وجدت أكبر نحلة في العالم -والتي اعتقد أنها انقرضت-، في إندونيسيا
انطلق فريق دولي من الباحثين لإعادة اكتشاف النحلة في كانون الثاني سنة 2019.
في عام 1859، عند اكتشاف جزيرة باكان النائية في شمال مالوكاس، إندونيسيا، قام عالم التاريخ الطبيعي الشهير ‘ألفرد راسل والس’ باكتشافٍ مميز، وهو: ‘الميغاشيل بلوتو’ (أكبر نحلة في العالم).
وصف والس النحلة بأنها أكبر بأربعة أضعاف من حجم نحلة العسل، وشبهها بحشرة دبور سوداء عملاقة، لديها فكين هائلين مثل خنفساء الأيل الأوروبية.
و لكن لأكثر من قرن، كانت تلك المشاهدة الوحيدة المعروفة لنحلة ‘الميغاشيل-بلوتو’ والبعض تخوف من انقراض النحلة العملاقة بسبب قطع الغابات.
في عام 1981، اكتشف عالم الأحياء ‘آدم مسر’ بعض أعشاش الميغاشيل في باكان والجزر المجاورة وهو مشهدٌ نادر جدًا، حيث صرح السكان المحليون أنهم لم يرَو الأعشاش من قبل، ومن الممكن أن يكون المنظر الوحيد المعروف لعقود.
و بعد عدة سنوات مضت، تعاون ‘إيلي وايمان’ المتخصص في علم الحشرات بالمتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي، ومصور الطبيعة الفوتوغرافي ‘كلاي بولت’ سويًا لإعادة اكتشاف نحلة والس العملاقة.
في بداية عام 2018، رأى الشريكان أن عينة من الميغاشيل قد بيعت مقابل 9000 دولار على موقع ‘eBay’، وأدركوا ضرورة السفر إلى إندونيسيا للعثور على النحلة.
وصرّح بولت لموقع Earther قائلًا: “لقد عرفنا أنه يجب علينا الذهاب إلى هناك، لرؤيتها في البرية وتوثيقها، بالإضافة لإنشاء معارف محليين في إندونيسيا بإمكانهم البدء بالعمل معنا كشركاء لمحاولة اكتشاف كيفية حماية النحلة”.
في شهر كانون الثاني، قام ‘كلاي’ و’وايمان’ وباحثون آخرون أخيرًا بإعادة اكتشاف نحلة والس الضخمة، ولكن هذه المرة في أعشاشٍ للنمل الأبيض على إحدى الأشجار.
وقال كلاي بولت لقناة BBC: “كان من المدهش حتماً رؤية هذا ‘البولدوغ الطائر’ من الحشرات التي لم نكن متأكدين من وجودها حتّى الآن، ومن الرائع أن أرى فعليًا كم هي جميلة وكبيرة هذه الفصيلة في الحياة، وأن أسمع صوت أجنحتها العملاقة تطنّ عندما تحلق وراء رأسي، كان ذلك مدهشًا حقًا”.
مخاوف من نشوء هوس لدى هواة جمع الأشياء النادرة
وقد انتشر الأمل بين العلماء وحماة البيئة، لأنّ وجود أنثى وحدها في البرية يعني أن غابات المنطقة مازالت مأوى مستدام لمجموعات النحل الضخمة.
ومن الناحية الأخرى، ينتشر الخوف من وصول الأنباء إلى هواة جمع الأشياء النادرة الذين على استعدادٍ دائم لدفع مبالغ كبيرة من أجل عينات نادرة.
وصرّح ‘روبن موور’ عالم الأحياء في مجال الحفظ والذي يعمل مع الحركة العالمية لحماية الحياة البرية، لموقع The Guardian: “نحن نعلم أن إذاعة هذه الأنباء عن الاكتشاف سوف تبدو كمخاطرة كبيرة بالنسبة للطلب المراد، ولكن الحقيقة أن هواة التجميع منعدمي الضمير يعلمون مسبقاً بأن النحلة موجودة هناك. بالإضافة إلى أن جعل النحلة ذي شهرة عالمية واسعة هو من أجل حمايتها؛ لأننا واثقون أن هذا النوع أمامه مستقبل أكثر إشراقًا في حال تمّ اكتشافه ونشره ممّا إذا تُرك بشكلٍ هادئ في طي النسيان”.
ما سبب صعوبة معرفة الوقت الذي انقرضت فيه فصيلةٌ ما؟
تحديد وقت انقراض الفصائل هو أمرٌ صعب، ويمكن اختصار الأسباب التي أدت إلى صعوبة الأمر فيما يلي:
- ضخامة الكوكب.
- موارد الحفظ شحيحة.
- ببساطة من الصعب إثبات النقيض.
صرّح ‘غاري لانغهام’ كبير العلماء في جمعية أودوبون الوطنية التابعة للمنظمة البيئية ل Audubon. org: “إن كل هذا يتلخص في التحدي المتمثّل بإثبات وجود شيء غير موجود، وإنه من الأسهل إثبات أن شيء ما موجود”.
الحجم أيضًا يُحدث فرقًا
بالنسبة للعلماء فإنّه من الأسهل تتبع أعداد الحيوانات الكبيرة، على سبيل المثال: إنّ تتبّع وحيد القرن الأبيض الشمالي -الذي مات آخر ذكرٍ منه عام 2018- أسهل بكثير من تتبّع الطيور الصغيرة أو الحشرات.
بالنسبة لبعض الحيوانات، وجب على العلماء الاعتماد مرارًا على إجراءات غير مباشرة لتحديد حجم التعداد، على سبيل المثال: جمع بياناتٍ حول دمار بيئة الحيوان، جمع تقارير عن المشاهدات، وفحص الأشياء التي خلفتها الحيوانات كالروث أو الأعشاش.
تكمن صعوبة هذه الأنواع من الاستطلاعات بأنها غير كافية لتأكيد انقراض فصيلةٍ ما لأنّ أحدًا لم يشاهدها خلال 50 سنة.
يقول ‘كريغ هيلتون-تايلور’، رئيس القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية البيئة، لقناة BBC: “إنه شيء يبقى مستمرًا بشكلٍ دائم، إنها قاعدة ال50 عامًا”.
أُعيدت طباعة هذه المقالة بعد أخذ تصريحٍ من ‘Big Think’ حيث نشرت بالأساس.
- ترجمة: جيسيكا حموي
- تدقيق علمي ولغوي: روان نيوف
- المصادر: 1