الذكاء الإصطناعي سيقدم الاستشارة الطبية لمن لا تطيق ميزانيته مراجعة الطبيب
يميل بوت الدردشة شديد الشهرة ChatGPT، التابع لشركة OpenAI، إلى قول بعض الأشياء الغبية والمفبركة في كثير من الأحيان. وإن كانت تصريحاته الأخيرة تدلّ على شيء، فكذلك تفعل تصريحات الرئيس التنفيذي للشركة سام آلتمان Sam Altman؛ بدءًا من اعترافه بأنه ممن يعدون العدة تحسبًا لنهاية العالم بسبب فيروس أو ذكاء صناعي، أو التكهن بأن الذكاء الإصطناعي يمكنه أن ينهي الرأسمالية، أو حتى وصف ChatGPT بأنه «منتج فظيع» -والذي قد يكون صحيحًا، لكن من السخافة أن يقول ذلك الرئيس التنفيذي للشركة.
ويبدو أن وحي المعرفة نزل على آلتمان مجددًا في عطلة نهاية الأسبوع الماضية، إذ نشر فكرة عبقرية جديدة عبر تويتر، مغردًا بالطريقة التي سيحسن بها الذكاء الإصطناعي العالم عبر تقديم استشارة طبية لمن هم أفقر من دفع ثمنها. وقد كتب: «من المحتمل أن التكيف إلى عالم مرتبط جدًا بأدوات الذكاء الإصطناعي سيحدث بسرعة عالية. والميّزات (والمرح!) من ذلك جمة». وأضاف: «ستساعدنا هذه الأدوات على أن نكون أعلى إنتاجًا (لا أطيق الانتظار لقضاء وقت أقل في كتابة الرسائل الإلكترونية!)، وأحسن صحة (تقديم الذكاء الإصطناعي الاستشارة الطبية للأشخاص الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف الرعاية)، وأشد ذكاءً (الطلاب يستخدمون ChatGPT للتعلم)، وأكثر استمتاعًا (بفضل ميمات memes الذكاء الإصطناعي)».
نصيحة سيئة:
هناك ما يكفي من الأسباب للشك في سداد نصيحة الذكاء الإصطناعي، فما بالك بجعله مستشارًا طبيًا! بل لا يمكننا الثقة بمعلومات الذكاء الإصطناعي الطبية ولا نصائحه الصحية وإن زُعِم أن محررًا دققها وراجعها. ألستم تذكرون حين لوحظت أخطاء وقائعية كثيرة في مقال صحي كتبه ذكاء صناعي نشر في مجلة Men’s Journal؟
نعم، يمكن أن تعزى بعض تلك الأخطاء إلى اللخبطة في بعض التفاصيل، أو التغييرات الطفيفة في القواعد اللغوية، التي تغير صدق تلك «الحقائق»، ولكن من المعروف أيضًا أن الذكاء الإصطناعي يستطيع «هلوسة» عبارات مقنعة للغاية ليس لها أساس في الواقع.
ولكن آلتمان، إنصافًا له، يعترف أن أدوات الذكاء الإصطناعي لا تزال «تالفة نوعًا ما»، وأن المؤسسات ستحتاج إلى وقت لمعرفة ما يجب فعله بأدوات الذكاء الإصطناعي، على الرغم من أنه يقر أننا لسنا بمنأى عن احتمالية ظهور ذكاء صناعي مخيف.
ولكن، إذا كان آلتمان مقتنعًا جدًا بأن الذكاء الإصطناعي سيكون قوة للخير في النهاية، فماذا يفعل بقطعة أرض على ساحل Big Sur يعدها ملجئًا في حالة «هجوم ذكاء صناعي علينا»؟ لا عليك من هذا.
- ترجمة: لبنى عبيد
- تدقيق علمي ولغوي: موسى جعفر
- المصادر: 1