يأخذ الآباء من مدخرات أطفالهم من أجل دفع الفواتير المرتفعة!

يبدو أن الآباء يأخذون من مدخرات أطفالهم لدفع الفواتير المرتفعة حسب الاستطلاع الأخير.

وفقًا لدراسة أجرتها صحيفة The Telegraph، فإن الآباء البريطانيين يأخذون 8.5 مليون جنيه إسترليني يوميًا من أطفالهم مع استمرار زيادة معدل التضخم _الذي ارتفع في الأربعين عامًا الأخيرة إلى أعلى مستوياته– وزيادة التكاليف المحلية المرتفعة أصلًا.

وكشف استطلاع الرأي أن العائلات قامت بسحب قرابة 300 جنيه إسترليني من مدخرات أطفالها هذا العام حتى الآن. ووجد أنه من بين 2000 شخص أجروا الاستطلاع فإن الثلث قد أخذوا من أموال أطفالهم هذا العام، وأشارت الصحيفة إلى أنه تم سحب قرابة 1.4 مليار جنيه إسترليني حتى هذه اللحظة.

علمًا أن ربع هؤلاء الأشخاص قد أخذوا الأموال لدفع تكاليف المواد الغذائية باهظة الثمن والتي يزداد سعرها بشكل مستمر أيضًا، وبينت الإحصائيات أن شخصًا من كل أربعة استخدم مدخرات أطفاله لدفع فواتير الطاقة الباهظة، بينما قال 6% إنهم استخدموا المدخرات لدفع تكاليف السفر.

كما بيّن أكثر من الربع أنهم خفضوا المبلغ الذي كانوا يحتفظون به لأطفالهم أو أحفادهم، أو توقفوا تمامًا عن الإدخار بسبب أزمة تكاليف المعيشة.

يأتي ذلك بعد أن كشفت بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية (ONS) أن مستويات المعيشة في المملكة المتحدة تراجعت للربع الرابع على التوالي.

ووجد التقرير أن ارتفاع الأسعار قلل من الدخل المتاح للأسر البريطانية بنسبة 0.2% من متوسط الدخل بين كانون الثاني/يناير وآذار/مارس.

كما أفاد مكتب الإحصاء الوطني أن التضخم بلغ 1.7% خلال هذا الربع من السنة، متجاوزًا نمو الدخل بنسبة 1.5%. هذه الأرقام لا تأخد بعين الاعتبار مدة الأشهر الثلاثة الماضية، والتي أدى ارتفات الأسعار خلالها لارتفاع فواتير الطاقة إلى حوالي 2000 جنيه إسترليني للأسر متوسطة الدخل.

أما الأخبار السيئة فكانت من نصيب العائلات ذات الدخل المنخفض إذ أن محافظ بنك إنجلترا حذر من أن المملكة المتحدة تتجه نحو تراجع أكثر حدة بكثير من الاقتصادات الكبرى الأخرى.

قال أندرو بيلي خلال حديثه بمؤتمر في سينترا بالبرتغال، إن الاقتصاد البريطاني وصل إلى “نقطة تحول” بسبب جائحة كوفيد-19 وارتفاع تكاليف المعيشة والحرب في أوكرانيا وزيادة التضخم.

وقال في اجتماع يضم مدراء البنوك المركزية: “من المحتمل أن يضعف الاقتصاد البريطاني في وقت مبكر إلى حد ما وأكثر من غيره. أعتقد أن هذا الأمر بدا واضحًا الآن وسوف يستمر لبضعة أشهر أخرى”.

وتابع بيلي قائلًا: “إننا مصدومون بسبب الدخل القومي الحقيقي الآتي من الخارج، وهذه الصدمة كبيرة لدرجة أن تأثيرها سيقلل الطلب المحلي وسيصل إلى سوق العمل ما سيؤدي إلى التضخم”.

وأفاد في مؤتمر البنك المركزي الأوروبي: “عندما أنظر إلى اقتصاد المملكة المتحدة في الوقت الحالي، يبدو واضحًا أن الاقتصاد بدأ الآن بالانحدار، ونحن في نقطة تحول في هذا الصدد”.

  • ترجمة: إلهام مخلوف
  • تدقيق علمي ولغوي: نور الحاج علي
  • المصادر: 1