أعلن سام ألتمان عن نيّتهِ في استبدال الناس العاديين بالذكاء الاصطناعي!

“إن مقارنة الذكاء الاصطناعي بفكرة الإنسان -المتوسط- أمرٌ مسيء قليلاً”.

هذه إحدى طرائق الحديث عن الآخرين، كما أشارت الكاتبة إليزابيث ويل في مقالٍ حديث حول الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان، إذ أكدت أن لديه اهتمامًا غريبًا وهوسًا مضطربًا بمصطلح “الإنسان الوسيط”، الذي يشبه بعض الشيء النسخة الروبوتية من “Average Joe”. ويطمح ألتمان إلى أن يكون للذكاء الاصطناعي العام (AGI) القدر الكافي من الذكاء الذي يمكن الاستفادة منه كزميل عمل.

وفقًا لما ذكره Insider، فإنّها ليست المرة الأولى التي يعبّر فيها عن ذلك: “إنه تأكيد محير، إذ يظهر ألتمان وكأنه يسعى فعلاً لتعويض عمل الأفراد العاديين بوساطة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (AGI) التي لم تتحقق بعد.

في لقاء عام 2020 على بودكاست ليكس فريدمان، أوضح ألتمان أن الذكاء الاصطناعي النظري سيكون قادرًا على “أداء أيّ مهمة يسعدك أن يؤديها زميل عمل عن بُعد، ومن وراء الحاسوب، ويتضمن تعلم كيفية أن تصبح طبيبًا أو مبرمجًا كفوءًا جدًا”.

ببساطة، قد يعني أنه إذا كنت تعيش حياة “وسطية”، فقد تكون على مقربة من فقدان وظيفتك، أو على الأقل هكذا تُفسر تعليقاته.

لننظر إلى مستقبلنا بتفاؤل مع تقدم الذكاء الاصطناعي.

تُشير تقارير مجلتي Insider وNew York إلى أن ألتمان ليس الوحيد الذي يتبنى مصطلح “الإنسان الوسيط” في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ يظهر هذا المصطلح واضحًا وبكثرة في العديد من مدونات الذكاء الاصطناعي، وحتى في مقال على CNBC بعنوان “كيف تتحدث عن الذكاء الاصطناعي كخبير”.

وفي نهاية المطاف، عند تطور الذكاء الاصطناعي بصورةٍ كبيرة، فإنه سيعرّض قدرات الإنسان الوسيط للاستغناء، ولكن يظل لديه القدرة على أن يصبح خبيرًا في مجال معين، مما يتسق كبيرًا مع نظرية ألتمان حول الوساطة، كما أشارت شركة الذكاء الاصطناعي Skippet في مقال منشور. استخدام مصطلح “وسيط” يُعد اختيارًا معبرًا وغامضًا يترك الكثير للتفسير.

من غير الواضح كيف يمكن لألتمان أو لأيّ أحد آخر أن يحدد تعريف شامل لهذا المتوسط الإحصائي. بغضِ النظر عن ذلك، فإن تحديد كمية التجربة الإنسانية يعتبر لا إنساني وناقص.

يقول مدير الأبحاث في معهد أكسفورد للأنترنت برينت ميتلستادت لInsider: “إنّ مقارنة الذكاء الاصطناعي بفكرة الإنسان المتوسط أمر مسيء قليلاً”.

كما أضاف: “أرى أن المقارنة مثيرة للقلق والمصطلحات كذلك مُقلقة”.

وأضاف بأنه لا توجد حتى الآن مقارنة ملموسة قابلة للقياس للذكاء البشري في أبحاث الذكاء الاصطناعي، وأن مفهوم الشخص الوسيط يبدو كأنه مفهوم غامض، مقارنة بوجود معنى محدد للغاية.

بالإضافة إلى ذلك، يعد مفهوم الأداء ومفهوم الذكاء البشري الأقل وضوحاً شيئان مختلفان كليًا، وكما قال ميدلستادت ل Insider: “فإن المساواة بينهما لا تضيف شيئًا تمامًا”.

قال باحث أكسفورد: “هذه قفزة تعد مشكلة؛ لأنك فجأة تُعيّن القوة، والفهم، والإدراك أو الاستدلال للنماذج الآلية”.

ميدلستات ليس وحيدًا في انتقاده. قال عالم أخلاقيات الذكاء الاصطناعي والأستاذ في جامعة كامبريدج هنري شفلن ل Insider: “أحد الأشياء التي تظهرها بنيات ونماذج الذكاء الاصطناعي الحالية أنه يمكنها أن تنجز أداء نموذجي على المستوى البشري، وتلك ليست مشكلة أساسية، أشعر أنه عندما نتعمق في أمور كالذكاء يكون الناس أكثر حساسية، وهذا مُبرر”.

إنها لمحة مظلمة لتفكير ألتمان الذي يملك تأثير هائل على الصناعة. إذ كان يتحدث في أغلبِ الأوقات عن إنقاذ العالم، مجادلاً أنه يمكننا استخدام الذكاء الاصطناعي لحلّ قضية مثل تغير المناخ وتحقيق دخل أساسي عالمي وإنشاء طاقة نظيفة.

وقد أعلن أيضًا أن مهمة OpenAI التأكد من أن الذكاء الاصطناعي العام سيفيد البشرية كلها.

لكن بالطبع لدينا جميعًا آراء وأفكار مختلفة، حول كيفية إنقاذ العالم، أو ضمان استفادة الجميع من الذكاء الاصطناعي بالتساوي.

وفي هذه الحالة، يُعرف الواقع بواسطة شخص يرى معظم البشرية أنها أرقام متوسطة يمكن استبدالها بالذكاء الاصطناعي، ونأمل أن يجتاز الجميع الاختبار.

  • ترجمة: ريم بدران
  • تدقيق لغوي: غفران التميمي
  • المصادر: 1