انخفاض حالات سرطان عنق الرحم بنسبة تقارب 90% لدى الجيل الملقح من فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)

كانت نسبة سرطان عنق الرحم لدى سيدات كُنّ قد شاركن في أول برنامج تلقيح جماعي في المملكة المتحدة ضد فيروس الورم الحليمي البشري أقل بنسبة 87% مقارنة بالأجيال السابقة من نفس الفئة العمرية.

كانت النتيجة (والتي تم إعلانها في مجلة The Lancet) متوقعة في ضوء الأدلة على أن اللقاحات تتحكم في أسلاف السرطان.

مع ذلك وبوجود آلاف الأرواح على المحك، كان من المهم التأكد، والنتائج في الطرف الأعلى من التوقعات.

كما أكد الإعلان على حجم الضرر المسبب من خلال حملات مكافحة التطعيم التي أعاقت برامج التلقيح في بعض البلدان.

الغالبية العظمى من حالات سرطان عنق الرحم ناتجة عن عدوى فيروس الورم الحليمي البشري، ومعظمها عن طريق اثنين من مئات السلالات والمسؤولة أيضًا عن نسبة كبيرة من السرطانات النادرة في الحنجرة والمستقيم والمهبل.

ولهذا السبب، أشاد اختراع جسيمات شبيهة بالفيروس والتي تحفز الاستجابة المناعية للفيروس كاحتمال أن ينقذ حياة ربع مليون شخص سنويًا.

ولكن عادة ما يكون هناك تأخير طويل بين الإصابة بعدوى الفيروس الحليمي البشري وتطور السرطان، وحتى تأخير أطول من التلقيح. هذا ما منع الباحثين الطبيين من معرفة أن البرنامج كان يعمل على وجه اليقين، والذي كان من المحتّم أن يستغله معارضو التطعيم الجماعي.

قد ينهي هذا البحث مثل هذه الشكوك بقدر ما يمكن لدراسة علمية رصدية واحدة.

استخدم القائمون على الدراسة تشخيص سرطان عنق الرحم والدرجة الثالثة من أورام داخل ظهارة عنق الرحم (CIN3) والتي كثيرًا ما تصبح سرطانية وذلك بين عامي 2006 و2019 لدى السيدات المقيمات في المملكة المتحدة واللاتي تتراوح أعمارهن بين 20-64 عامًا.

قارن مؤلفو الدراسة أولئك اللاتي تلقين اللقاح في الدفعة الأصلية في سن 12-13، والمجموعات الأكبر قليلًا اللاتي تلقين لقاحات لاحقة في سن 14-18، بأولئك اللاتي كنَّ بالغات قبل أن يصبح اللقاح متاحًا.

باستخدام مجموعة بيانات تزيد عن 13 سنة من المتابعة، كان لدى أولئك اللواتي حصلن على اللقاح في سن 12-13 انخفاضٌ بنسبة 87 في المائة في السرطانات مقارنة بأولئك اللاتي فوّتن اللقاح بالكامل في أعمار معادلة.

كان لدى المجموعات الوسيطة انخفاضات بنسبة 62 و34 في المائة اعتمادًا على العمر الذي تم فيه تطعيمهن.

ونتيجة ذلك قام مؤلفو الدراسة باحتساب 448 حالة سرطان عنق رحم وأكثر من 17,000 حالة (CIN3) قد تم تجنبها في المملكة المتحدة بالتلقيح بحلول 30 يونيو 2019، وستزداد الأرقام بسرعة مع وصول المزيد من النساء إلى الأعمار التي كان فيها سرطان عنق الرحم أكثر شيوعًا في السابق.

وقد قال كبير الباحثين البروفيسور (بيتر ساسيني) من جامعة (كينغز) في لندن: “كان من المذهل رؤية تأثير لقاح فيروس الورم الحليمي البشري، والآن يمكننا إثبات أنه حَمى المئات من السيدات من تطور السرطان لديهن”.

وأضاف: “لقد علمنا لعدة سنوات أن لقاح فيروس الورم الحليمي البشري كان فعالًا في درء سلالات معينة من الفيروس، ولكن لقد كان التأثير الواقعي للقاح مجزيًا حقًا”.

تدحض النتائج الحجة التي قدمها بعض المتفرجين بأن التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري يجب أن يحدث، ولكن في وقت لاحق.

ينتقل فيروس الورم الحليمي البشري جنسيًا، وزعم النقاد -على حد تعبير نائب رئيس الوزراء الأسترالي- أن اللقاح سيمنح الأطفال في سن 12 عامًا «ترخيصًا ليكونوا منحرفين».

تم اختيار السنة الثامنة على أساس أنّ اللقاحات كانت ضرورية قبل أن يصبح أي فرد من الفصل نشطًا جنسيًا، حتى لو لم يبدأ معظمهم إلا بعد سنوات عديدة.

قدمت العديد من الدراسات التي تمت مراجعتها دليلًا على أن التلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشري من المرجح أن يقلل من سرطانات عنق الرحم، بدءًا من تلك التي أظهرت انخفاضًا في العدوى، وانخفاضًا حادًا في الثآليل التناسلية، وأخيرًا الخلايا ما قبل السرطانية. تم إجراء معظم هذه الدراسات باستخدام لقاح (Gardasil) والذي كان أغلى ثمنًا ولكنه استهدف أربع سلالات من فيروس الورم الحليمي البشري (والتي زادت مؤخرًا إلى تسع سلالات) بدلًا من سلالتين من لقاح (Cevarix).

  • ترجمة: ناديا أبوسمره
  • تدقيق علمي ولغوي: صفوان الحمصي
  • المصادر: 1