إليك ستُّ طرقٍ سهلة لمساعدتك على البدءِ بنظامٍ غذائيٍّ نباتيّ

صحّتك تمثّل صحة الكوكب

النقاط الرئيسية:

  1. يساعد اتّباع نظام غذائيّ نباتيّ على الحدِّ من السمنة وأمراض القلب وداء السكري من النمط 2.
  2. يدمّر البشرُ أنظمةً بيئيةً برمّتها لإدامة عاداتٍ غذائيةٍ مدمّرة.
  3. من المهمِّ فهم كيفيّة الانتقال لنظامٍ غذائيٍّ نباتيّ بشكلٍ صحيحٍ لضمان نجاحك بذلك.

تؤثّر الزراعةُ الصناعيّةُ بشكلٍ كارثيٍّ على كوكب الأرض وكذلك على صحتنا، إذ يَصعُب الفصلُ بين الاثنين لشدّة اعتمادنا على البيئة للبقاء على قيد الحياة.

بينما يضربُ المؤلّف والمدير التنفيذي للصناعة الزراعية بنبرةٍ قويةٍ إلّا أنَّه لم يبالغ في رسالته، إذ نصادف كلّ يومٍ تأكيدًا جديدًا على التأثير الغير صحيٍّ والمدمّر للآلة الزراعيّة الصناعية وقسوتها بالإضافة لإسرافها وعدم كفاءتها.

علينا إعادةُ النظر كليًا حيالَ أنظمتنا الغذائية والزراعيّة قبل فوات الأوان، فنحن ندمّر أنظمةً بيئيّةً بأكملها لإدامةِ عاداتنا الغذائية المدمّرة في الوقت الذي تُعتبر فيه الأرضُ موردًا محدودًا.

وليست التغذية ما يقلقنا وحسب، إذ يعتبر زيت النخيل أحد الأسباب الرئيسيّة لإزالة الغابات بهدف استخدامه ضمن منتجات العناية بالبشرة على نطاقٍ واسعٍ، وبالتالي فإننا ندمّر أنظمتنا البيئية والأنواع فقط لتحقيق مكاسبنا الشخصية.

بالرغم من أن النظام الغذائي النباتي ليس حلاً لجميع المشاكل إلا أنه سيساعدك بكل تأكيد سواءً أكنت قلقًا على صحّتك أو على صحة الكوكب، وإيّاك والاعتقاد أن اتّباعك لنظامٍ غذائي نباتي أمرٌ مستحيلٌ، بل قد يكون طعامك لذيذًا جدًا.

لتسهيل انتقالك للنظام الغذائي النباتي إليك الاستراتيجيات الستة التالية:

1- انغمس في تحضير الطعام

أتاح الحجر الصحّي للعالم بأكمله فرصةَ الدخول إلى المطبخ وارتداء مئزر الطاهي، إذ يعد ضيق الوقت أحد أكبر العوائق التي تحول دون إعداد وجبات منزليّة الصنع، إضافةً لهذا فقد فاقم التعب الوبائيّ من اعتمادنا على خدمات توصيل الطعام، مع ذلك فقد آن الأوان لتجربة أطباقٍ جديدةٍ.

في الوقت الذي عانت فيه البلاد من تفشّي الإصابة بفيروس كورونا، كان تخزين الخضروات الموسمية فكرةً رائعةً لإعداد أطباقٍ نباتيّة مثل اليقطين الياباني المحمّص ووصفة البطاطا الهندية وحساء اليقطين غير المقطّع، وإن كنت تشعر بمزيدٍ من الحماسة فعليك بوصفة العدس الأحمر الهندي الذي سيبقيك دافئًا طوال فصل الشتاء، وكذلك سلطة البطاطا الحلوة اللذيذة التي لن تخذلك أبدًا.

ستبقيك هذه المجموعة المكوّنة من 25 وصفة نباتية مشغولًا لشهرٍ أو لعدة أشهرٍ إذا كنت شغوفًا.

2- ثقّف نفسك عن الفوائد

من الضروري اكتساب المعرفة قبل البدء بأي مسعى، لكن عليك أن تكون حذرًا إذا ما بحثت في العلوم الزائفة والدعايات، إذ يصعب العثور على دليلٍ موثوق من خلالها لاختيار نظام غذائي.

يتّفق العديد من الخبراء على اعتبار النظام الغذائي النباتي بمثابة المفتاح بالنسبة لصحة الفرد والمجتمع، ومع ذلك لا يخلو من العيوب فعلى سبيل المثال، يشكّل الدقيق الأبيض مصدرًا لخُمسِ السعرات الحرارية المستهلكة في أمريكا علمًا أنه عديم القيمة الغذائية، مما يعني أنك ستفقد فوائد النظام الغذائي الغنيّ والمتنوع إذا كنت تتناول الخبز المعالج يوميًّا.

تنشأ العديد من أمراض الوفرة والثراء -كأمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض المرتبطة بالسمنة- نتيجة سوء التغذية وقلة النشاط البدني.

لطالما شكّلت اللحوم طبقًا رئيسيًا على موائد الطعام طوال فترة تطورنا كبشر، وحتى في وقتنا هذا لا زلنا نستهلك الكثير منها لاسيّما في ظلّ إنتاجها الكبير في المزارع الصناعية، وبالتالي قد يساعد الانتقال للنظام الغذائي النباتي على تقليل انبعاثات الكربون والأمراض المذكورة أعلاه.

تتميّز النباتات بغناها بالمواد الكيميائية عالية القيمة ومضادات الأكسدة الضروريّة لتقوية جهاز المناعة، بالإضافة لغناها بالألياف.

يقلّل النظام الغذائي النباتي غير المعالج من الحوادث الالتهابية في الجسم وقد أُثبِتت فعاليته في تقليل مخاطر الإصابة بداء السكري وأمراض القلب والسكتة الدماغية، لذلك من الوجيه اعتماد نظامٍ غذائيٍّ نباتيّ في حياتنا.

3- رحلة الألف ميل تبدأ بخطوةٍ واحدة

نادرًا ما ينجح المدمنون في الإقلاع عن عاداتهم بإيقافها الفوري بشكلٍ كامل، وهذا ما ينطبق على الوجبات الغذائية أيضًا، فإذا كنت مهتمًا باتّباع نظام غذائيّ نباتيّ عليك المداومة على تناول الخضار يوميًّا لعدّة أسابيع، وستلاحظ خلالها كيفيّة تأقلم جسمك مع ذلك مقارنةً بالسابق، ولا تنسَ الامتناع عن اللحوم وسحبها بالتدريج خلال أيام الأسبوع لمراقبة تحسّن شهيّتك تجاه الأطعمة النباتيّة في عطلة نهاية الأسبوع.

جرّب استهلاك اللحوم كمقبلات بدلًا من تقديمها كطبقٍ رئيسيّ، والأهم من ذلك كلّه امتلاكك لخطّةٍ بديلة، فإذا كنت قد أقلعت عن منتجات اللحوم في حين ما زلت تتناول وجبات العشاء المجمّدة فهذا ليس الخيار الأفضل، سيربكك ملءُ عربة تسوّقك بأكياس الأطعمة التي لم تجربها من قبل.

جرّب إعداد وجبات الطعام مع الانتباه لتقليل اللحوم، وعزّز معلوماتك المتعلقة بالنباتات والخضروات الصحيّة فقد تنسى ما كنت تفتقده في مرحلةٍ ما.

4- ابدأ مع الأطعمة التي تحبّها

من الجيّد أن تتضمّن قائمة الأطعمة المفضّلة لديك عددًا من الأطباق النباتية الجانبيّة منها والرئيسيّة، إذ يجب ألّا يخلو انتقالك لنظامٍ غذائيّ نباتيّ من بعض المتعة، بالإضافة لذلك يُفترض بك أن تشعر بالإشباع والرضا بعد تناولك الطعام لذَا فإنَّ غياب ذلك سيقودك حتمًا لكره الطعام.

ولكي تبدأ رحلتك بشكلٍ صحيح جرّب اتباع نسبة 1/1 التي تُوزَّع على يومين متتاليين، يتضمّن اليوم الأول تناولك لوجبةٍ تحبّها بالفعل، بينما يُلزِمك الثاني بتجربة وجبةٍ نباتيّةٍ جديدة تمامًا، ثم كرّر على هذا المنوال بالمشاركة مع أصدقائك الملتزمين مسبقًا بهذا النظام، وبذلك ستغني قائمة الوجبات النباتية لديك بمزيد من الأطباق الجديدة، علمًا أنك لست مضطرًا لأن تكون مبدعًا كلّ يوم، فقد تفضّل عددًا من الأطباق الجديدة على غيرها مما يعني أنّك لن تكرّر البقيّة.

على أيّ حال، ستحظى بقائمة طعامٍ أوسع لمساعدتك على تحضير وجباتك.

5- إن لم تتمكّن من نطقها فلا تأكلها

يوفّر قسم المنتجات في متجر بقّالتك كلّ ما تحتاجه تقريبًا للبقاء على قيد الحياة، وإنّك غالبًا ما تستطيع نطق كلّ عنصرٍ موجودٍ بهذا القسم.

عليك التمييز ما بين الطعام والمواد الغذائية، إذ هناك فرقٌ شاسعٌ بينهما لاسيّما وأنّ الكثير من الشركات تقدّم الكثير من هذه الأخيرة.

في الحقيقة تُعتبر رقائق البطاطس منتجاتٍ نباتيّة وبعضها يَستخدم مكوناتٍ بسيطة، إلّا أنّ فوائدها الصحيّة تُعتبر مهملةً بل قد تشكّلُ خطرًا على صحّتك أيضًا.

بالرغم من ذلك ما زال بإمكانك تمييز المواد الغذائية الصحيّة بسهولةٍ أثناء شرائها ووضعها في عربة التسوّق الخاصّة بك.

يشرح “Qi Sun” وهو أستاذٌ مساعد في قسم التغذية في كلية “Harvard T. H. chan” للصحّة العامّة قائلًا: “من غير المُجدي اتّباعك لنظامٍ غذائيٍّ نباتي بينما ما زلت تأكل الكثير من البطاطس المقليّة والكربوهيدرات المكرّرةِ مثل الخبز الأبيض والأرز الأبيض” ويضيف قائلًا: “عليك التركيز على تناول الخضار والفواكه والمكسّرات وتأكّد من تناولك للفواكه كما هي دون استهلاكها بشكل عصائر”.

6- استفد من علوم الإنترنت بعيدًا عن أسلوب التلقين

هنالك الكثير من النصائح الفظيعة والدعايات السيئة على الإنترنت، على سبيل المثال: أنت غالبًا لن تحبّذ تناول البيض يوميًا إلا أنَّ ذلك لا يُعتبر سامًّا كما تدّعي إحدى الأفلام الوثائقية الشهيرة.

يعد البيض أحد أفضل الأطعمة التي تجمع كلًا من القيمة الغذائية العالية والتكلفة المنخفضة.

اعتمد مواقع مثل “Everyday Health” الذي يستخدم لغةً واضحةً مثل “قد يحسّن” و”قد يخفّض” مرفقةً بروابط تتيح لك مراجعة الدراسات الموثوقة المتعلقة بها، وبهذه الطريقة تضمن مواكبة العلم دون الانحياز لنظامٍ غذائيٍّ معين، وتتجنب الشعور بالخيبة فيما بعد إذا ما اتّضح أن نظامك الغذائي غيرَ مجدٍ، فالعلم الجيد يتطور مع تطوّر الأدلّة.

على أيّ حال، توصي الأدلّة الحالية بتناول المزيد من الخضروات في وجباتنا الغذائيّة.

  • ترجمة: صبا ورده
  • تدقيق علمي ولغوي: روان نيوف
  • المصادر: 1