هل من الممكن أَن يبلغ طول النهار 19 ساعة فقط؟!
منذُ مليارات السنين، كانت الأَيام على كوكبِ الأرض تتكون من 19 ساعة.
بالنسبةِ لبحثٍ نُشِرَ في صحيفة Nature Geoscience منذ حوالي مليارين سنة مضت، جاء فيه أنَ اليوم الكامل كان أَقل بخمسِ ساعات مما هو عليه الآن; وذلك يتعلق ببُعد القمر عن الأرض.
مُنذُ ذلك الحين، اليوم على الأرض أَصبح أطول حينما ابتعد القمر عن كوكبنا.
بمرور الوقت، استخدم القمر طاقة دوران الأرض; لدفعها إلى مدار أعلى بعيدًا عن الأرض، وهذا ما قاله عالم الجيوفيزياء في معهد الجيولوجيا والجيوفيزياء التابع للأكاديمية الصينية للعلوم. ومع ذلك في منتصف عصر البروتيروزويك، كان القمر يدور باستمرار على مسافة محددة بالنسبةِ للأرض، وهذا ما أدى إلى ثبات مدة اليوم بمقدار 19 ساعة لمدة مليار سنة قبل أَن يبدأ بالتزايد مرة أخرى.
يطلق العلماء على هذه الفترة الزمنية اسم “المليار الممل” بسبب الاستقرار النسبي للنشاط التكتوني للأرض والمناخ المستمر والتطور البيولوجي البطيء.
في دراستهم، استخدم الباحثون طريقة جيولوجية جديدة نسبيًا لقياس طول اليوم التاريخي، تُعرف هذه التقنية باسم cyclostratigraphy وهي تُرَكز على التباين في الرواسب الرسوبية للصخور.
تساعد تقنية cyclostratigraphy الباحثين على تحديد التغيرات في مدار الأرض ودورانها التي أثرت على مناخ الكوكب.
سَمحَ تحليل بعض من سجلات cyclostratigraphy بالنظرِ إلى الماضي وتحديد سبب قرب القمر بشدةٍ من الأرضِ خلال هذه الفترة الزمنية، ووجدوا أَنَ الإجابة مُرتبطة على الأرجحِ بالمدِ والجزر التي تؤثر على دوران الكوكب.
إِنَ سحب الجاذبية من قِبَل القمر يتحكم في المد والجزر المحيط بالأرضِ، مما يؤدي إلى إبطاء دوران الكوكب.
ومع ذلك، تُمارس الشمس أَيضًا جاذبية على شكل “المد والجزر في الغلاف الجوي الشمسي” الذي يحدث عندما يُسَخِّن ضوء الشمس سطح الأَرض ويُسَرّع دوران الكوكب.
حاليًا، يبلغ المد والجزر القمري ضعف قوة المد والجزر في الغلاف الجوي الشمسي، مما يعني أَن لها تأثيرًا أَكبر على سرعةِ دوران الأرض.
لكن خلال “المليار الممل” كانت الأرض تدور بشكلٍ أَسرع; مما يشير إلى أَن جاذبية القمر كانت أَضعف مما هي عليه الآن.
وهكذا خلال ذلك الوقت، كان المد والجزر في الغلاف الجوي الشمسي أَكثر توازنًا.
لهذا السبب إِذا أَصبحت هاتان القوتان المتعاكستان في الماضي متساويتان، فإن المد والجزر سوف يُحافظ على بقاءِ طول اليوم ثابت على الأرض.
ووجدت الدراسة أَن هذه الفترة المطولة التي تبلغ 19 ساعة في اليوم تتزامن مع تباطؤ مماثل في ارتفاع الأكسجين في الغلاف الجوي خلال منتصف عصر البروتيروزويك والذي ربما يكون قد ساهم في تباطؤ تطور الحياة على الأرضِ خلال تلك الفترة.
- ترجمة: سالي الدروبي
- تدقيق علمي ولغوي: فاطمة قائد
- المصادر: 1