ربّما يكون العلماء قد اكتشفوا لماذا تبدو حواجبك هكذا

يمكن للوجه البشري أن يعبّر عن عالمٍ من المشاعر، الأمرُ الذي لم يكن ممكناً دون وجود حواجبنا. إنها جزءٌ كبيرٌ ممّا يجعلنا بشرًا، ومع ذلك مازلنا لا نعرف تمامًا من أين أتت هاتان الدودتان الصغيرتان من الشعر المتعرج، أو لماذا.

الآن، حدد الباحثون في أوروبا الجينات المسؤولة عن التنوّع الكبير في أشكال الحواجب، بدءًا من السميكة والكثيفة إلى الرقيقة والهشة منها، وكما اتّضح فإنّ العديد من المورثات (الجينات) مشتركة عالميّاً.

تُبقي حواجبنا العرق والضوء بعيداً عن أعيننا، وتساعدنا في التواصل، ويُمكن أن تكون جذّابة للآخرين اعتماداً على حجمها وشكلها، لذلك منذ سنوات تساءل العلماء عمّا إذا كانت سماكة حواجب الإنسان تخضع للانتقاء الطبيعي أم الجنسي.

ولكن يوجد القليل جداً من البيانات المتاحة حول العوامل الوراثية التي تحدّد حواجبنا.

يقول عالم الأحياء الجزيئية ‘مانفريد كايسر Manfred Kayser’ من المركز الطبي بجامعة إيراسموس في روتردام، هولندا: “على الرغم من الجهود الهائلة في رسم خرائط المورّثات الكامنة وراء السمات المعقّدة للإنسان، مازلنا نعرف الكثير عن المورثات المُمرِضة أكثر من معرفة تلك التي تكون سببًا لمظهرنا الصحيّ، كما وتحسّن دراستنا من المعرفة الوراثية لمظهر الحاجب البشري بشكلٍ كبير، وذلك عبر زيادة عدد المورثات المعروفة من أربعة إلى سبعة، وتقديم أهدافٍ جديدة للدراسات الوظيفية المستقبلية”.

سابقاً، توجّهت الدراسات للعوامل الوراثية الكامنة المسبّبة لسماكة الحاجب عند أولئك الذين ينحدرون من أصول أمريكية لاتينية أو صينية، وهذا البحث الجديد هو أول بحثٍ يضم الأوروبيين أيضاً.

أُجريَ هذا البحث على 9948 فرداً، موزّعين على 4 سلالات أسلافٍ مختلفة، متضمنة تلك الموجودة في أوروبا والمملكة المتحدة والولايات الأمريكية وأستراليا.

حدّد الباحثون ثلاث مورثات لم يتم الإبلاغ عنها سابقاً مرتبطة بسماكة الحاجب عند أولئك المنحدرين من أصلٍ أوروبي، وهي: (SOX11, MRPS22, وSLC39 A12′.

كما حدّدوا أيضاً مورثتين كانتا قد تمّ اكتشافهما في أبحاث الحاجب السابقة على غير الأوروبيين، وهما: (FOXD1، SOX2).

وفي أثناء ذلك، لم يكن لتلك المورثتين اللتين تمّ الإبلاغ عنهما في غير الأوروبيين ‘EDAR، FOXDL2’ أيّ تأثيرٍ واضحٍ لدى الأوروبيين.

يقول كايسر: “من خلال إثبات أن اختلاف الحواجب يتم تحديده بواسطة عوامل وراثية مشتركة ومتميزة عبر سكان القارة، تؤكّد نتائجنا على الحاجة إلى دراسة المجموعات من مختلف السلالات للكشف عن الأساس الجيني للسمات البشرية بما في ذلك المظهر الجسدي على سبيل المثال لا الحصر”.

من المعروف أن سماكة حواجب الشخص هي صفة موروثة بقوّة لكن تشير الدراسات السابقة حول تطور سماكة الحاجب إلى أن جينات SOX2، FOXDL2، EDAR لا تخضع لضغوط اختيارٍ كبيرة.

من الممكن أن يعني ذلك أن سماكة حاجب الإنسان لا يتم نحته من خلال اختيار الشريك أو البقاء على قيد الحياة ولكنه “ميزةٌ محايدة”، مع عدم وجود ارتباطٍ واضح باللياقة الفردية أو الجاذبية.

هذا اكتشافٌ رائع لمثل هذه البنية المفيدة بطبيعتها، على الرغم من أن هناك ببساطة فرصة للعلماء ألا يفحصوا المورثات الصحيحة.

لا تزال أحدث “جينات الحاجب” التي تمّ تحديدها بحاجة إلى التحقيق بحثاً عن علامات الانتقاء الطبيعي أو الجنسي، ولكن هناك فرصة ليتمكنوا من تفسير سبب حصولنا على هذه الزوائد الكثيفة للجبين في المقام الأول.

  • ترجمة: آلاء محمود
  • تدقيق علمي ولغوي: روان نيوف
  • المصادر: 1