب والتحكّم في السلوكيات العكسيّة، بإستخدام الطعام كمكافأة.

وأحد الإختبارات المستخدمة في الدراسة هو (سورافيا وآخرون، بروسيدينغ أوف ذا رويال سوسيتي ب، 2022).

كان أداء الطيور التي أحسنت صنعًا في مهمةٍ واحدةٍ أداءً جيدًا في جميع المهام عمومًا، وهذا يدلّ على مستوياتٍ عاليةٍ من الأداء المعرفيّ العام (أو GCP). وقد تفاوت هذا المعدّل بدرجةٍ كبيرةٍ بين جميع الطيور من كِلا الجنسين، ولكنّه كان أقل نسبيًا بين الطيور الإناث الأكبر سنًا.

ويشير مقياس النجاح الإنجابيّ للإناث، في الوقت نفسه، إلى أنّ خصوبتهنّ تميل إلى الزيادة مع مرور كلّ عام.

أمّا في الطيور الذكور، لم يكن هناك فرقٌ كبيرٌ في القدرة المعرفيّة بينهم من مختلف الأعمار. وأيضًا لم يكن هناك أيّ دليلٍ على أن العيش في مجموعاتٍ أكبر زاد من الذكاء وفقًا لما أشارت إليه بعض الدراسات الأخرى على العقعق الأسترالي الغربي (Gymnorhina tibicen dorsalis).

وكتب الباحثون “على حدّ علمنا يمثّل اكتشافنا أوّل دليلٍ على الإختلافات بين الجنسين في التدهور المعرفيّ المرتبط بالعمر في الحيوانات البريّة”.

ويشير الباحثون في دراستهم النهائيّة إلى أنّ التوالد يكون تنافسيّاً . إذا ما كان هناك أحد الطيور الثرثارة الجنوبيّة، فإنّ الإناث تحاول السيطرة على بعضها البعض وتتقاتل لجذب إنتباه الذكور، وغالبًا ما يتمّ تدمير براثن البيض وتحتاج إلى وضعها مرةً أخرى.

وهذا الأمر يتطلّب الكثير من الطاقة. والطيور الإناث الأصغر سنًا قد تنجح بتأسيس توالد مع ذاك الطائر ببعض التمثيل الذكيّ . ولكن مع تقدّم الإناث في العمر، ربّما يبذلن المزيد من الجهود في التكاثر بدلاً من الحفاظ على الجهاز العصبي والدماغ، وهذا الأمر لوحظ في الفراشات، على سبيل المثال.

وبالنظر إلى أنّ الدراسة تمثّل لمحةً من الوقت المناسب للطيور في مختلف الأعمار، لا يمكن إستبعاد أنّ الطيور الإناث ذات الأداء المعرفيّ العام المنخفض عاشت ببساطةٍ أكثر من الإناث اللواتي أنفقن المزيد من الطاقة على الأداء المعرفيّ بدلاً من المرور في حالة إنخفاض الذكاء. ومن شأن المزيد من البيانات التي يتمّ جمعها على مدى فترةٍ زمنيةٍ أطول أن تساعد في إثبات أنّ هذا هو ما يحدث. ومع ذلك، فهي رابطةٌ مثيرةٌ للاهتمام، يرغب مؤلفوا الدراسة في إستكشافها بشكلٍ أكبر.

خلُص سورافيا وزملاؤه إلى “من أجل فهم كيف يتمّ الإنتقاء بالنسبة للإدراك، نحتاج إلى النظر ليس فقط في فوائده ولكن أيضًا في تكاليفه”.

“يجب أن تأخذ الدراسات المستقبليّة بعين الإعتبار توسيع بطاريّة الإختبار، من خلال تضمين مهام تقييم الإدراك الإجتماعي والقدرة على الإستدلال ووقت رد الفعل، على سبيل المثال”.

تمّ نشر البحث في بروسيدينغ أوف ذا رويال سوسيتي.

  • ترجمة: هبة الزبيبي
  • المصادر: 1