اكتشاف عقار فعال بنسبة 100% للتحكم بالخصوبة والإنجاب لدى الفئران

هل يمكن أن يكون حقيقياً؟

نحن الآن على بعد خطوةٍ واحدةٍ من طرح وسائل منع الحمل للذكور في الأسواق أخيراً وذلك بفضل دراسةٍ جديدةٍ واعدةٍ وجدت نموذجاً أولياً تجريبياً قصير المدى نجح بقوّةٍ في شل حركة الحيوانات المنوية وتمت تجربته على الفئران ويُوضِّح بحثٌ جديدٌ نُشر في يوم عيد الحب في مجلة Nature Communication كيف أن هذا العقار الجديد فعّال بنسبة مئة بالمئة وذلك من خلال الدراسات المخبرية التي جرت على الفئران بحيث يتم تناوله قبل ممارسة الجنس مباشرةً ويقوم بدور الأصناف الطبية الوقائية.

وهذه الدراسة التي أجراها خبراء علم العقاقير في مركز Weill Cornell Medicine في نيويورك تُقدم بديلاً مثيراً للاهتمام لطرق منع الحمل طويلة الأمد مثل استئصال الأسهر (القناة الناقلة للحيوانات المنوية) أو الأدوية والحقن التي من شأنها أن تساهم على مدار الساعة في منع الحمل مثل تحديد النسل الهرموني، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسة لم تُجرَ بعد على الإنسان.

إن هذا الدواء التجريبي هو نسخة قصيرة المدى لما يُعرف باسم مثبطات إنزيم الأدينيليل القابلة للذوبان (sAC) والتي بشكلٍ أساسيٍ توقف حركة الحيوانات المنوية، وبالمقابل توجد دراسات حول استخدام مثبطات sAC من خلال وضع أجهزة داخل المهبل حيث تُركّز هذه الدراسات على عقار يأخذه الرجال عن طريق الفم والذي من شأنه فقط إبطاء حركة الحيوانات المنوية لفترة قصيرة من الوقت.

وأضافت الدراسة قائلةً: “إننا نقدّم جرعة واحدة من هذا المثبط (sAC) الآمن والفعّال التي بدورها تجعل ذكور الفئران عقيمةً لفترة مؤقتة وتُبدي الفئران في اليوم التالي سلوكَ التزاوج الطبيعية وتعود الخصوبة كاملة كما تشير الدراسة إلى أن فترة العقم المؤقتة هذه ضرورية لضمان فاعلية حبوب منع الحمل وإن مثبط sAC يبقى فعّال بنسبة 100% لمدة زمنية تقدّر بساعتين ونصف و91% لمدة ثلاث ساعات ونصف.

وتشير هذه الدراسة أيضاً والصحافة الجامعية إلى أن الأبحاث على وسائل منع الحمل لدى الذكور توقفت مبدئياً لأن أجسادهم ضعيفة إلى حدٍ ما ويزعم البيان الصحفي بأن الرجال سيكون لديهم تحمّل قليل للآثار الجانبية المحتملة لوسائل منع الحمل نظراً لأنهم لا يتحمّلون المخاطر المرتبطة بالحمل.

وبغض النظر عن الإنتقادات المحيطة، فإن هذا الدليل الواعد لدراسة المفاهيم والذي تفتخر به الجامعة قد يغيّر من معطيات اللعبة في السعي خلف التحكم بالنسل والذي قد يتجاوز منظمة الغذاء والدواء الأمريكية ويروق للرجال أيضاً.

في الختام نقول أن لا شيئ يضاهي فاعليّة الواقي الذكري ولكن نظراً للعدد المتزايد من النساء الذين يقومون بعملية ربط قناة فالوب لتجنب الحمل فإن استعمال حبوب منع الحمل قصيرة المفعول هو أقل مايمكن أن يقوم الرجال بفعله.

  • ترجمة: عيسى حسن
  • تدقيق علمي ولغوي: حسام عبدالله
  • المصادر: 1